عادات وتقاليد لن تموت بداخل المواطن المنياوى، بل تتجدد كلما هل عليهم هلال شهر رمضان الكريم، الذى يكسو عروس الصعيد ثوبا جديدا من الزينات الملونة التى صنعها أبناؤه من الأطفال احتفالا بقدوم شهر رمضان، حيث يمكث الأطفال أياما طويلة سابقة على هذا الشهر الكريم لعمل الزينات من الورق الملون، ثم يقومون بتعليقها بالشوارع والمدن.
وارتبط الفانوس الكبير الذى يتوسط الزينة بكل شارع من شوارع المحافظة، كما تضاء مآذن المساجد بالأنوار طوال ثلاثين يوما، ففى هذا الشهر اعتاد المواطن المنياوى على عدد من العادات والتقاليد التى لن تنسى، مثل الإقبال الشديد فى أول يومين على شراء السلع من المحلات وانتشار المشروبات الروحية مثل السوبيا والعرقسوس، كما يتوجه الناس إلى كورنيش النيل ليشهد انطلاق مدفع الإفطار الذى تقوم مديرية الأمن بالاشتراك مع مديرية الأوقاف بوضع مدفع رمضان على الكورنيش أمام أعين الجميع، كما اعتاد الأطفال فى هذا الشهر على صيام ما يطلقون عليه "صيوم الحجة" أى نصف اليوم من الصباح حتى الظهيرة.
وفى المنيا يخرج المسحراتى من جديد مع أول الأيام، ورغم ما يشاع عن انقراض المسحراتى، إلا أن المسحراتى لا يزال موجوداً بشكل واضح، وهو علامة مميزة فى محافظة المنيا لن تنقرض، وهو ارتباط أصيل بشهر رمضان، كذلك اعتاد الأطفال فى هذا الشهر على عمل تجمعات تجوب الشوارع والحارات يرددون عبارات موروثة من الأجداد دون معرفة معناها، مثل حالو يا حالو.
وهناك أيضا من الظواهر الجميلة المرتبطة بالشهر الكريم بالمنيا، وهى وصل صلة الأرحام التى انقطعت على مدار الأيام السابقة على شهر رمضان نظرا لضغوط الحياة، ولكن يأتى الشهر الكريم ويحرص المنياوية فيه على تبادل الزيارات والتجمع على مائدة إفطار واحدة يعدها أحد أفراد العائلة كل يوم، مما يضفى البهجة والألفة لتختفى الخلافات بين أبناء العائلة الواحدة وتشهد مائدة الإفطار أصنافا عديدة من اللحوم كل يوم، حيث يعد علامة مميزة فى إفطار المنياوية، كما يحرص المواطن المنياوى فى رمضان على إعداد مائدة السحور والتى يستهلك فيها كميات كبيرة من الفول المدمس، حيث لا تخلو أى مائدة سحور فى أى منزل من هذا الفول بمعدلات تزيد عن المعدل الطبيعى.
وتشهد المساجد الكبرى مثل مسجد الفولى والشيخ فارس وصلاح الدين والحبشى إقبالا كبيرا من المصلين، وخاصة فى صلاة التروايح التى يحرص المواطنون المنياوية على أدائها فى أحد هذه المساجد، بالإضافة إلى مسجد الشبان المسلمين الذى يقضى طيلة الليل فى صلاة التروايح، ثم يليها صلاة التهجد فى العشر الأواخر من رمضان.
هذه من العادات التى تتجدد بقدوم شهر رمضان، حيث يصطحب الأب أبناءه إلى المسجد لأداء الصلاة ثم عمل الزيارات المنزلية للأهل والأقارب، كما تستعين بعض العائلات فى المنيا بالشيوخ المشهورين فى الإنشاد، مثل الشيخ ياسين والشيخ عيون أو الشيخ محمود صديق المنشاوى لإحياء الليالى الرمضانية على مدار الثلاثين يوما، كما تحرص بعض القيادات فى المنيا، وهى من العادات الموروثة، على حضور إفطار مجمع مع الأهالى فى القرى والأحياء فى أحد مراكز الشباب أو فى مقر مدرسة، بالإضافة إلى الدورات الرمضانية التى تنتشر فى الشوارع والأحياء بين أهل الحى أو الشارع بعضهم مع بعض كما يتم الاحتفال بليلة القدر احتفالا كبيرا يحضره المحافظ وجميع القيادات الشعبية والتنفيذية فى المسجد الكبير بالمحافظة، وهو مسجد الفولى، بالإضافة إلى انتشار الموائد الرمضانية التى تتبناها جمعية الشبان المسلمين لعمل إفطار جماعى يتم فيه استدعاء قيادات جمعية الشبان المسيحيين لتناول الإفطار، وفى النهاية فإن المواطن المنياوى يظل حريصا فى شهر رمضان على اكتساب كثير من الروحانيات، حيث يقوم المواطنون بعمل سهرايات رمضانية يتبادلون فيها الحديث عن الماضى وما يحدث وما حدث والقصص والروايات.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة