شهدت لجنة النقل والمواصلات بمجلس الشعب أمس الاثنين، مواجهة بين النائب الوفدى صلاح الصايغ ووزير الاتصالات طارق كامل. اتهم الصايغ الحكومة بإهدار المال العام فى المشروع القومى لوادى التكنولوجيا بمحافظة الإسماعيلية بعد توقف العمل به؛ وأكد أن جملة المبالغ التى تم إنفاقها لصالح هذا المشروع 100 مليون جنيه، بينما خصصت له الحكومة مساحة 16 ألفاً و500 فدان لبنائه، وتوقع الخبراء أن يحقق استثمارات قدرها 16 مليار جنيه، وقال الصايغ "كل ما صرحت به الحكومة حول المشروع القومى لوادى التكنولوجيا ذهب فى الهواء الطلق وتوقف العمل به".
وكشف النائب الوفدى صلاح الصايغ عن تعرض الحكومة ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لضغوط إسرائيلية لوأد هذا المشروع، حتى تستأثر بمجال المعلومات والبرمجة على مستوى الشرق الأوسط. مشيراً إلى أن إهمال الحكومة لهذا المشروع أدى إلى تعرض الأرض المخصصة للمشروع إلى النهب والبلطجة من حيتان مافيا الاستيلاء على الأراضى، لافتاً إلى أنه تم الاستيلاء بالفعل على ألفين فدان تحت مرأى ومسمع الحكومة.
وشكك الصايغ فى نوايا الحكومة من إتمام هذا المشروع، مبيناً أن البيان الذى ألقاه رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف وبيان وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لم يتطرق إلى مشروع وادى التكنولوجيا، على الرغم من أهمية إتمام هذا المشروع، والذى كان سينقل مصر إلى عالم تكنولوجيا المعلومات، والذى يشهد ثورة حقيقة فى العالم بأثره.
نوايا الحكومة
تساءل الصايغ عن فكر ورؤية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى المشروع القومى لوادى التكنولوجيا. وقال "لابد أن تكشف لنا الحكومة عن نواياها الحقيقية حول هذا المشروع، وهل أصبحت القرية الذكية بديلاً عن هذا المشروع". ووصف الصايغ القرية الذكية "بدكاكين تكنولوجية" مشيراً إلى أنه بالمقارنة إلى الوفرة الاستثمارية التى كانت ستحققها الوزارة حيال إتمام هذا المشروع التكنولوجى العملاق.
من جانبه رفض طارق كامل، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ما أثاره الصايغ، وأكد أن أسباب توقف مشروع وادى التكنولوجيا ترجع إلى عدم جدواه، وقال "إن التوجه العالمى خلال الفترة من عام 1999 إلى عام 2002، والتى شهدت العديد من المشاكل فى صناعة وتجميع البرمجيات".
وأكد كامل وجود اتجاه حكومى إلى صناعة الخدمات بدلاً من صناعة البرمجيات، بدءاً من إنشاء القرية الذكية، والتى تنافس عالمياً فى صناعة الخدمات. وقال وزير الاتصالات "إن القرية الذكية يعمل بها 20 ألف شاب". رافضاً وصفها بالدكاكين". موضحاً اتجاه الحكومة إلى الاستفادة من الأرض المخصصة لوادى التكنولوجيا، والتى تكلفت نحو 100 مليون جنيه، وذلك بالتعاون مع وزير الاستثمار الدكتور محمود محيى الدين. وقال "لدينا خطط وبرامج لإنشاء قرى ذكية جديدة لاستيعاب نحو 35 ألف شاب، وذلك فى منطقة المعادى.
هل تتعرض وزارة الاتصالات لضغوط إسرائيلية حتى توقف مشروع وادى التكنولوجيا؟
الثلاثاء، 13 يناير 2009 02:46 م