يسير الفنان يحيى الفخرانى دائماً فى درب آخر، يفاجئنا بالجديد، يرفض تكرار نفسه، ولا يتبع مبدأ الاستسهال، وفى ظل ارتداء جميع زملائه أبطال دراما رمضان هذا العام ثوب "الملائكة"، يطل علينا الفخرانى فى ثوب "الإنسان العادى"، فهو ليس دائماً طيب القلب، وليس بالضرورة أن يكون شريراً، فبداخله تجد دوافع الخير ونوازع الشر فى مسلسله "شرف فتح الباب" الذى يجسد فيه شخصية الموظف البسيط "شرف فتح الباب" أمين المخازن الطيب الشريف، والذى يخلو ملفه الوظيفى من الجزاءات، ولكن يتبدل حاله عندما يعلم أنه سيخرج على المعاش المبكر وستخصخص الشركة الحكومية التى يعمل بها.
ذكاء يحيى الفخرانى يتضح لنا عندما نتذكر أن هذا المسلسل ليس الأول الذى يظهر فيه بشخصية الإنسان العادى الطبيعى، كأى إنسان يعيش على كوكب الأرض، ويوجد بداخله الخير والشر معاً، حيث ظهر فى العديد من أعماله الدرامية الماضية مثل مسلسله "يتربى فى عزو" والذى قدم فيه دور الرجل المستهتر الذى لا يفكر سوى فى نفسه وملذاته فقط على حساب الآخرين، حتى بعد حادثة وفاة والدته التى كان مرتبطاً بها ارتباطاً غير عادى.
حدث ذلك أيضاً فى مسلسله "سكة الهلالى"، حيث كان فى بداية المسلسل إنساناً ذا قيم ومبادىء، وفى النهاية باع مبادئه، من أجل الحصول على المال عندما شعر بأن المبادىء لن تفيده وسوف يدفع ثمنها غالياً، هذه هى الشخصية السوية التى لا تعيش طوال الوقت فى دور البطولة الزائفة، بل تظهر فى صورة البشر العادى المتواجد معنا على الأرض، ولا تظهر بصورة الملاك المتواجد فى السماء دائماً والذى يطل به علينا نجومنا أبطال المسلسلات الأخرى، وهذا ما استطاع إدراكه يحيى والتعامل معه بموضوعية، وأنا لا أثنى على مسلسله "شرف فتح الباب" أو أهاجمه، لكننى أثنى على ذكاء فنان يمتلك كاريزما خاصة جداً، جعلته الفنان الأعلى أجراً فى الدراما هذا العام، وبعد مشاهدتى لمسلسله هذا العام، علمت السبب فى ارتفاع أجره وهو احترامه لعقلية المشاهد.