داليا البحيرى تتمرد على الأدوار الناعمة
بقلم محمد بركة
ذات مرة قرأت حواراً مع الفنانة الجميلة داليا البحيرى، لم يتبق فى ذهنى منه شيئاً لا من الأسئلة أو الأجوبة، وإن كنت لا أزال أتذكر الجو العام لمقدمة الحوار، فقد تحدث المحرر، إن لم تخنى الذاكرة، عن امرأة تبدو وكأنها خارجة تواً من كتب الأساطير، مبللة بسحر الشرق ومغسولة بالضوء والأنوثة، لم يذكر المحرر الصحفى شيئاً عن موهبتها فى التمثيل أو أدوارها التى تركت بصمة! وكنت أرى فى الأمر تجنياً على ممثلة تتمتع بحضور طاغ، التى عرفت بها فيما يسمى "الأفلام الشبابية"، والتى تحرص على وجود جميلة أرستقراطية تستعرض جمالها على شواطئ شرم الشيخ والغردقة!
فى مسلسلها الجديد "بنت من الزمن ده" يحسب لداليا محاولتها المخلصة فى التمرد على أدوار البنت الجميلة الناعمة، إنها هنا بنت الحى الشعبى، المولودة تحت خط الفقر لأم مريضة تعمل "فراشة" فى مصلحة حكومية، وأب يعيش عالة على القروش القليلة التى تكسبها الأم العليلة، والمفروض أن "شروق" – وهو اسم البطلة – هى فاكهة الحارة المحرمة، بجدعنتها وشهامتها وقدرتها على التصدى للبلطجية والمتنطعين!، لكن داليا البحيرى لم تمسك بمفاتيح الشخصية جيداً، وكانت تؤدى من الخارج ولم تتوحد مع الدور بما يكفى، وجاء أداؤها فى المجمل يخلو من الحرارة، إن صوتها لا تلونه شراسة فتاة لها مخالب وأنياب، فتاة "تتذأب" حتى لا تأكلها الذئاب، وإنما جاء على طبيعته، غارقاً فى رقته، كما كان شعرها جدائل ناعمة من الحرير، بخصلات تنسدل على جبينها فتزيدها نعومة.
لم ينجح المخرج فى توجيه بطلة العمل بما يكفى، متناسياً أن الملابس الشعبية لا تكفى وحدها، كى يقتنع مشاهد ملول أنه أمام فتاة من حى شعبى، والمشكلة أن طاقم المكياج الخاص بداليا – هم بالمناسبة أربعة – ركزوا فى وضع لمسات تزيد من رونق النجمة الجميلة، وليس مكياجاً "يخدم" على الشخصية ويمنحها المصداقية.
داليا البحيرى نجمة تتمتع بحضور خاص، وتعشق التمرد على نفسها على نحو ما فعلت فى مسلسل "صرخة أنثى"، لكن صناع "بنت من الزمن ده" لم يساعدوها بما يكفى، وتركوها ضحية أنوثتها وجمالها!
barakawi@hotmail.com
موضوعات متعلقة..
◄محمد بركة يكتب.. تامر وشوقية ينافسان أبو تريكة
◄الصحافة المصرية ليست فى "فى إيد أمينة"
◄أحمد رزق فى "هيمه" .. الكوميديان التائه!
◄يسرا "فى إيد أمينة" ليست شيطاناً وإنما ملاكاً
◄محمد بركة يكتب .. أسمهان تكسب!
◄الدالى ضحية نجاحه
◄وفاء عامر .. دراما غنية من العرى إلى الإبداع
◄محمد بركة يكتب: آسف على الخوف من المغامرة
◄حكاية الفتاة التى تزوجها محمود درويش سراً!
◄محمد بركة يكتب:مثقفون للبيع وأشياء أخرى(2من 3)
◄محمد بركة يكتب عن أمراض المثقفين (1 من 3)
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ذات مرة قرأت حواراً مع الفنانة الجميلة داليا البحيرى، لم يتبق فى ذهنى منه شيئاً لا من الأسئلة أو الأجوبة، وإن كنت لا أزال أتذكر الجو العام لمقدمة الحوار، فقد تحدث المحرر، إن لم تخنى الذاكرة، عن امرأة تبدو وكأنها خارجة تواً من كتب الأساطير، مبللة بسحر الشرق ومغسولة بالضوء والأنوثة، لم يذكر المحرر الصحفى شيئاً عن موهبتها فى التمثيل أو أدوارها التى تركت بصمة! وكنت أرى فى الأمر تجنياً على ممثلة تتمتع بحضور طاغ، التى عرفت بها فيما يسمى "الأفلام الشبابية"، والتى تحرص على وجود جميلة أرستقراطية تستعرض جمالها على شواطئ شرم الشيخ والغردقة!
فى مسلسلها الجديد "بنت من الزمن ده" يحسب لداليا محاولتها المخلصة فى التمرد على أدوار البنت الجميلة الناعمة، إنها هنا بنت الحى الشعبى، المولودة تحت خط الفقر لأم مريضة تعمل "فراشة" فى مصلحة حكومية، وأب يعيش عالة على القروش القليلة التى تكسبها الأم العليلة، والمفروض أن "شروق" – وهو اسم البطلة – هى فاكهة الحارة المحرمة، بجدعنتها وشهامتها وقدرتها على التصدى للبلطجية والمتنطعين!، لكن داليا البحيرى لم تمسك بمفاتيح الشخصية جيداً، وكانت تؤدى من الخارج ولم تتوحد مع الدور بما يكفى، وجاء أداؤها فى المجمل يخلو من الحرارة، إن صوتها لا تلونه شراسة فتاة لها مخالب وأنياب، فتاة "تتذأب" حتى لا تأكلها الذئاب، وإنما جاء على طبيعته، غارقاً فى رقته، كما كان شعرها جدائل ناعمة من الحرير، بخصلات تنسدل على جبينها فتزيدها نعومة.
لم ينجح المخرج فى توجيه بطلة العمل بما يكفى، متناسياً أن الملابس الشعبية لا تكفى وحدها، كى يقتنع مشاهد ملول أنه أمام فتاة من حى شعبى، والمشكلة أن طاقم المكياج الخاص بداليا – هم بالمناسبة أربعة – ركزوا فى وضع لمسات تزيد من رونق النجمة الجميلة، وليس مكياجاً "يخدم" على الشخصية ويمنحها المصداقية.
داليا البحيرى نجمة تتمتع بحضور خاص، وتعشق التمرد على نفسها على نحو ما فعلت فى مسلسل "صرخة أنثى"، لكن صناع "بنت من الزمن ده" لم يساعدوها بما يكفى، وتركوها ضحية أنوثتها وجمالها!
barakawi@hotmail.com
موضوعات متعلقة..
◄محمد بركة يكتب.. تامر وشوقية ينافسان أبو تريكة
◄الصحافة المصرية ليست فى "فى إيد أمينة"
◄أحمد رزق فى "هيمه" .. الكوميديان التائه!
◄يسرا "فى إيد أمينة" ليست شيطاناً وإنما ملاكاً
◄محمد بركة يكتب .. أسمهان تكسب!
◄الدالى ضحية نجاحه
◄وفاء عامر .. دراما غنية من العرى إلى الإبداع
◄محمد بركة يكتب: آسف على الخوف من المغامرة
◄حكاية الفتاة التى تزوجها محمود درويش سراً!
◄محمد بركة يكتب:مثقفون للبيع وأشياء أخرى(2من 3)
◄محمد بركة يكتب عن أمراض المثقفين (1 من 3)
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة