تخيل أن ابن خلدون خرج من قبره، وأخذ يتجول فى شوارع القاهرة، فاكتشف أن كل ما كتبه فى الماضى ينطبق تماماً على الواقع الذى نعيشه، لم يجد جديداً فى الحياة، فقرر العودة لقبره مرة أخرى، تلك الرؤية التى تخيلها الدكتور عبادة كحيلة فى كتابه "ورقات من الزمان الصعب"، والذى أقيمت لمناقشته أمس الأحد، ندوة بدار العين للنشر، حضرها عدد من الكتاب والمؤرخين، وناقش الكتاب المستشار طارق البشرى.
أوضح كحيلة، فى كلمته، أن الكتاب مجموعة من المقالات التى كتبها فى الفترة من 2003 حتى 2007، عن بعض الكُتاب من القرن العشرين، وهم ابن خلدون وجمال حمدان ورءوف عباس حامد وأديب ديمترى وفواد بلبع ونبيل الهلالى، مشيرا إلى أن المقالات والشخصيات الموجودة بالكتاب قد تبدو مختلفة ومتفاوتة، إلا أن هناك خيطاً واحداً يجمعها، وهو علاقتها بالزمان الصعب الذى نعيشه، والعولمة التى تستهدف مسخ الهوية العربية، وأشار إلى أنه حاول فى مقدمة الكتاب رصد لقطات سريعة من الصورة العامة لمصر دون أن يحدد سببها.
أثنى المستشار طارق البشرى على كحيلة بانتقائه واختياره للشخصيات التى تنم عن ذوق فكرى وثقافى راقٍ، ثم بدأ البشرى يحلل الكتاب من المقدمة التى رصد فيها الكتاب الحاضر، وفقا لنوازعه الشخصية، وطرح الكتاب بحس المؤرخ الذى استطاع التقاط الخطوط العريضة العامة من الوقائع بتفاصيله، وتناوله بعض القيم كالوطنية والعدالة الاجتماعية والعروبة.
واختتمت الندوة بكلمة كحيلة، وأنه لم يستطع الكتابة عن غزة متسائلاً ماذا أقول؟ فالكلام لم يعد له قيمة خاصة وأن العيب فينا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة