اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل أصبحت تشكل عائقا على اتخاذ أية قرارات
من الجانب المصرى، بسبب وجود الطرف الأمريكى ومنع تعديل المعاهدة. ورغم أن إسرائيل تواصل التحرش برفح المصرية عبر إطلاق النار عليها، بزعم وجود عمليات لتهريب السلاح لقطاع غزة، إلا أن الموقف المصرى التزم الصمت، مكتفيا باعتذار السفير الإسرائيلى، الأمر الذى اعتبره خبراء الاستراتيجية المصرية غير كاف، لأنه يهدر مبدأ سيادة الدولة، ويعد خرقا لكافة المعاهدات والقوانين الدولية.
قال الخبير العسكرى اللواء طلعت مسلم إن هدف إسرائيل من قصف رفح المصرية، الزعم باستمرار تهريب الأسلحة من مصر إلى القطاع ، وبالتالى نجد أن الجيش الإسرائيلى يتعمد عزل القطاع عن الحدود المصرية بإطلاق النار باتجاه معبر رفح وبعض المناطق المصرية، لأن إسرائيل جربت حدوث إصابات دون أن يحدث أى رد فعل من الجانب المصرى، الذى يعلم أن معاهدة السلام تقيده ببعض البنود، التى تحدد طرق الشكوى فى تشكيل لجنة ثلاثية من الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل، وبالطبع ستنحاز أمريكا لإسرائيل، ولن تسمح بأى تعديل فى المعاهدة يمس بما تسميه بأمن وسلامة إسرائيل.
أضاف مسلم قائلا :عندما فتح ملف المعابر وطلبت إسرائيل 750 عسكريا على الحدود فقط، رفضت إضافة ذلك فى المعاهدة، واشترطت عمل ملحق إضافى، ورغم أن المعاهدات تعدل بعد 25 سنة، إلا أن معاهدة كامب ديفيد غير محددة المدة، والحل يكمن فى ضرورة تغيير موازين القوى، بدليل وجود مبعوث صينى للسلام، ولو دخلت أطراف محايدة فى الصراع العربى الإسرائيلى لتغير مجراه وتم ردع إسرائيل عن عنادها تحت الحماية الأمريكية.
من جانبه أكد اللواء يسرى قنديل، أستاذ العلوم الاستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية العليا وكلية القادة والأركان، أن مصر لا تريد تصعيد العملية وعدم الزج بمصر فى أى حروب، فى ظل ظروف اقتصادية صعبة وأزمة عالمية قادمة، لكن مصر تنتظر وتفكر بعقلانية بعد هدوء الوضع ووقف إطلاق النار، لاستخدام أوراق ضغط معينة، منها مسألة التحرشات الإسرائيلية وكذلك حتى يكون لمصر دور فى أية مفاوضات بين حماس وإسرائيل أو أى طرف آخر.
وأشار قنديل إلى أن الأداء الإسرائيلى منذ بداية الحرب يريد توجيه رسالة إلى الدول العربية مفادها الردع والتهديد وعمل مناوشات، لتؤكد أن رد الفعل العربى سيكون الصمت على ممارسات إسرائيل العدوانية. أما اللواء منير شاش، محافظ شمال سيناء الأسبق، فيرى أن هناك تزايدا فى قضية التحرش برفح المصرية، مؤكدا أن القضية لا تتعدى شظايا تسقط على بعض البيوت، لقرب المسافة الشديد بين رفح المصرية والفلسطينية ، بما لا يتجاوز 50 م ، موضحا أن هذه الأشياء كانت تحدث فى عهده عندما كان محافظا للإقليم حتى عام 1996.
أضاف شاش قائلا: إن قضية الأنفاق غريبة، نعم ضبطنا 24 نفقا ، لكنها لم تكن لتهريب الأسلحة، بل لتهريب أشياء كالسلع الموجودة بالعريش، كما قمنا بإرجاع الحدود 150 م وهدمنا 6 بيوت فلسطينية وبنينا لهم 6 بيوت أخرى، وعملنا فاصلا بالسلك والمبانى لمنع أى
تسلل داخل الأراضى المصرية.
بعد التحرشات الإسرائيلية برفح
كامب ديفيد تكبل يد القاهرة أمام مأساة غزة
الأربعاء، 14 يناير 2009 02:25 م
هل كان السادات على صواب بتوقيع كامب ديفيد؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة