منير الفاسى، شاب مغربى قدم إلى مصر فى عام 2000 للالتحاق بالدبلوم الفرنسى قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، ثم درس إدارة المراكز الثقافية فى جامعة "سنجور" بالإسكندرية، وتعددت زيارته إلى مصر منذ ذلك الحين سواء للعمل أو الدراسة، حدثنا عن رمضان فى الدار البيضاء "الرباط" مسقط رأسه، وعن أكثر مظاهر رمضان قرباً إلى نفسه فى مصر.
قضيت عدة سنوات فى مصر فما الذى يميز رمضان فى القاهرة بالنسبة لك؟
الفوانيس التى تستخدم فى تزيين الشوارع فى رمضان تبهرنى، وكذلك الملصقات واللافتات التى تنتشر فى الشوارع مكتوب عليها الأحاديث النبوية، هذا شئ مميز فى مصر لا يوجد فى أى دولة إسلامية أخرى.
وما أهم مظاهر رمضان التى تحرص على التواصل معها فى القاهرة؟
شوارع القاهرة لا تخلو من البشر فى رمضان حتى ساعات الصباح الأولى، وأكثر مكان يجذبنى ويجعلنى أشعر أن به سحرا خاصا هو حى الحسين، فلا يمكن وصف ما يتمتع به من سحر وجاذبية ، وأنا أسعى للتواجد هناك بشكل يومى فى رمضان، وكذلك فى منطقة الغورية وما تقدمه من حفلات الإنشاد الديني.
بحكم كونك من المغرب، هل تفضل قضاء رمضان فى الدار البيضاء محل إقامتك أم فى القاهرة؟
أتمنى لو أستطيع الجمع بين الاثنين، فأقضى نهار رمضان فى المغرب حتى صلاة التراويح حيث يخرج الناس جماعات فى الزى التقليدى لأداء الصلاة، ثم آتى إلى مصر بعد انقضاء التراويح للاستمتاع بأجمل المظاهر الرمضانية فى الحسين حتى ساعات الصباح الأولى.
ما الذى يميز نهار رمضان فى المغرب؟
فى النهار تهجر المطاعم والمقاهى ولا تبدأ عملها إلا قبل الإفطار بحوالى الساعة، والشوارع تكون هادئة جداً إلى فترة ما بعد الإفطار، وهذا الأمر يختلف قليلاً عن نهار القاهرة حيث تكون الشوارع مزدحمة فى النهار، كما أن المطاعم والمقاهى لا تكون كلها مغلقة.
وماذا عن الإفطار المغربى، هل يختلف كثيراً عما يقدم على مائدة الإفطار القاهرية؟
لاحظت أن طعام الإفطار فى مصر لا يختلف كثيرا فى رمضان عن باقى شهور السنة، لكن فى المغرب الأمر مختلف، فنحن لا نتناول الأصناف الرمضانية إلا خلال هذا الشهر، وأهمها شوربة الحريرة التى تعتبر شيئا أساسيا على مائدة الإفطار، إلى جانب الحلويات من أمثال "الزميطة" و"المخرقة" و"السفوف".
وهل هناك طقوس مميزة للإفطار فى المغرب؟
تنقسم وجبة الإفطار فى المغرب إلى اثنتين، واحدة بعد أذان المغرب وتتكون من الحلويات الخفيفة والمشروبات بشكل أساسى، والعشاء ويعقب صلاة التراويح وتقدم فيه أطعمة دسمة مثل الكسكسى وطواجن اللحم والدجاج. وأخيراً وجبة السحور التى نتناول فيها لحم "الخليع" وهو لحم مجفف يشبه البسطرمة ويقدم مع البيض.
موائد الرحمن مظهر يميز رمضان فى شوارع مصر، فهل يوجد فى المغرب أيضاً؟
لا وجود لموائد الرحمن فى المغرب، لكن مؤسسة محمد السادس للتضامن تقوم بتوزيع وجبة الإفطار على المحتاجين من خلال أماكن مخصصة ويتناولونها مع الأهل. لكن المشترك بين مصر والمغرب هو كثرة العزائم والولائم فى رمضان تعبيراً عن صلة الرحم.
وماذا عن التلفزيون فى المغرب، هل تحول إلى طقس رمضانى كما هو الحال فى مصر؟
التلفزيون وسيلة الترفيه الأولى فى رمضان فى المغرب أيضاً، حيث يقدم التلفزيون المغربى الطرب الأندلسى والموشحات الدينية لتتوالى بعدها المسلسلات المصرية التى يتابعها المغاربة بشغف شديد، وهو ما يجعل الكثير منهم يأتى إلى مصر لاكتشاف المظاهر الرمضانية على الطبيعة، فالبعض يأتى إلى مصر لقضاء أيام قليلة قبل السفر لتأدية العمرة فى مكة المكرمة.
هل يوجد فى المغرب ما يشبه مهنة "المسحراتى" فى مصر؟
فى المدينة القديمة التى تضم المبانى التى أنشئت قبل القرن العشرين هناك شخصية يطلق عليها "البراح" مهمته إيقاظ الناس فى الأحياء القديمة، ومازال يقوم بهذا الدور إلى اليوم، لكن لا يوجد مسحراتى فى الشوارع كما هو الحال فى بعض مناطق القاهرة.
هل هناك تقليد معين فى رمضان فى المغرب لا يوجد مثله فى مصر؟
أظنه يتعلق بصيام الأطفال المغاربة، فعندنا يبدأ الطفل صيام رمضان فى سن السابعة وبالتحديد فى ليلة القدر، وهناك تقليد مغربى يتعلق بهذه المناسبة، حيث يفطر الطفل بالعسل الذى يتناوله باستخدام إبرة صغيرة، ولا أعتقد أن مثل هذه العادة موجودة فى مصر.
هل قضيت رمضان فى أماكن أخرى غير مصر والمغرب؟
نعم، فى الأراضى المقدسة، حيث ذهبت للعمرة حوالى ثماني مرات، وشهر رمضان فى مكة المكرمة من أروع ما يمكن، حيث يمكن الذهاب بلا أموال لينهال على المعتمرين الطعام والشراب من كل مكان، وهوما يجعلنى اشتاق إلى قضاء هذا الشهر فى الأراضى المقدسة.
منير الفاسى: يتمنى قضاء نهار رمضان فى "الرباط" ثم السهر حتى أذان الفجر فى "الحسين"
الإثنين، 08 سبتمبر 2008 01:04 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة