مسلسلات العشوائيات .. بعيدة عن الواقع

الأحد، 07 سبتمبر 2008 02:25 ص
مسلسلات العشوائيات .. بعيدة عن الواقع العشوائيات فى المسلسلات .. حب وارتباط وعاطفة!!
كتبت هنا موسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لماذا لا يقدم كتاب الدراما، الواقع كما هو فى المناطق العشوائية، هل لأنهم لم يعيشوا هذه الحياة فلم يستطيعوا تقديم الصورة الحقيقية عن العشوائيات وقاطنيها؟، أم أن هناك تعليمات من جهات عليا بتجميل صورة العشوائيات على الشاشة، حتى لا يرى الناس واقعهم على حقيقته.

هذا السؤال طرحه بشدة، الحادث الأليم الذى وقع فى منطقة الدويقة العشوائية صباح السبت، حيث انهارت الصخور على السكان وقتلت العديد منهم وشردت آخرين، فالواقع كان أشد قسوة وأعنف وطأة مما قدمه مؤلفونا فى السينما والدراما.

فمن أصعب المشاهد التى قدمت عن العشوائيات، واعتبرها البعض فاجعة، هو المشهد الذى قدمه المخرج خالد يوسف فى فيلمه "حين ميسرة"، والذى تمثل فى دخول الشرطة لهدم المنطقة العشوائية وطرد أهلها، والغالبية العظمى رأت أن خالد يوسف يقدم أشياء مبالغاً فيها وليست موجودة بالواقع، وأشاروا إلى أنه شوه صورة العشوائيات وساكنيها، لكن اتضح الآن أن الواقع أصعب بكثير من هذا المشهد الدرامى، حيث انهارت الصخور فوق العشش التى يسكنها هؤلاء الناس البسطاء، وأدت إلى تدمير أكثر من 70 منزلاً، أقصد عشة، وقتل العشرات منهم، وإصابة آخرين بجروح، بالإضافة إلى تشريد العديد من الأسر التى ارتضت بواقعها، وقبلت أن تحيا فى عشة وكأنهم يعيشون فى هذه الحياة كطيور لا تفكر سوى فى قوت يومها فقط وكيف ستوفره، فهل توجد دراما تستطيع تقديم هذا الواقع؟ وهل ما نراه على الشاشة فى مختلف القنوات الفضائية من مسلسلات لصقت بنفسها وصف "دراما" تعبر عن "العشوائيات"، هل تعبر عن حقيقة كدح الفقراء؟

رمضان هذا العام يقدم العديد من المسلسلات التى تتحدث عن العشوائيات، لكن أقصى ما استطاعت رصده من مشاكل، كما جاء فى مسلسل "هيمه" أن خريج الجامعة لا يجد العمل المناسب حتى يستطيع الزواج، وتتركه حبيبته الأولى، ويخطب فتاة أخرى يقول عنها فى أحد المشاهد، إنها "من توبه وصابرة عليه"، وهذه هى كل معاناة هيمه أو الشباب فى العشوائيات.

لا يختلف كثيراً مسلسل "قلب ميت" عن سابقه، حيث تأتى أهم مشكلة به أن البطل عاطل، ولا يجد عملاً حتى يستطيع الزواج من حبيبته التى يخطبها منذ 5 سنوات، ويلقى بنفسه فى أى مهنة تأتى له بأموال مهما كانت خطورتها أو مشروعيتها سواء كانت حلالاً أم حراماً، والمشكلة الأخرى تكمن فى أن البطلة، التى ليس لها أهل، تعمل بائعة شاى وتنفق على نفسها ولا يتركها "الأشرار" فى حالها، هذا كل ما استطاع العمل تقديمه عن مشاكل العشوائيات وساكنيها.

الأعمال التى تتناول العشوائيات جعلت كل مشكلة قاطنيها، هى الحب والارتباط العاطفى والبحث عن وظيفة، ولم يتحدث أحد عن عدم مقدرة هؤلاء على الحياة، ولم يدرك صناع هذه الأعمال أن هناك بيوتاً تقع فوق دماغ أهلها وهم يشاهدون مسلسلاتهم.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة