نسمة سلامة عز عليها أن ترى عاطفة الحب تخبو فى ظلمة تفاصيل المدعين والمتاجرين بالمشاعر، فجمعت أوراقها ، وأجهزت على قراءة كل ما كتبه قاسم أمين عن المرأة، لم تسعفها تجاربها الحياتية بعمر 17 عامًا لاتخاذ موقف محايد تجاه قاسم أمين، فاستطاعت بحماس الشباب أن تعرف أن هناك قبل قاسم أمين من نادوا بتحرير المرأة، ليس التحرير بمعناه الفج، وإنما تحرير يحفظ معه كرامة المرأة، والبعد بها عن براثن الأماكن المحظورة فى الجنس والبغاء والمتعة الجسدية، ومن هنا جاء نتاج قراءتها مطبوعة لم تتعدَ 112 ورقة، تحت عنوان "عن العشق والندالة" بالمشاركة مع زميل لها اسمه مصطفى الغنيمى.
أهدته لمثلها الأعلى وصاحب الحلم الوحيد الذى حال الموت بينها وبين لقائه، لروح الكاتب الصحفى مجدى مهنى، مستخدمة أحد تعبيراته، إن لكل شىء سقفاً باستثناء الحرية.
هرولت بمطبوعتها وطرقت أبواب صحيفة اليوم السابع، تحمل معها أملاً فى نظرة جديدة للمرأة إنها ليست إناءً للجنس، أو لحظة حب عابرة وتمر، جاءت تروى ببساطة فتاة عمرها 17 عامًا ، تجارب الآخرين مع المرأة، متناولة فى طرحها لهذه القضية عدة جوانب منها "الحب بين الزوج والزوجة" وكذلك "الحب بين الشاب والفتاة"، مع طرح بعض مشكلات الحياة وكيفية مواجهتها والتغلب عليها.. ومع بعض النصائح، للوصول لإمكانية الفهم لمعنى الحب الطاهر.
"الحب حرام".. " الحب فسق".. " الحب رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه".. إن الحب فى رأيى ليس إلا مظلوماً.. يحتاج إلى من يدافع عنه.. فإنه ظلم من فريقين.. فريق جعله بأفعاله هو الزنا أو مقدمات الزنا باللقاء سرًا والتواعد بعيداً عن الأعين.. وفريق آخر شوشت على ذهنه الممارسات المحرمة التى تعلقت زوراً وبهتاناً بكلمة الحب، فنفاه جملة وحرمه كلاً وجزءاً.. ورفضه حلالاً وحراماً.
هكذا بدأت نسمة سلامة كتابها عند قراءتك له ستظن ولأول وهلة أنك قد سبق لك قراءته من قبل، وأنه ليس بجديد عليك، كلامه وموضوعاته، ولكن هو ليس كذلك تماماً، وسبب هذا الإحساس هو أنك تقوم بفعل ما ينص عليه هذا الكتاب يومياً بطريقة سلسة ومسلم بها دون أى اعتراض، وإن لم تكن أنت، فإنك تشاهده وتسمعه أيضاً، من أهلك وجيرانك وأصدقائك، فحاول ولو بأضعف الإيمان أن تتصفح، وقرر أنت!!
واختتمت نسمة كتابها برسالة خاصة أحبك.. رغم كل شىء.. لم أترك قصة حب شهيرة.. حقيقية كانت أو أسطورية، إلا وبحثت فى أصولها وقرأت كل ما كتب عنها.. صدقنى حبيبى لا ليلى ولا فاطمة ولا هند ولا حتى كيلوباترا كلهن رغم البطولات والتضحيات بدأن بالبحث عن مدينة أحلامهن وانتهوا دون الوصول إليها!!
رغم صغر سن نسمة إلا أنها حاولت خلال الكتاب أن تتحلى ببعض الجرأة، لكن خانتها المفردات بلا قصد ورصدت علاقات وتفاصيل، أشبه بمن يشير إلى النار دون الاقتراب.
ربما تأتى محاولتها القادمة بشىء من الجرأة والإمساك ببيت الداء وإن كان الحديث عنه بحجمه يحمل رائحة الانتقاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة