فى "العشوائيات المرقعة" .. التطوير سابقاً

تطوير حى منشأة ناصر .. اقتصر على مبنى الحى فقط!!

الأحد، 07 سبتمبر 2008 12:23 ص
تطوير حى منشأة ناصر .. اقتصر على مبنى الحى فقط!! التطوير ما هو إلا ترقيع!! - تصوير عمرو دياب
كتبت إحسان السيـد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"ما أحلى الكلام وما أروع التنفيذ"، هذا وأكثر اكتشفه اليوم السابع بحى منشأة ناصر فى متابعة لعمليات التطوير التى يشهدها الحى تحت رعاية السيدة سوزان مبارك، وجمعية الرعاية المتكاملة التى ترأس إدارتها، مفارقات وتناقضات فى حيز واحد متعدد الأبعاد.

مفهوم التطوير بالحى، الذى تهدمت معظم بيوته بسب انهيار الكتل الصخرية، له معنى واحد تمثل فى تجديد مبنى رئاسة الحى، ووضع الزهور والأشجار حوله، لكن واقع الأمر أسوأ مما تتوقعه بمجرد الدخول لأعماق المنطقة.

تقع جمعية الرعاية المتكاملة فى منطقة الحرفيين بالدويقة، وهناك التقينا بخالد محمد شعيب سكرتير إدارى مشروع التنمية التابع لها بمنشأة ناصر، والذى أشار إلى أن الجمعية تنفذ مشروعاً بالتعاون مع الجمعيات الأهلية بالمنطقة والوكالة الألمانية للتعاون الفنى، يتضمن محو أمية أهالى المنطقة ومساعدتهم على مواجهة ظروف حياتهم وخاصة للمرأة المعيلة، من خلال القروض، ولكن أثارت أم سامى التى تعيش فى شقه "بمساكن الزلازل" وتبدو خالية من مستلزماتها، تناقضاً مع ما أكده شعيب، حيث قالت إن الجمعية رفضت منحها قرضاً بسبب شروطه التعجيزية، واشترطت أن يضمنها أربعة آخرون وهو ما علقت عليه "يعنى مش كفاية أضمن نفسى أجيب منين أربعة كمان، وأنا محتاجة القرض علشان أسدد الحجز اللى على الشقة".

أما وضع الحاج أحمد على (70 سنة) ولديه خمسة أولاد، لم يختلف كثيراً عن حال أم سامى، تجذبك إليه نظارته السوداء، وهو واقفاً أمام "الفترينة" والتى للأسف كانت أحد معوقات حصوله على معاش الضمان الاجتماعى باعتبارها، من وجهة نظر الحى، مصدراً كافياً للرزق، يقول الحاج أحمد "أنا راجل على قد حالى وعندى عجز فى العين اليمين، قوليلى أجيب منين؟".

تركنا الواقع المرير وذهبنا للوجه الآخر من التطوير، وعرفنا أن الجمعية تقوم بعقد الندوات والأمسيات الثقافية لتنمية الوعى بتغيير مفهوم معيشتهم بعد الانتقال "لعمارات السيدة سوزان مبارك"، بالإضافة لنادى الطفل وتعليم تكنولوجيا المعلومات واستخراج البطاقات القومية وشهادات الميلاد الورقية، وأخيراً الرعاية الطبية، وعندما أشرنا إلى أن هذه الأهداف غير ملموسة النتائج، أغلق خالد شعيب جهاز التسجيل وقال "المشكلة فى الميزانية التى تكون عائقاً لتحقيق الأهداف"، لكننى قاطعته "كيف.. هناك تعاون مع الوكالة الألمانية بل ومنح مادية باليورو؟"، واستفضت بسؤاله عن "ميزانية الجمعية خلال الثلاث سنوات الأخيرة"، لكنه رفض التعليق علىّ وقال "سؤالك فى غاية الحساسية وهى المرة الأولى التى يوجه فيها هذا السؤال للجمعية، ألا تعلمى أن الأمر يتعلق بحرم رئيس الجمهورية ؟!".

إذن أين التطوير؟ الدكتور عبد الرءوف الضبع أستاذ ورئيس قسم الاجتماع بكلية الآداب جامعه سوهاج، تساءل "اسم الرعاية المتكاملة رائع .. لكن ماذا تفعل على أرض الواقع؟!" وأكد على أن الدولة تتعامل مع تطوير العشوائيات بطريقه هزلية، تسمح باستغلال المنح المخصصة لها فى الأغراض الشخصية للقائمين على تلك الجمعيات.

هناك طريق عرضه يقرب من خمسة أمتار "رايح جاى"، تسير فيه وجوه تعانى من ضعف الخدمات، يعيشون فى ظروف اجتماعية صعبة .. قمامة .. حوادث .. منازل تتوسطها الشروخ والانقسامات .. صدمتنا ردود أهالى الحى "إحنا منفيين .. مش على الخريطة .. بيقولوا علينا بيئة .. طيب ما هما اللى خلونا كده"، جملة واحدة تكررت كثيراً من أهالى منطقة الجبل بشارع أبو بكر الصديق، حيث يعانون من انعدام المياه.

يقول الحاج محمد وهبة "والله بنشترى جركن المياه بجنيه وساعات بيوصل لـ 2 جنيه كمان، أنا عندى ابنى معاق وخمس عيال وبشترى بخمسة جنيه مياه بس؟"، البعض يعتبر "جراكن المياه" حلاً ولكن! أم شادى "ياريت تيجى على كده" المياه غير صالحة للشرب "وبنلاقى فيها طحالب وحشرات".

كنت فى منتصف الطريق الــ"رايح جاى" بحوادثه المتكررة، والتى كان آخرها حادثة أدت لبتر يد طفلة، وقام الأهالى بوضعها فى سيارة "نص نقل" لإسعافها، نظرت خلفى فوجدت "المركز الطبى بالدويقة" وهو الوحيد بالمنطقة، فتساءلت لماذا لم تنقل إليه لسرعة إنقاذها؟ نظر إلى الجميع بحالة من التهكم والاستغراب وفى صوت واحد "مركز إيه .. هو ده مركز؟".

صعدت إلى المركز فوجدته مفتوحاً على مصراعيه أشبه بباب السجن، وأمام حجرة المدير التى تخلو من مديرها وأطبائها، القطط تملأ المكان وتأكل أشواك السمك بقايا غداء الممرض، الذى قال "فيه دكتور باطنة بس نايم جوه علشان تعبان شوية!"، خلف الممرض وجدت سريراً يحوطه ما يشبه "الستارة" فسألته "هو ده مكان الكشف؟" فأجاب باقتناع "إيوه علشان الطوارئ وبعدين أصل إحنا بنعمل تطوير فى المركز كل سنتين ومش هقول حاجة تانى علشان إحنا ماضيين على كده".

لمعلوماتك..
15 ألف يورو منحة من الوكالة الألمانية للتعاون الفنى لاستكمال أعمال البنية الأساسية بالحى.
إنجازات جمعية الرعاية المتكاملة بالحى فى الفترة من 1- 5- 2007 حتى أوائل عام 2008: استخراج بطاقات رقم قومى لـ100 فرد، محو أمية 300 شخص، كما أن عدد 463 هم المستفيدون من الرعاية الطبية.
عدد السكان بالحى مليون فرد.


موضوعات متعلقة:

◄ محافظ الفيوم يتبرع بـ5 آلاف جنيه لأسر الدويقة
◄ الكتل الصخرية تنهار فوق سكان العشش بالدويقة
◄ وزير الإسكان السابق: هو حصل إيه فى الدويقة؟
◄ بغدادى: انهيار الدويقة أسوأ من غرق العبارة
◄ النائب العام يبحث أسباب انهيار الدويقة
◄ القوات المسلحة تبادر بإنقاذ ضحايا الانهيار
◄ توقع انهيار صخرة ثانية تهدد سكان الدويقة
◄ مبارك يتابع حادث الدويقة
◄ دراسات توقعت انهيار الدويقة لم يلتفت إليها أحد
◄ حى منشية ناصر سبب كارثة الدويقة
◄ حى الدويقة .. وعود لم تنفذ!
◄ دفن المصريين تحت أنقاض جبل المقطم
◄ ارتفاع ضحايا الدويقة إلى 31 قتيلاً و47 مصاباً
◄ انهيار الدويقة مع سبق الإصرار والترصد





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة