سقطات الكبار لا تحصى، سقطات سياسية، أو مهنية، أو أخرى أخلاقية، ولم يفلت منها حتى الرؤساء، فالرئيس الراحل أنور السادات كان له نصيب الأسد على مدار سنوات حكمه الـ11، فقد استخدم فى إحدى خطبه، ولأول مرة، تعبيره الشهير "هفرمه"، وتعبيره الأشهر" الديمقراطية لها أنياب "فى مواجهة معارضيه، وبلغ الأمر ذروته فى اعتقالات سبتمبر 1981، عندما وصف الشيخ المحلاوى بأنه" مرمى فى السجن زى الكلب".
زلات لسان الرئيس مبارك كثيرة، ولكن معظمها لم يأخذ الطابع السياسى، فقال حول الحرب المشتعلة وقتها فى لبنان" دى خسارة كبيرة.. خسارة لإسرائيل.. وخسارة للبتاع ده"، ولم يعرف أحد على وجه التحديد ماهية هذا" البتاع "الذى يقصده الرئيس، هل هو لبنان، أم حزب الله، أم الأمة العربية؟
د. محمد المهدى أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر، يفسر كلمة "البتاع" نفسيا، بأنه الشىء الذى يرغب الرئيس مبارك فى تجاهله وعدم تذكره، ونظرته إليه تشوبها حالة من تقليل الشأن، لأن تصرفات هذا "البتاع" تسبب له الإزعاج، للدرجة التى تجعله حتى لا يريد تذكره.
السقطات وصلت إلى الوزراء وأعضاء مجلس الشعب والمجالس المحلية، ومنها سقطة وزير الداخلية الراحل زكى بدر، الذى قال منذ أكثر من 20 عاماً، إن لديه تصريحاً من الرئيس بإبادة 25 % من الشعب المصرى عند الضرورة. ورئيس الوزراء أحمد نظيف قال "إن المصريين لم ينضجوا سياسيا، ويتعين أن ينضج الشعب قبل إقامة نظام ديمقراطى كامل مثل الموجود فى الولايات المتحدة"، ولكن رأى نظيف لا يبدو أنه توجه نظام سياسى أكثر منه زلة لسان، ومثله حبيب العادلى وزير الداخلية، وهو من الوزراء المعروفين بقلة الكلام للإعلام والصحافة، لكن هذا لم يمنع اعترافه بأن مكالمات التليفون كلها تراقب وتسجل "واللى يخاف ما يتكلمش". الغريب أن وزير الاتصالات لم يعلق مطلقا على هذا التصريح الذى يعتبر "عيبة فى حقه" وتدخلاً فى اختصاصاته.
فاروق حسنى وزير الثقافة صرح من قبل، بأن الحجاب مظهر من مظاهر التخلف، والعودة إلى الوراء، وقامت الدنيا ولم تقعد وخرجت مظاهرات تطالب بإقالته من منصبه، أما على مصيلحى وزير التضامن الاجتماعى، فأعلن أن الذى سيقترب من فصل إنتاج الخبز عن التوزيع "هقطع إيده".
أقوى زلات اللسان، جاءت من أحمد زكى عابدين محافظ كفر الشيخ، عندما صرح فى مكالمة تليفونية لبرنامج القاهرة اليوم، بأن مهنة المحافظ من "أوسخ" المهن، ومرة أخرى عندما أعلن أن الذى سيقترب من طريق البرلس "هيقطع رجله".
وكعادة جماعة الإخوان المسلمين فى إثارة الجدل، سقط مهدى عاكف مرشد الجماعة فى زلة لسان، عندما قال فى حديث صحفى "طظ فى مصر وأبو مصر واللى فى مصر"، وهناك زلة لسان اللواء جمال الغمرى، سكرتير عام محافظة جنوب سيناء عندما قال، "لو مواطن جانى يشتكى من الأجرة الجديدة، هاضربه بالجزمة".
جمال زهران عضو مجلس الشعب وأستاذ العلوم السياسية يرجع زلات لسان المسئولين إلى افتقادهم الحس السياسى، وأنه لن تتم محاسبتهم، فعندما يقول مسئول عن مهنته إنها "وسخة" لابد أن يخرج من منصبه، زهران يرى أن أكثر الوزراء الذين يقعون فى زلات اللسان هو يوسف بطرس غالى، بصراحة لا يحترم البرلمان. إبراهيم فهمى- محامٍ - يؤكد أنه لا توجد مسئولية جنائية على زلات المسئولين، لأنها تقع فى نطاق التعميم وليس التخصيص، فطالما المسئول لم يذكر اسما بعينه فلا يمكن معاقبته، أما فى حالة تخصيص شخص أو فئة بعينها، ففى هذه الحالة تدخل فى نطاق السب والقذف، الذى تتراوح عقوبته بين 24 ساعة وثلاث سنوات، حسب ظروف كل قضية وتقدير القاضى. وزلات لسان المسئولين تدخل فى إطار "قلة الأدب" وليست سبا وقذفاً.
◄لمعلوماتك:
◄275 يوماً، المدة التى قضاها طلعت السادات فى السجن بعد الحكم عليه، بسبب ادعائه بأن الجيش مسئول عن قتل السادات.
◄الرئيس جمال عبد الناصر أقل الرؤساء وقوعاً فى زلات اللسان نظراًً لذكائه الشديد، وأيضا لأن الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل هو الذى كان يكتب له خطبه.
زكى بدر قال:" إن لديه تصريحاً من الرئيس بإبادة 25 % من المصريين "
سقطات كبار المسئولين فى مصر فى حق الشعب المصرى
الإثنين، 08 سبتمبر 2008 11:31 ص
من ديمقراطية السادات ذات الأنياب إلى "طظ" مهدى عاكف
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة