انتخاب آصف على زردارى (52 عاماً) رئيسا لباكستان بغالبية أصوات البرلمان والمجالس الإقليمية، جاء كمفاجأة غير متوقعة، بسبب اسمه الذى مثل رمزا للفساد لفترة طويلة، وأمضى فى السجن 11 عاما.
وأسقطت التهم الموجهة إليه ومنها "الفساد واختلاس الأموال والقتل"، بعد عفو الرئيس الباكستانى المستقيل برويز مشرف فى عام 2007 عنه، ولكن حتى الآن لا يزال يعانى زردارى من سمعته السيئة، ويرى صحفيون وخبراء سياسيون أنه ما كان ليخلف مشرف لو لم تقتل زوجته فى نهاية 2007 فى عملية انتحارية، وشككوا أيضاً فى قدرته بالقيام بمهام الرئاسة فى بلاده التى تمثل القوة النووية الوحيدة فى العالم الإسلامى.
اتهم القضاء زردارى بقتل أحد إخوة زوجته فى وقت كانت بوتو على رأس السلطة منذ (1988 -1996)، ولكن القضاء اعترف ببرائه هو وزوجته التى اضطرت للانتقال إلى المنفى نتيجة تعرضها للإجراءات القضائية ذاتها، ولم يكن زردارى معروفا عند زواجه من بوتو عام 1987 سوى كابن عائلة من كبار الملاكين فى ولاية السند الجنوبية معقل آل بوتو وزير نساء يهوى لعب البولو وقيادة السيارات الجميلة.
وعند تولى زوجته رئاسة الحكومة عام 1988، تولى زردارى وزارة الاستثمارات فى عام 1995، وعرف فى الخارج بلقب "السيد عشرة فى المئة"، بسبب العمولات التى اتهم بتقاضيها على كل صفقة عامة يعقدها، وسجن 3 سنوات عام 1990 وتكرر السيناريو ذاته عام 1996، وظل معتقلاً حتى عام 2004، وبعد خروجه من السجن انضم إلى زوجته المقيمة بالمنفى فى لندن ودبى، ولم يعد لباكستان إلا بعد اغتيالها، وبعد بضعة أيام عين زردارى وابنه على رأس حزب الشعب الباكستانى الذى كانت تتزعمه زوجته، وقاد الفصيل الرئيسى فى الائتلاف الفائز فى الانتخابات التشريعية فى 18 فبراير، بالرغم من عدم موافقة قسم كبير من مسئولية ومن أصدقاء بوتو.
وقال زردارى فى كلمة تليفزيونية ألقاها بعد انتخابه السبت رئيسا لباكستان، إن انتخابه يمثل انتصارا للديمقراطية، واعدا بالامتثال للبرلمان، كما وجه زردارى انتقادات للرؤساء العسكريين السابقين الذين حكموا باكستان.
وفيما يتعلق بردود أفعال الدول الغربية على انتخاب زردارى رئيسا لباكستان، هنأت أمريكا زردارى على فوزه، وأعرب رئيسها جورج بوش عن حماسته لبدء التعاون معه، وبخاصة فى مجال مكافحة الإرهاب.
من المقرر أن يزور زردارى الولايات المتحدة الأمريكية فى منتصف سبتمبر القادم، للقاء الرئيس بوش، لتمثيل بلاده، ورحبت بريطانيا أيضاً بانتخابه كرئيس، معلنة أنها تتطلع للتعاون معه لنشر الديمقراطية ومكافحة التطرف والتحديات الاقتصادية المطروحة على بلاده، كما وجه رئيس فرنسا نيكولا ساركوزى رسالة تهنئة إليه، ودعاه لزيارة فرنسا لتعزيز التعاون بينهم فى مكافحة الإرهاب، وأخيراً هنأه الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد لوصوله إلى رأس السلطة فى باكستان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة