صدر للكاتب خيرى رمضان كتابان جديدان بعنوان "صرخة العار" و"نوافذ الاستشهاء"، وذلك ضمن سلسلة "مشاكل القراء" التى تصدر عن الدار المصرية اللبنانية، والتى تنقل الرسائل الأسبوعية للقراء فى بريد الجمعة من حدث عابر إلى درس دائم فى كتاب.
الكتاب الأول "صرخة العار" يحاول الكاتب فيه من خلال القرب من أبطال القصص الحقيقيين التوصل لمفهوم محدد لما يسمى "بلحظة الانكسار"، وما ينتج عنها من صرخة فى أعماق النفس تدفع الإنسان إلى أحد الطريقين، إما أن يتردى أكثر وأكثر أو يحاول النهوض بنفسه.
مشكلات الاغتصاب هى المحور الرئيسى للكتاب الذى يناقش هذه الظاهرة من خلال استعراض 30 رسالة مأساوية تنوعت حالتها بين الاغتصاب الكامل والتحرش الصفيق، وما يترتب على هذه الحالات من آثار نفسية واجتماعية تدفع المرأة ثمنها وحدها.
رمضان أهدى الكتاب لكل فتاة تعرضت للاغتصاب ولكل أب وأم يتواريان خجلاً، معتقدين أنهما يدفنان عارهما بالصمت، فى حين أن العار الحقيقى هو الهروب تاركين الذئب يمرح ويجول بحثاً عن فريسة جديدة، كذلك يهديه إلى القانون الذى يصفه الكاتب بالبطء والعجز وأنه غير رادع.
الكتاب الثانى "نوافذ الاستشهاء" يعالج فيه رمضان المستجدات التكنولوجية التى أتاحت للشباب دخول عوالم أخرى مسكوت عنها، ومحجوبة فى الثقافة العربية مثل الفضائيات والإنترنت وكاميرا الموبايل التى يشاهدون عليها كل شىء، بداية من الأغانى حتى الأفلام الإباحية، الأمر الذى هيأ لهم وشجعهم على الخروج على كل قيم المجتمع، متصورين بتأثير ما يرونه أنه كل شىء أصبح سهلاً ومتاحاً ومباحاً.
يشير رمضان فى مقدمة الكتاب إلى الازدواجية التى يعيشها المجتمع، حيث نتنافس دوماً على بناء المساجد والكنائس، ونتحدث عن الأخلاق، ومع ذلك تنتشر الخطيئة بصور مفزعة تخترق حواجز البيوت.
الكاتب لا يحاول فى الكتاب التماس العذر لمواطن الضعف البشرى، بقدر ما يحاول أن يبين أمرين، أولهما تلك الضربات المتلاحقة والمؤثرة التى يتعرض لها المجتمع العربى فأحدثت خللاً كبيراً فى توازنه وثوابته وقيمه وأنماطه وسلوكه، وثانيهما أن المكاشفة والشفافية فى معالجة المشكلات أفضل ألف مرة من النضال المستميت لمحاولة تخبئتها، وإخفاء من نعانيه من مشكلات وظواهر غير مرغوب فيها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة