مافيا التعليم وحيتان الفجالة سببان فى تأخير الكتاب المدرسى

الأحد، 11 يناير 2009 04:52 م
مافيا التعليم وحيتان الفجالة سببان فى تأخير الكتاب المدرسى تأخر الكتاب المدرسى يزيد الاعتماد على الكتب الخارجية
كتبت أميرة ناجى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على الرغم من اقتراب امتحانات نصف العام وبدئها فى بعض مراحل التعليم، لا يزال تأخر الكتاب المدرسى يمثل أزمة فى العديد من المدارس. المسئولون بوزارة التربية والتعليم يكررون تصريحاتهم، بأن الوزارة توفر الكتب المدرسية مع بداية العام، وهو ما لا يحدث على أرض الواقع، مما يضر بمصلحة الطلاب.

أحمد عبد الوهاب طالب بالصف الثالث الثانوى، أكد أن كتب التقويم لم تصل إلى المدرسة حتى الآن، وهى الكتب التى تؤكد وزارة التربية والتعليم أن أسئلة الامتحانات لا تخرج عنها، فهل تدرك الوزارة حجم الضرر الذى يلحق بطلاب الثانوية العامة كل عام بسبب هذا التأخير؟

أما دينا على، طالبة بالصف السادس الابتدائى، تقول إن تأخير الكتب يجعلنا مضطرين لشراء الكتب الخارجية، الأمر الذى يرهق أبى مادياً، بالإضافة إلى الاعتماد على الدرس الخصوصى، سواء مع مدرس الفصل أو أى مدرس آخر، وأضاف محمد جمال طالب بالسنة نفسها، أنه لا يعتمد مطلقاً على الكتاب المدرسى، لأنه لو اعتمد عليه فلن يستطيع الانتهاء من مذاكرة الدروس ويفاجأ بالامتحانات على الأبواب.

من الناحية الأخرى لا ترى مروة عبد العزيز، طالبة بالصف الثالث الثانوى، أن تأخر أو غياب الكتاب المدرسى يمثل أزمة بالنسبة لها، وقالت إنها لا تعتمد عليه فى وجود الكتاب الخارجى، الذى يساعدها بسبب كثرة التمارين، بالإضافة إلى اعتمادها على الدروس الخصوصية.

أسباب تأخر استلام الكتب المدرسية يرى الخبراء، أنها متعددة فالدكتور حسن شحاتة، رئيس قسم المناهج وطرق التدريب بتربية عين شمس ومدير مركز تطوير التعليم الجامعى السابق، قال إن هناك ما يعرف بـ"مافيا التعليم" والمتمثلين فى أمناء التوريدات فى المدارس، ويقول إنهم يقومون بتأخير طبع وتوزيع الكتب المدرسية لأهداف خاصة على حساب طلاب لا حول لهم ولا قوة.

وأضاف أن تأخير الكتب المدرسية ينعش سوق الكتب الخارجية ويعمل على زيادة مبيعاتها، الأمر الذى جعل الطلاب يعتمدون على الكتاب الخارجى اعتماداً كلياً، والذى عمل على تجميد عقل الطلاب، فأصبح الطالب عديم التفكير واعتمد على الحفظ، ونسى موضوع "تشغيل الدماغ".

وأكد أن الكتاب الخارجى يكرس ثقافة "التيك أواى" المبنية على أنه لا داعى لإعمال العقل، الأمر الذى أنتج طالباً غير مثقف، اعتمد على مذاكرة ليلة الامتحان فقط حتى ينجح وينتهى الأمر بمجرد النجاح، هذا على الرغم من أن الدكتور فتحى سرور رئيس مجلس الشعب اتخذ عدة قرارات سنة 1987 أهمها فحص الكتب الخارجية من قبل وزارة التربية والتعليم وعدم طباعة الكتب الخارجية قبل تسليم الكتب المدرسية، لكن الكتب الخارجية انتشرت انتشاراً كبيراً، والسبب كما ذكرت "مافيا التعليم".

الدكتور كمال مغيث، خبير تربوى أشار إلى أن أسباب تأخر الكتاب المدرسى، هو الحجم الهائل للكتب المطبوعة كل عام والحجم الهائل للإيرادات التعليمية والمديريات، بالإضافة إلى وجود 18 مليون تلميذ فى 29 مديرية تعليمية فى 40 ألف مدرسة، كل ذلك تسبب فى تأخر وصول الكتاب إلى المدارس والطلاب.

وأضاف د.مغيث، أن الطباعة لها دور كبير فى تأخير الكتاب المدرسى، لأنها تأخذ وقتاً طويلاً بسب البيروقراطية المعتمدة على الروتين البطئ وإمضاء الأوراق من أكثر من مسئول، بالإضافة إلى عملية نقل الكتب.

وقال إن هناك عنصراً خطيراً أخشى أن يكون هو السبب الحقيقى وراء تأخر وصول الكتب المدرسية، ألا وهو عنصر الفساد والمتمثل فى حيتان الفجالة والذين يحاولون جاهدين تعطيل سير طباعة الكتب حتى يتمكنون من بيع الكتب التى يتاجرون بها.

وأضاف أن تأخير الكتاب المدرسى أدى إلى سوء العملية التعليمية، الأمر الذى أدى إلى فقدان الثقة بين كل من الإدارة التعليمية والطلاب وأولياء أمورهم، مما أدى إلى استبدال المدرس الخصوصى بمدرس المدرسة، والكتاب الخارجى بالكتاب المدرسى، والمدرسة ذاتها بالمراكز التعليمة الخاصة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة