كانت الأحوال طوال اليوم جيدة، حيث دخلت من المعبر الكثير من المعونات الطبية والأدوية، وشاهدنا أول أمس الاثنين، بعض البطاطين التى عبرت إلى رفح الفلسطينية، كما كانت حركة سيارات الإسعاف جيدة، حيث عبرت محملة بالجرحى، ظهر اليوم؛ ولكن تأخر دخول سيارات الإسعاف بعد إخلاء المعبر تماماً بسبب زيارة جمال مبارك له.
وقد بدا واضحاً مدى تأثر أهالى ومنازل حى البراهمة برفح المصرية، بسبب غزارة القصف الإسرائيلى القريب من الحدود المصرية أمس اليوم الثلاثاء، حتى أن بعض بقايا قذائف الصواريخ سقط على حى البراهمة، مما سبب الكثير من الهلع والرعب لدى الأطفال المصريين.
وشاهدنا أيضاً دخول وفد من الأطباء المصريين إلى غزة، للمشاركة فى علاج الجرحى فى مستشفيات رفح وغزة وخان يونس، تحت إشراف الدكتور محمد غنيم، وهو ما دعم موقفهم وأعطاهم الإصرار على الاستمرار. وقد رأينا أن الموقف المصرى بدأ يتحسن كثيراً عن ذى قبل.
ولكن كان لأحد الأطباء اعتراض على موقف الحكومة المصرية من رفضها عبورهم إلى غزة، معتبرين أنه ليس من الطبيعى أن يكتبوا إقرارات على أنفسهم بتحملهم المسئولية كاملة فى حالة حدوث شىء لهم، بل كان من المفروض أن تدعمهم الحكومة المصرية وتساندهم، لأنهم عرب وذاهبون لمساعدة عرب، مؤكدين أنهم مثل الجندى الخارج إلى معركة للدفاع عن بلده.
وانضم إلى الوفد الطبى المصرى طبيبان من البحرين، وعندما سألتهم لماذا تريدون الذهاب لغزة؟، قالوا إننا أتينا أصلاً بمبلغ كبير من التبرعات لشراء أدوية وتوصيلها إلى غزة، وعندما حضروا مجلس الأطباء العرب عرفوا أنهم يحتاجون لأطباء قبل أن يحتاجوا لأدوية أو مستلزمات طبية، لوجود نقص شديد فى الكادر الطبى هناك، وذلك نتيجة طبيعية للزيادة المستمرة فى عدد الجرحى، فقرروا أن ينضموا إلى مجموعة الأطباء الذاهبين لغزة. كما علمت أن ثلاثة يمنيين وثلاثة أردنيين تم رفض عبورهم المعبر، لعدم وجود إذن رسمى من سفاراتهم بالذهاب لغزة.
أما عن الأنفاق، فقد ذكر أهالى رفح، أنه يوجد حوالى 1000 نفق تقريباً، وأعماقهم بين 16 إلى 35 متراً تحت سطح الأرض، أما الطول فبين 300 إلى 400 متر، ولكن سمعنا أنه تم ضرب عدد كبير من هذه الأنفاق من فى الجانب الفلسطينى. ولكنى عرفت بعض الأسباب التى جعلت بعض المواطنين المصريين يوافقون على وجود هذه الأنفاق، حيث يكون المقابل المادى لمن يحفر النفق أسفل منزله، من 100 ألف إلى 150 ألف جنيه لأشخاص لا يصل دخلهم الشهرى 1000 جنيه. أما من يوصلون الأشياء بين الأنفاق فتصل النقلة الواحدة لـ500 جنيه. ولكنهم فى حالة رعب من السلطات المصرية أن يعرف أحد بأمر هذه الأنفاق، لأن من يكتشف أن تحت منزله نفق فعقوبته تصل إلى السجن لمدة 15 سنة.
الشىء الملفت للانتباه هو عدم إغلاق المعبر، حيث ظل مفتوحاً طول الوقت ولم يغلق إلا لعدة ساعات بسبب زيارة جمال مبارك. والتى لم يعتبرها الجميع محاولة لتحسين صورة مصر، وكانت التعليقات حول هذه الزيارة هل سيوقف الإسرائيليون الضرب بسبب زيارة جمال مبارك؟
وبالفعل خيم الهدوء على المكان وقت الزيارة، ثم بعدها حدث ضرب قوى، ولكن ليس معنى هذا أن الضرب توقف لوجود جمال مبارك. وقد لوحظ وجود عدد كبير من السيارات التى تحمل شعار الحزب الوطنى، محملة بمعونات طبية وأدوية ومواد إغاثة. كما شاهدنا بعض الخراطيم التى توصل السولار إليهم لتشغيل المولدات الكهربائية.
وأخيراً، تتحجج إسرائيل بمنع مراسلين الصحف والفضائيات من الدخول إلى غزة، بتوسيعها العمليات العسكرية، حتى تصل إلى ممر فلادليفا، مما قد يتسبب فى محاصرة هؤلاء المراسلين وعدم ضمان أمنهم.
