فجأة .. تحول مجلس الشورى من كيان طيب وابن حلال لا بيهش ولا ينش ولا يسمع به تقريباً سوى أعضائه والعاملين فى المؤسسات الصحفية القومية، إلى نار على علم وحديث الناس وأصبح المجلس قاسماً مشتركاً فى كل القضايا التى شغلت الرأى العام فى مصر خلال الأسابيع الماضية، وبالتحديد منذ الحكم الغريب ببراءة ممدوح إسماعيل عضو المجلس فى قضية العبارة ومن بعدها الحريق المثير الذى التهم مبنى المجلس، وأخيراً قضية هشام طلعت مصطفى، وما يتردد حول محمد فريد خميس وكلاهما عضواً بالشورى.
حواديت الشورى غطت على غيرها من أحداث، بما فيها ارتفاع الأسعار واقتراب الموسم الدراسى وبث المباريات وخيبة منتخب حسن شحاتة فى السودان ووكسة الزمالك إمام أسيك وحتى نجاح فيفى عبده الراقصة الثقيلة فى تحطيم الرقم القياسى فى احتجاز وتعذيب الخادمات وما قالته خادمة رانيا محمود ياسين فى تحقيقات النيابة، والأكثر من ذلك أنها نجحت وباقتدار فى سحب البساط من تحت أقدام مسلسلات رمضان، وأثبتت أن فانتازيا الواقع تجاوزت خيال الدراما التليفزيونية.
وبشكل خاص فإن قضية هشام الدالى أقصد هشام طلعت جعلت من الإثارة والعنف والتشويق فى مسلسل الدالى والمبالغ فيها أحياناً تبدو بمثابة لعب عيال، والربط بين الشخصيتين "هشام طلعت وسعد الدالى"، لا يستند فقط على أن كلاهما ابن كار واحد وهو كار المقاولات، ولكن التفاصيل المنشورة فى قضية هشام طلعت توفر مسلسلاً درامياً يحتوى على مطاردات وأكشن تتفوق على ما ابتدعه خيال وليد يوسف فى مسلسل الدالى، وخصوصاً بعد نجاح "السكرى" فى تعقب سوزان تميم فى أكثر من دولة، ونجح فى تنفيذ مهمته فى دبى فى حين فشل سعد الدالى فى إحضار خالد الدالى من لندن.
صحيح أن السكرى تقمص شخصية القرموطى فى التنكر عند تنفيذ العملية فى دبى، حيث نزع الملابس التى نفذ بها الجريمة واحتفظ بالبرنيطة التى كشفته ولكنه أحسن حالاً من سليم حسين السائق الذى استعان به رجل الأعمال اللبنانى عزت قدورة فى رش وش الفنانة إلهام شاهين بـ "مية النار" فى حكاية مشابهة لحكاية هشام وسوزان تميم، فالأسطى حسين كان يفترض به أن يستعين ببلطجى محترف متخصص فى حمض الكبريتيك المركز المعروف شعبياً باسم "مية النار"، ولكنه على ما يبدو طمع فى القرشين وقرر تنفيذ عملية الرش بنفسه وفشل ونجت إلهام من مصير شريهان.
الخاسر الأكبر فى ما جرى هى شركات الزيرو تسعماية، حيث تحولت اهتمامات الجمهور المصرى من الاتصال الآن إلى التساؤل عن أسعار النسوان فى عالم رجال الأعمال انطلاقاً من تكاليف عملية قتل سوزان تميم والتى قيل أنها مليونا دولار، فإذا كان قتل "مزة" يصل إلى مليونى دولار، فكم يتكلف الاحتفاظ بها وإبقاء السمن فى العسل وبمناسبة أسعار قتل المزز فقد شهد ارتفاعاً رهيباً، حيث كان آخر رقم معلن فى قضية إلهام شاهين كان مبلغ 150 ألف دولار فقط ولكن الحياة غليت, وإذا كان هذا مؤشر الأسعار فى مصر فكم يدفع مواطن مثلى فى كاميرون دياز مثلاً، بالتأكيد ستصل الأسعار إلى أرقام جنونية باعتبارها أمريكية الصنع وتقفيل بلدها وبالتالى فلابد لأمثالى من وضع حد لأحلامهم والتوقف عند المرحومة أمينة رزق.
الهزل فى قضية هشام طلعت وغيرها من القضايا، ينطلق من باب إذا غاب الجد حضر الهزل، فلست مقتنعاً بالتفسيرات المعلبة لسلوكيات رجال الأعمال ونجمات الفن الذى أوجع قلب الوطن مرات ومرات من أيمن السويدى وذكرى وشريهان وحسام أبو الفتوح وعزت قدروة وإلهام شاهين وغيرها، وبما أننى لست مقتنعاً بالتفسيرات المعلبة، أجد نفسى أطرح سؤالاً أترك لكم محاولة "تأليف" الإجابة عليه، إما السؤال فهو إذا كان عشق رجل الأعمال لنجمة ينتهى بجريمة قتل، فما هو تصوركم لعلاقة عشق تكون فيها الأنثى سيدة أعمال والنجم رجل.