
ذكرنا مازن بما نعرفه جيدًا بقوله، إسرائيل لا تعترف إلا بمصالحها فقط، وعندما تنهى ما تريد وقتها يمكنها قبول هدنة، لابد للعرب أن يدركوا ذلك.

ذهب لإسعاف المصابين فوجد ابنه ضمنهم
محمد حافظ الخطيب (22 سنة) طالب جامعى بالفرقة الرابعة بالجامعة الإسلامية من منطقة غزة الصبرة، مصاب بكسور وتهتكات بجميع أنحاء جسده وتعرض لبتر لساقه اليسرى بعدما حدث قصور بالدورة الدموية للقدم اليسرى، يحكى أنه أثناء عودته وخمسة من زملائه من الجامعة فوجئوا بغارات الطيران الإسرائيلى على مركز الشرطة المقابل للجامعة، حيث أطلقت الطائرات الإسرائيلية عشرات الصواريخ ليصاب هو وأحد زملائه، فيما استشهد الثلاثة الباقون فى الحال.

ويحكى والد محمد، أنه ذهب إلى مستشفى الشفاء بغزة للمساعدة فى إسعاف المصابين ليفاجأ بأن ابنه ضمن هؤلاء المصابين، حيث تم نقله لمستشفى العريش ومنها لمستشفى الإسماعيلية الجامعى.

حنين وصديقتها
حنين (19 سنة) إحدى فتيات قطاع غزة، أصيبت بأحد الصواريخ الإسرائيلية عندما كانت بطريقها بمنزلها بالقطاع لتسقط مضرجة فى دمائها ويتم نقلها لمستشفى الشفاء فى غزة ومنه إلى مستشفى الإسماعيلية الجامعى، حيث تعانى من ارتشاح هوائى على الرئة وارتشاح مائى على المخ وبتر بالساق اليمنى، وتم وضعها حاليا على جهاز تنفس صناعى، حيث حالتها حرجة جدًا والأمل فى شفائها ضئيل جدًا كما صرحت لنا الدكتورة رضا أبو المجد الطبيبة بالعناية المركزة بالمستشفى والمتابعة لحالة حنين.

إما إسلام صديقة حنين فهى تعانى هى الأخرى من نزيف بالمخ وكسر بقاع الجمجمة نتيجة وقوع أحد الصواريخ الإسرائيلية عليها أثناء عودتها لمنزلها بقطاع غزة، وحالتها هى الأخرى غير مستقرة، كما أكد لنا الأطباء المعالجون.
صالح الأعزل فى مواجهة الصواريخ
صالح عبد الله موافى (18 سنة) من سكان تل سلطان بقطاع غزة مصاب بكسور مضاعفة بالفقرة الثانية بالعمود الفقرى يحكى قائلاً، كنت أسير بصحبة أحد أصدقائى، وفجأة شاهدنا طائرة إسرائيلية طراز إف 16، فهرولت أنا وصديقى محاولين الاختباء، لكن الصواريخ كانت أسرع منا، حيث اخترقت الشظايا كافة أنحاء جسدى وفقدت الوعى.

أما والده عبد الله موافى فيلتقط أطراف الحديث قائلاً، فقدت زوجتى أم صالح وأشقاءه مصباح ومحمد وموسى وسليم فى غارات إسرائيلية سابقه، حيث استشهدوا جميعا ولم يبقَ لى إلا صالح، الذى لم نعثر علية إلا ثانى يوم إصابته، حيث نقل لمستشفى رفح ومنها لمستشفى خان يونس ثم المستشفى الأوروبى ولضعف الخدمة الطبية طلبت نقله إلى مصر، حيث تم تحويله لمستشفى الإسماعيلية الجامعى.

كوابيس العدوان
زياد محمد خليل (23 سنة) من سكان الشجاعية بقطاع غزة مصاب بكسور وتهتكات بأنحاء متفرقة فى نصفه، وأجريت له عملية تركيب شريحة بالفخذ الأيمن ومسمار نخاعى.
يحكى شقيقة فؤاد قائلاً، كان زياد يمر بمنطقة الجوازات عندما قام الطيران الإسرائيلى بقذف مبنى الشرطة لتصيبه الشظايا بكسر بالقدم اليمنى وقطع شريان بالكتف اليمنى، حيث تم نقله لمستشفى الشفاء بغزة ومنها لمستشفى الإسماعيلية الجامعى، وشقيقى حاليًا يعيش آلامًا نفسية وكوابيس مزعجة بسبب ما حدث له ويحدث لإخوانه فى غزة.

صيد القنابل
نضال موسى (27 سنة) يعمل صياداً من سكان معسكر الشاطئ يحكى مصابه باستئصال للطحال ولجزء من الرئة نتيجة تعرضه لقصف صاروخى إسرائيلى،
يحكى فارس شقيق نضال أن شقيقه كان فى طريقه إلى منزله بصبحه ثلاثة من أصدقائه، حيث إنه متزوج ولديه طفلان محمد خمس سنوات وفاطمة ثلاث سنوات، تعرض نضال وأصدقاؤه لقصف صاروخى إسرائيلى من طائرة إف 16 ليصاب هو وزملاؤه بشظايا الصاروخ، ويستشهد اثنان من أصدقائه الثلاثة محمد جبر الكنتانى (29 سنة) ملازم أول بمركز شرطة الجوازات بقسم الانضباط العسكرى، يقول كنا نعد لدورة تدريبية داخل المركز، وفوجئنا بالطيران الإسرائيلى يحلق فوق رؤوسنا بكثافة، وخلال دقيقتين تم القضاء على جميع المواقع العسكرية، العباسى، السرايا، الجوازات، ومعسكر جباليا الذى أبيد عن آخره وقد شاهدت المئات من القتلى من زملائى إلى جوارى، مما دفعنى للنطق بالشهادتين، حيث أصبيت ببتر بساقى اليمنى، وفجر الملازم أول محمد جبر مفاجأة عندما أكد أن هناك تعليمات صدرت من حكومة إسماعيل هنية المقالة صباح يوم القصف وقبل العمليات العسكرية الإسرائيلية بأقل من ساعة بإخلاء وإنهاء دورة ضباط الشرطة، والتى تضم أكثر من 500 ضابط بعد وصول معلومات لدى حكومة حماس بقرب قيام إسرائيل بعمل عسكرى كبير وغير محدود فى غزة ليتم إنقاذ الـ 500 ضابط من المجزرة الإسرائيلية.

وأضاف أنه عندما حاول مدير الشرطة بغزة اللواء توفيق جبر إبلاغنا بإخلاء الموقع تعرض لقصف صاروخى واستشهد فى الحال.