كريم عبد السلام

نسينا القدس والأقصى ومفتاح العودة وتذكرنا أسماء المنظمات

كيف تراجع العلم الفلسطينى أمام رايات الفصائل؟

الإثنين، 12 يناير 2009 07:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أين ذهبت الرموز الفلسطينية، التى كانت زاد المناضلين الروحى وسندهم فى تمسكهم بالقضية الفلسطينية العادلة؟
أين ذهب المسجد الأقصى وقبة الصخرة ومشاهد بيت لحم والدفاع عنها فى مواجهة العدو الغاشم، وفى مواجهة الضعف العربى المهين؟
أين ذهبت الكوفية الفلسطينية؟وقد كانت أكبر من قطعة قماش، تشحذ طاقات المناضلين، وتمنحهم القدرة على التحليق فوق أى ردع أو تخويف؟
أين ذهبت علامة النصر التى كانت بمعنى من المعانى تشير إلى ضلعى فلسطين، وإلى صمود الفلسطينيين؟

تراجعت رموزنا بقدر هزائمنا وتراجع أحلامنا ومشاريعنا النضالية العادلة، كنا نطالب فى الماضى بكل فلسطين التاريخية، ورفضنا قرار التقسيم المنحاز، الصادر عن الأمم المتحدة، لكننا لم نفعل أكثر من الرفض فاضطررنا إلى التراجع بعد هزيمة 1967 لنطالب بالضفة وغزة، ونسينا فلسطين التاريخية، ثم تراجعنا من جديد بعد اجتياح لبنان ليزداد الفدائيون بعدا عن وطنهم، وزاد التراجع بعد اتفاق أوسلو ليكتفى الفلسطينيون بخيار غزة أريحا أولا، والدولة الشبيهة بالجبن المخرمة، ثم تراجعنا خطوة كبيرة ومأساوية لنشهد الدم الفلسطينى مراقا لأول مرة بسلاح فلسطينى، ولم يمنع شعار الدم الفلسطينى خط أحمر من تنكيل الفدائيين بعضهم ببعض وتكريس الانقسام بين فلسطينيى فتح وفلسطينيى حماس.

ومع الانقسام الفلسطينى والدم الفلسطينى المراق فى شوارع غزة والضفة، نسينا الأقصى وبيت لحم والكوفية الفلسطينية ونسينا علامة النصر والعلم الفلسطينى بألوانه الثلاثة والقدس، وأصبحنا أمام العديد من الرايات والأعلام وكلها تفترض أنها وحدها تعبر عن الوطن الفلسطينى وعن النضال العادل الشريف. تراجعت الرموز والأحلام الوطنية، حتى أصبحت اللحية هى الرمز الوحيد، ولم تعد القضية الفلسطينية تعبر عنها تلك العجوز الصامدة التى ترفع مفتاح بيتها المغتصب، أو ذلك الكيس الصغير الذى يحوى حفنة من التراب الغالى، وأصبح الصراع بين فتح وحماس هو العنوان الفلسطينى والشعار الكريه، فى زمن الطوائف الجديد.

ومن تراجع إلى تراجع لم تعد القدس عروس عروبتنا فى ضمير كل عربى بعدما رضى المفاوضون بأبوديس بدلا منها على مائدة المفاوضات، قبل أن يتراجع العدو فى خطة مفاوضاته الجهنمية عن القدس وأبوديس معا، كاشفا عن قصده إنهاك المفاوض والمقاتل والسياسى، لنصحو على الانتصار الاستراتيجى الذى حققه العدو، كما صحونا على الانكسار التاريخى الذى أصاب صلب قضيتنا المركزية العادلة وفرق دمها بين الفصائل.

من تراجع إلى تراجع، وصلنا إلى دولة غزة أو إمارة غزة فى ناحية، والضفة الغربية التى تتعرض للقضم يوميا بجرافات الاستيطان من ناحية ويجتهد المحللون والمفاوضون فى رسم الجسور بينهما برا أو جوا أو حتى عبر الأنفاق مع ترقيع السيادة العملية على الأرض، بينما العدو مزهو بانتصاره الأكبر من جميع انتصاراته العسكرية، انتصاره على الروح النضالية فى مواجهة الاحتلال.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة