إبراهيم داوود يكتب: موضوع هشام!

الإثنين، 08 سبتمبر 2008 09:21 م
إبراهيم داوود يكتب: موضوع هشام! ماذا فعلت الصحافة مع هشام طلعت؟

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء



إحالة رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى وضابط الشرطة السابق محسن السكرى إلى محكمة الجنايات بتهمتى القتل والتحريض على قتل المطربة اللبنانية سوزان تميم، كان فرصة لتفريغ طاقات الغضب لدى الكتاب الذين يبحثون عن "موضوع"، يستعرضون من خلاله مهاراتهم فى الكتابة عن علاقة الثروة بالسلطة، وعن الفرق بين الأعمال "السفلية" والأعمال الاحتكارية.

بعض هؤلاء الكتاب، ولا داعٍ لذكر أسماء بعض رجال الأعمال الذين ينتمى إليهم رجل الأعمال المتهم، رجال الأعمال الذين أنشأوا الصحف والقنوات الفضائية والجوائز والمناصب الاستشارية وجمعيات الخير لشراء الذمم وتثبيت المشهد على ما هو عليه، قليلون هم الذين تعاملوا مع الموضوع ولا توجد على رؤوسهم بطحة، لأن قرار النائب العام ليس نقطة ضوء فى نفق تحتاج إنارته إلى مزيد من الأنوار فقط ـ كما قال وحيد عبد المجيد فى الوفد ـ ولكن لأن الثروة المفزعة التى نزلت على بعض رجال الأعمال جعلتهم يتصرفون على أنهم أصحاب البلد وأنهم يملكون البشر أيضاً، وقوانين الدولة المصرية العجوز (التى لا علاقة لها بالنظام) غير المعمول بها، تظهر فجأة يدعمها الغضب الشعبى وبقايا ضمير منسى، وإذا ثبت تحريض هشام على قتل سوزان، علينا أن نتساءل أو نبحث عن آخرين تم التخلص منهم فى الطريق إلى هذه الثروة.

جريدة القدس العربى قالت إن الإمارات هى التى أجبرت السلطات المصرية على التحرك وتوجيه الاتهامات إلى "السيد مصطفى" الذى حرض على جريمة القتل، السلطات التى حاولت أن "تعتم" على الجريمة ومنعت النشر عنها، لأن المتهم من أقرب المقربين من دائرة الحكم.

السفير اللبنانية اعتبرت الجريمة قد طرحت أسئلة عن مكانة دبى ومعجزتها الاقتصادية العربية والعالمية، التى كان لها كما يبدو دور حاسم فى كشف القاتل والمحرض المصرى، وفى رفض كل المحاولات الرسمية التى جرت فى القاهرة على مدى الأسابيع الماضية لإخفاء المعالم أو على الأقل لتجهيل الفاعل، ودبى تدافع فى هذه القضية "عن كونها واحة جذابة تنعم بالأمان الذى يحتاجه أى رجل أعمال أو مستثمر فى محيط مشتعل بالحروب والصراعات".

استعار صلاح عيسى مقولة طارق البشرى "أن الحزب الوطنى شأنه شأن تنظيمات ثورة يوليو تأطير للفراغ"، أى خلق تنظيم وهمى يوحى بأن المصريين يشاركون فى إدارة شئون بلادهم، وطالب عيسى الحزب الوطنى بفض هذا التزاوج بين المال والسلطة وبين الحزب السياسى والمجموعة الاقتصادية، لأن المواطنين يشعرون بأن سيطرة رأس المال على الحكم ـ التى كان القضاء عليها أول أهداف ثورة يوليو ـ قد عادت أقوى مما كانت عليه قبل الثورة، رجل الأعمال ينظر إلى نفسه على أنه أكثر من رجل بسبب ثروته ثم بسبب ثقافته، ينظر إلى الفنانة على أنها أقل من امرأة، هكذا كتب جلال عامر (وهو كاتب مفاجأة) فى البديل، وقارن بين رجل الأعمال اللبنانى "قدورة" الذى دفع بضعة آلاف ولتراً من ماء النار لتشويه وجه إلهام شاهين، والملايين التى دفعت فى الجريمة الأخيرة.

محمد السيد سعيد من كثرة مشاغله سمى محسن السكرى "أشرف"، ولكنه التقط خيطاً وحيداً فى مقاليه فى الموضوع، وهو أن رجال الأعمال الكبار صاروا يقلدون الدولة فى توظيف ضباط الشرطة والجيش الكبار المسرحين من الخدمة فى شركاتهم، سواء فى وظائف أمنية أو وظائف وهمية، لأن المطلوب هو توظيف قدرتهم على تسيير مستوى معين من العلاقات مع أجهزة الدولة القوية والمفترية.

مجدى الجلاد تساءل لماذا لم يهرب صالح كامل بأموال البنوك السعودية، والخرافى بأموال البنوك الكويتية، ورفيق الحريرى بكنوز لبنان؟ وهو سؤال غريب، كأن الرجال الثلاثة الذين ذكرهم ملائكة، هم لا يختلفون عن "رجالتنا" فى شىء، إنهم يفعلون فى بلادنا ما يفعله الآخرون ويستغلون "الفراغات" الموجودة فى السلطة لتعظيم ثرواتهم.

المضحك دائماً ممتاز القط كان له كلام آخر فى الموضوع، قال فى "كلام يبقى": سأكون أول المطالبين بإعدام هشام طلعت مصطفى لو ثبت بالفعل أنه كان المحرض لجريمة اغتيال المطربة سوزان تميم، ولأننا نثق ثقة عمياء فى قضاء مصر الشامخ والعادل، فإننا مطالبون أيضاً بعدم الوقوع فى فخ نصبه بعض الحاقدين والموتورين من غير المصريين، والذين يجدون فى بعض رجال الأعمال المصريين عدواً لدوداً لهم، بعد أن بدأوا بالفعل يرسخون نجاحهم، ليس داخل حدود مصر وحدها، وإنما فى العديد من بلاد العالم "ونسى القط أن الوليد بن طلال هو الذى دعم المتهم وشركته، ونقله هذه النقلة برعاية "الفساد" شخصياً.

حمدى رزق ـ يبدو أن عنده معلومات ـ عندما قال "سقط أحدهم، وبعضهم آيل للسقوط، إن لم يكن اليوم فغداً أو بعد غد، وإن غداً لناظره قريب".

سلامة أحمد سلامة قال إن القصة مازالت فى مراحلها الأولى، ومازالت تنطوى على أسرار لم تنكشف، هل هى قصة غرام وانتقام، أم قصة فتاة لعوب دفعت حياتها ثمناً للعب مع الكبار؟ وأضاف هذا أمر يفتح أبواب الخيال على مجتمع تقترب الجريمة فيه من جرائم المافيا!

هشام طلعت مصطفى وكيل اللجنة الاقتصادية بمجلس الشورى"، هو "النجم الرمضانى" الذى سحب البساط من أبطال الدراما التقليديين، وجعل طلب النيابة رفع الحصانة عن محمد فريد خميس رئيس لجنة الصناعة بمجلس الشورى، فى عرض رشوة على أحد القضاة موضوعاً ثانوياً، وسحب البساط أيضاً من رئيسه فى لجنة السياسات جمال مبارك الذى زار قرية "العصايد" فى الشرقية وقال فيها "لا نستطيع إغفال التضخم حتى لا يأكل ثمار النمو" وقال أيضاً "سنكون واقعيين مع الناس ولن نقبل خداعهم بوعود وردية لن تتحقق".

كارثة الدويقة التى أدت إلى انهيار 50 منزلاً وسقوط قتلى، لم يعرف عددهم بعد، تؤكد أننا فى مصر "العبور إلى المستقبل".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة