محدودو الدخل بأمريكا يخفضون الإنفاق

تؤكد بعض التقارير الأمريكية، أن الفقراء بأمريكا قد يواجهون هذا العام واحداًَ من أقسى أشهر الشتاء التى عاشوها طوال حياتهم، وذلك بسبب ارتفاع كلفة التدفئة وثمن الوقود فى وقت يمر فيه الاقتصاد المحلى بظروف صعبها أملتها مستويات التضخم المرتفعة وتعثر النمو.

تشير المعلومات إلى أن المؤسسات الأمريكية الموكلة بدفع الفقراء خلال الشتاء، وفى مقدمتها برنامج دعم الطاقة لذوى الدخل المنخفض(LIHEAP)، لن يكون بمقدورها مواجهة ارتفاع كلفة التدفئة، التى من المتوقع أن تقفز 20 فى المائة، وقد بدأ معظم السكان بخفض الإنفاق بسبب أسعار الوقود، حيث قال 70 فى المائة إنهم يقتصدون فى مخصصات الطعام.

يقدم البرنامج فى الأساس مساعدات مالية للولايات، تهدف إلى دعم فواتير الشتاء للعائلات المحدودة الدخل، وللعجزة والمقعدين، غير أن بعض التقديرات تتوقع أن يعجز عن تلبية كافة طلبات المساعدة التى ستقدم له.

من جهته، يقول ريتشارد موفى، الذى يتابع تطبيق برنامج دعم العائلات الفقيرة فى ولاية فيرمونت: جميع المستويات السعرية لجالون الوقود فوق حاجز 2.5 دولار تعتبر كارثة بالنسبة لميزانية العائلة، وذلك فى وقت تتوقع فيه إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن يسجل الجالون خلال الشتاء المقبل ما لا يقل عن 4.34 دولار.

وتشير أرقام الحسابات، إلى أن برنامج دعم الوقود قدّم خلال شتاء العام الماضى ما يقارب 1362 دولاراً لكل عائلة، ما غطى 54 فى المائة من كلفة التدفئة، غير أن ازدياد طلبات الإعانة وارتفاع أسعار النفط لن يتيح للبرنامج تقديم أكثر من نصف هذا المبلغ.

أما بيانات وكالة دعم الطاقة القومية (NEADA)، فتشير إلى أن 15 مليون منزل عرضة حالياً لقطع الطاقة عنها، بسبب عدم تسديد الفواتير، ويلفت مارك ولفي، المدير التنفيذى للوكالة، إلى أن طلبات الدعم باتت تقدم من قبل عائلات تكسب 50 ألف دولار سنوياً، بعد أن كانت تقتصر العام المنصرم على عائلات لا تكسب أكثر من 31 ألف دولار.

يذكر أن الميزانية التى كانت الحكومة المركزية الأمريكية تخصصها لبرنامج (LIHEAP) العام الماضى بلغت 2.57 مليار دولار، غير أن الميزانية التى قدمها البيت الأبيض للعام 2009 لحظت خفض المبلغ إلى مليارى دولار فقط.

رفض نواب الحزب الجمهورى مشروعاً تقدم به الديمقراطيون لزيادة الميزانية، بسبب عدم الخلاف حول حقوق التنقيب عن النفط فى المياه الإقليمية الأمريكية.