تسقط الأخبار المحزنة كالصاعقة فوق الرؤوس، تهز الفؤاد وتذيب جليد الذكريات وخاصة مع رحيل المبدعين، كان خبر وفاة الموسيقار منصور الرحبانى، بمثابة الجبل الذى سقط دون إنذار، فخيم الحزن والأسى والصمت علا الوجوه صدمة برحيل الرحبانية، هذا الاسم الذى يشكل بصمة فى الموسيقى، اسم له ثقله الفنى فى عالم الغناء والمسرح الغنائى فى الوطن العربى، وتعد مدرسة لها مميزاتها الخاصة، تنقل أى طالب بها من مرحلة فنية إلى أخرى أكثر علواً ونضوجاً.
زياد الرحبانى امتداد لشجرة الرحبانية المثمرة
أجمع الفنانون والموسيقيون فى حديثهم لليوم السابع، يأتى فى مقدمتهم الموسيقار حلمى بكر، إن الرحبانية صنعوا مدرسة يسير على نهجها الكثيرون، ورحيل منصور ليس معناه انتهاء المدرسة وإغلاقها، فأولادهم مازالوا موجودين وموهوبين مثلهم يكملون مسيرتهم، والرحبانية شجرة مثمرة.
ذكريات حلمى بكر مع منصور الرحبانى
وأضاف أن منصور على المستوى الشخصى كان إنساناً أكثر من رائع، وتقابل معه مرتين فى بيروت بناء على دعوته له، حتى يأتى لمشاهدة مسرحيته "عودة الفينيق"، ورغم أنه عملاق كبير فى الموسيقى، إلا أننى وجدته بعد العرض يسألنى قائلاً "الله يخليك شو رأيك فى العمل، كل ذلك من إبداع أولادنا الرحبانية"، فلم أتمالك نفسى ووجدتنى أقبله كتفيه ويده.
وأوضح بكر أن منصور الرحبانى كان إنساناً متواضعاً جداً، والعلاقة بينهما لم تنقطع حتى وفاته، وامتاز بعبقرية فريدة، لكن مرضه الأخير ووفاة زوجته، أثروا عليه بشدة، لكن ستظل أعمال الرحبانية تمتعنا حتى بعد رحيلهم.
الوسيمى: الرحبانية مدرسة فنية خاصة جداً
منير الوسيمى نقيب الموسيقيين المصريين بدأ كلامه "يا نهار أبيض" لقد كان فناناً كبيراً بالفعل فى العالم العربى والشرق الأوسط بأكمله، وصنع الرحبانية تأثيراً كبيراً فى الموسيقى العربية عموماً، وصنعوا ألحاناً جميلة متطورة ولها طابع ولون خاص، وأدخلوا الموسيقى الغربية على الشرقية، كما أسسوا مدرسة الفن الخاصة بهم، حتى عندما تسمع موسيقاهم لابد أن تعرف أنها تخصهم.
وأشار الوسيمى إلى أن العديد من الفنانين لجأوا لتقليد الرحبانية، نظراً لنجاح موسيقاهم على مستوى الوطن العربى، لذا ظهر المقلدون لهم، واستطاع الرحبانية التأثير على المنطقة العربية كلها، كما تعاونوا مع عمالقة المطربين، أبرزهم فيروز ومحمد عبد الوهاب.
حول مدى إمكانية تكميل مسيرته الفنية، أكد الوسيمى أن الحياة تستمر وتكملة المسيرة ليس معناها التقليد، لأن كل فنان له طعم ولون خاص به، ويبقى منصور الرحبانى حياً بيننا بفنه، حيث إنه رحل بجسده فقط ولكن فنه باقٍ، وستظل الأجيال التى تأثرت به تصنع موسيقى على نفس نهجه.
مهنى: الرحبانية مدرسة لن تفنى
الموسيقار هانى مهنى أعرب عن حزنه الشديد لفقدان واحد من أهم الفنانين فى الوطن العربى، الذى له بصمات واضحة فى الأغنية العربية، كما قدم العديد من المسرحيات الغنائية المميزة مثل "زنوبيا" التى قامت ببطولتها كارول سماحة وغسان صيلبا، و"حكم الرعيان" بطولة لطيفة، و"الوصية" بطولة غسان صليبا وهدى حداد، وغيرها من المسرحيات الهامة، آخرها "عودة الفينيق"، التى ساعده فيها ابناه أسامة حيث وضع لها الموسيقى وأنتجها، ومروان الذى أخرجها، موضحاً أن مدرسة الرحبانية ستبقى، ولن تغلق أبوابها وستظل تمتع الجمهور العربى بأروع الأعمال الاستعراضية الدرامية الغنائية.
أشرف عبد المنعم: الفن العربى خسر برحيل منصور الرحبانى
الناقد الموسيقى أشرف عبد المنعم قال إن رحيل منصور الرحبانى يعد خسارة فى الفن العربى بأكمله، حيث لعب دوراً لا يستهان به فى الوطن العربى، وأجمل ما فى موسيقاه أنها نابعة من بيئته، فلم يفتعلها ولم يقتبس من موسيقى أخرى إلا بالقدر المسموح به.
أضاف أشرف أن منصور صنع حركة فنية كبيرة جداً فى الوطن العربى منذ الستينيات وحتى الآن، وهى مدرسة فنية كبيرة سار على نهجها الكثيرون.
وبالنسبة لإمكانية وجود أجيال بديلة لمنصور الرحبانى تكمل مسيرته، قال أشرف إن مدرسة الرحبانية بأكملها محترمة، ونتمنى أن يكون لزياد الرحبانى دور كبير ومؤثر فى الموسيقى العربية، وهو يحسب له أنه طور موسيقى الرحبانية حتى تتلاءم أكثر مع العالمية، لكن يظل منصور هو الأصل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة