"مزاهر" فرقة تحافظ على فن "الزار" من الاندثار

الثلاثاء، 13 يناير 2009 02:20 م
"مزاهر" فرقة تحافظ على فن "الزار" من الاندثار 50 عاماً تجوب كودية الزار أم سامح قرى مصر بالفن الشعبى
كتب محمود التركى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حالة من السعادة وتفريغ للكبت النفسى والصفاء تشعر بها عندك مشاهدتك لفرقة "مزاهر" المصرية التى تحاول من ناحية، إعادة تقديم فن الزار للجمهور وتصحيح الصورة السلبية لديهم عن طقوس الزار، والتى اكتسبوها من الأفلام والمسلسلات، ومن ناحية أخرى تحاول التصدى لمن يستغلون "الزار" بطريقة سيئة ويعتبرونه نوعاً من الدجل والشعوذة.

تتكون الفرقة من 16 عضواً تتقدمهم كودية الزار المعروفة بـ"أم سامح"، وهى العضو الأساسى فى الفريق، والباقى ينقسم بين منشدين وعازفيين ومساعدين، وتقدم الفرقة عروضها مساء كل يوم أربعاء بالمركز المصرى للثقافة والفنون "مكان"، ليشاهدها جمهورٌ معظمه من الأجانب الذين يبدون إعجابهم بالعرض، بالرغم من عدم فهمهم للكلمات، وهو ما شجع أعضاء الفريق على القيام بجولات خارج مصر، وقاموا بحفلات فى عدة دول أوروبية مثل فرنسا وهولندا.

يجلس الجمهور المتذوق للفن على الأرض وتستهل الفرقة عروضها بـقول كودية الزار "أول ما أبدأ صلى على النبى الهادى، وحبيبه طه المصطفى صفوة الرحمن، ده نور فى المدينة صلوا عليه، ما أحلى ذكر النبى، باسم الإله الذى خلق النبى الأول، أبدأ بمدح الحبيب فى كل شىء أول، وتسأل الغير يا عبد وأنا اللى فى الأول"، ثم يبدأ كل عضو فى الفرقة بالعزف على آلته الموسيقية التى تتنوع ما بين آلات وترية ونفخ وإيقاع وصاجات، ومنها الطمبورة والدفوف والمنجور.

وتعتمد الفرقة على زيادة الإيقاع تدريجياً أثناء تقديمها لفقراتها، فتبدأ موسيقى هادئة حتى تصل لذروتها فى نهاية العرض، ورغم سخونة درجة حرارة الإيقاع، إلا أن ابتسامة كودية الزار لا تختفى أثناء غنائها ورقصها على أنغام الآلات الموسيقية، فهى تشعر بأهمية عملها ومحاولتها الحفاظ على الثقافة غير مصرية الأصل، ولكنها ارتبطت على مدار سنوات طويلة بالشعب المصرى، وباتت موروثاً شعبياً ولكنه حالياً مهدد بالزوال والإنقراض، خاصة بعد اقتحام الدخلاء عليه.

كودية الزار أم سامح أكدت لليوم السابع، أنها تشعر على مدار أكثر من 50 عاماً بسعادة غامرة عقب كل عرض لتجاوب الجمهور معها، خاصة أن بعض الأجانب من جنسيات مختلفة يحرصون على التقاط الصور التذكارية معهم، موضحة أنها تحاول مع فرقتها تصحيح الصورة الخاطئة عن فن الزار الذى هو فى الأساس موروث ثقافى من أصل سودانى وحبشى، وكلمة "زار" أحد ألفاظ اللغة الأمهرية، موضحة أنه تكثر المصطلحات السودانية فى أغانى الزار، مثل أغنية "يا ركوشة يا هانم يا ننوسة، تعالى نلعب بالعروسة، ده الليلة فرحك يا عروسة، سمرة وجميلة يا عروسة، من الملبس يا عروسة، على الصوانى يا عروسة، يا حبشية يا عروسة، يا سودانية يا عروسة"، ومن أغانى الفرقة أيضاً "آه يا ماما نصبوا الكراسى لماما، بر السماح يا ماما، بر الهدى يا ماما"، وكذلك أغنية "يا ورابيه يا أسمر يا جميل".

وتنفى أم سامح ارتباط الزار بحكاوى الجن والعفاريت المتداولة، وتؤكد على أن الجو العام لحفل الزار والموسيقى يهيئ المرء لاكتساب الراحة النفسية، حيث يفرغون شحناتهم المكبوتة عبر الموسيقى.

وتحرص الفرقة على تقديم فن الزار الأصلى الذى توارثوه أباً عن جد، حيث تختفى مظاهر الدماء والذبح والشعوذة التى نراها فى الأفلام والمسلسلات، ويظهر جميع أعضاء الفرقة بملابس بسيطة ومهندمة، إذ يرتدى الرجال الجلابيب البيضاء، بينما ترتدى النساء ملابس فلاحية عادية، وفى نهاية العرض تشكر أم سامح ضيوفها وتدعو لهم بالصفاء وراحة البال.









مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة