خيم حادث الدويقة على أجواء إفطار حزب الوسط، واتخذها جميع المتحدثين بداية لانتقادات وتوجيه اللوم للحزب الوطنى والحكومة، وطالب المشاركون بتأسيس جبهة للتوافق الوطنى تجمع كل القوى الوطنية سياسية ونقابية ومجتمع مدنى، لوضع أجندة المستقبل ومواجهة الكوارث التى أحدثها الحزب الوطنى باحتكاره للقرار والسلطة والعمل فى مصر، على حد وصفهم.
وفى أول إفطار للحزب، يغيب عنه الدكتور عبد الوهاب المسيرى أحد المؤسسيين، اعتبر المنظمون حفلهم تـأبيناً وتكريماً لذكرى رحيل المسيرى، وتناول جميع المتحدثين حياة المسيرى وأفكاره، ووعدوا بأن يسيروا على ذات المبادئ التى آمن بها واعتبروها بوصلة الاهتمام والمنهج لحزب الوسط، والتى تمثلت فى الدفاع عن الحريات العامة والتحول الديمقراطى، بجانب تحديد العلاقة بين الدين والدولة والانحياز للطبقة الفقيرة ودعم القضية الفلسطينية.
وأعلن أبو العلا ماضى وكيل مؤسسى الوسط الجديد فى الحفل، الذى غاب عنه الإخوان والوطنى والكنيسة لأول مرة، أنهم يعدون مشروعاً جديداً للتقدم به للجنة شئـون الأحزاب خلال أسابيع قليلة بعد تطوير البرنامج وإكمال جميع الإجراءات القانونية والإدارية.
بينما حملت كلمة الدكتور أحمد كمال أبو المجد نائب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، انتقاداً حاداً وعنيفاً لمنهج الوحدوية الذى خيم على العلاقة بين القوى الوطنية والسلطة، واعتبر أن لجنة شئـون الأحزاب تغلب الهاجس الأمنى، ووجه لومه للصحف والقوى السياسية والمثقفين الذين يرون بعين واحدة إما التشاؤم وإما النور فى غير موضعه.
وتوالت الكلمات من المشاركين حتى وصلت إلى الشعر، الذى قدم فيه الشاعر عبد الرحمن يوسف قصيدة رثاء للدكتور المسيرى، تناول فيها جميع أوجه النقد للنظام والحكومة والسلطة، حتى إن الدكتور محمد سليم العوا المفكر والفقيه القانونى، طالب القنوات الفضائية بأن ترسل نسخاً من شريط الفيديو الخاص بهذه الكلمات إلى (الحاكم) وجميع المسئولين، ليكون رسالة ويعرفوا ما يدور فى الوطن وكم الغضب والآلام التى تعتصر قلوب المواطنين، الذى يعبر عنه الوضع السياسى، وقدم العزاء إلى كل من ضحايا الدويقة والعبارة وحتى قطار الصعيد الذين لم يحصلوا على حقوقهم فى بلد لا أحد يعرف الشعب من يديرها ـ على حد قوله ـ معتبراً أن الحوادث الأخيرة ليس غضباً من الله، ولكنها نتيجة لوجود الفاسدين الذين منعوا الأخذ بمبادئ التقدم والجودة وفى وجود وسيادة الذين يأمرون بالسوء ويسعون فى الأرض فساداً.
بينما تنبى حمدين صباحى وكيل مؤسسى حزب الكرامة، تحت التأسيس، دعوة بناء توافق وطنى من جميع القوى الوطنية والسياسية والفئات الاجتماعية، مشدداً على أن القوى الوطنية ضد التوريث وسياسة النظام، ولكن هذا لابد أن يكون وفق برنامج وطنى للإسراع بتشكيل الجبهة الوطنية لتقدم للمصريين حلاً حتى لا يكون المصريون ضحية الانفجار العشوائـى أو التوريث أو اتفاق السلطة على شكل من التحسينات لصورة النظام على حساب الديمقراطية والحرية.
واختتمت الدكتورة هدى حجازى زوجة الدكتور المسير الحفل بالإشارة إلى أن دور زوجها لم ينتهِ فى ظل وجود النخبة السياسية الحالية والقوى الوطنية المناضلة، كما أن المسيرى كان مثالاً للمثقف الحقيقى الذى ناضل بالقول والفعل ونزل للشارع وواجه عصى الأمن المركزى إعمالاً للحق ونضالاً من أجل العدالة والحرية للتعبير عن انخراطه فى قضايا وطنه ومواطنيه.
حادث الدويقة يخيم على إفطار الوسط مع غياب الإخوان والوطنى والكنيسة ..
المعارضة تدعو إلى توافق وطنى
الإثنين، 08 سبتمبر 2008 03:16 ص
إفطار حزب الوسط .. تحول إلى مظاهرة لتأبين المسيرى!! - تصوير سامى وهيب
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة