بقلب شاعر استقبلنا وبابتسامة عربية رحب بنا عبد الحميد قاسم محمد مشلاح وبنبرات الحنين حدثنا عن رمضان والأصحاب فى طنجة، نثراً وشعراً نال بعضاً منه مصر التى وصفها فى شعره، بأنها ترقى إلى مكانة عالية فى قلبه وعند الله كما يراها مشلاح.
من أى مدن المغرب أنت؟
أنا من مدينة طنجة وهى أقصى شمال المغرب وتعد مجمع البحرين وهى أفضل مدينة فى المغرب، حيث ذكرت تلميحاً فى القرآن وتصريحاً عند ابن كثير فى تفسيره لآية (حتى إذا وصل مجمع البحر نسيا حوتهما).
كيف ترى رمضان فى القاهرة؟
قضيت رمضان هنا وهو جميل، وإن كنت أحن إلى رمضان المغرب لما تعودت عليه من عادات اجتماعية تحدث مع قدوم هذا الشهر العظيم، حيث الأصحاب ولروح الجميلة والكلمة الطيبة التى تدور على ألسنة العامة. فضلاً عن الخير الذى يكثر فى هذا الشهر والطرق التى تكتظ بالغادين والرائحين من وإلى المسجد والجميع يختمون القرآن شهرياً فتجتمع كل عائلة يصنعون معاً طعام الإفطار وحلوى (الشباكيه).
وما الشباكية؟
هى عبارة عن دقيق وعسل وسكر ويطبخ فى الزيت وهو قريب من المشبك المصرى، ولدينا أيضاً حلوى "الرغايف" أو المسمن وهى تصنع من الدقيق.
هل يأخذك الحنين إلى رمضان طنجة، فيفوتك الإحساس به فى القاهرة؟
بالطبع لا، أنا أستمتع كثيراً برمضان فى القاهرة، لأن الطريقة التى تستقبلون بها هذا الشهر أقوى وأكثر إبهاجاً من المغرب، فالأطفال هنا يحملون الفانوس ويعلقون الزينة ابتهاجاً واحتفالاً بهذا القادم المبارك، وإن كنا فى المغرب نعلق الأنوار على المساجد والشوارع والميادين فقط.
هل لديك ذكريات مميزة فى رمضان القاهرة؟
أول مرة قررت فيها أن أزور مكاناً سياحياً فى القاهرة كان الأهرامات، وكان ذلك فى شهر رمضان حيث كنت مشتاقاً كثيراً إلى زيارة الهرم، لكننى لم أكن أعرف أن الأهرامات موجودة فى الصحراء لذلك فوجئت بحرارة الجو الشديدة وكدت أموت من العطش.
وكيف تقضى ليالى رمضان فى القاهرة؟
أحرص على زيارة مسجد النور بالعباسية لأن صاحبى المصرى يصلى هناك، كما أننا نساعد الناس فى إعداد مائدة الرحمن، كما أننى أحب كثيراً زيارة مسجد السلطان حسن والسيدة زينب.
هل توجد موائد الرحمن فى المغرب؟
لا، فنحن نساعد الفقراء بطرق أخرى لكن ليس بمثل هذه الروعة التى رأيتها فى مصر، حيث لا يخلو شارع أو حى من مظهر جميل للتراحم والتواد بين الناس.
هل ستشعر بالحنين إلى رمضان المصرى عندما تعود إلى طنجة؟
بالتأكيد، فالمصريون طيبون ويحبون الأجنبى ويقدموه على أنفسهم، وهناك أكثر من مصرى يعمل على مساعدتى كثيراً، لذلك تمتلئ مشاعرى حباً وإجلالاً لهذا البلد العظيم فقلت شعراً فى حب مصر:
بوئت يا مــصر مجداً تليدا.. ودمــت للعـلياء فــريدا
موشحة بالنيل وساماً سرمدياً .. من الهنا الوهاب عطاء سعيدا