"المؤامرة السرية "على الدراما المصرية

الأحد، 07 سبتمبر 2008 10:10 م
"المؤامرة السرية "على الدراما المصرية مشهد من مسلسل بعد الفراق
بقلم إسلام عزام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء



للأسف كل ما نشر حول قراءات خارطة العرض الرمضانى للمسلسلات العربية والمصرية، يثير فى أغلبه جدلاً غير موضوعى حول واقع ومستقبل الدراما التلفزيونية المصرية فى العالم العربى.

ذلك أن معظم تلك القراءات ذهبت لأنه هناك خطة سرية لمحاربة الفن المصرى ومحاولة القضاء عليه، فذهب البعض للتأكيد بأن هناك اجتماعات سرية، عقدها الموزعون الخليجيون للرد العملى على قرارات نقيب الممثلين أشرف زكى، التى أثارت استياء واسعاً فى مصر والعالم العربى منذ عدة أشهر، ومن قبلها ما أثاره بعض الفنانين المصريين العام الماضى، حول رفضهم للتعاون المصرى السورى فى مجال الدراما التلفزيونية، وهو التعاون الذى دفع بوجوه سورية موهوبة لمنافسة المصريين.

الأدهى أنه تم الجزم بأن هذه الاجتماعات كان هدفها الوحيد، هو ضرب صناعة الدراما المصرية فى مقتل، عن طريق تحجيم كمها المعروض فى القنوات الفضائية الخليجية.
وبعيداً عن السؤال البديهى الذى يطرحه هذا التصور "كيف عرف هؤلاء بفحوى هذه الاجتماعات، طالماً أنها سرية وتمثل مؤامرة ما؟"، فقد تاهت منا وسط كل ذلك بديهيات ربما نخشى الاعتراف بها فنفقد ريادتنا المزعومة.

1-التعاون بين مصر وسوريا فى مجال الإنتاج الدرامى التلفزيونى أصبح ضرورة إنتاجية، بسبب ما أحرزته الدراما السورية من تقدم تقنى وموضوعى، خصوصا فى النوع التاريخى منها، وهو ما دفعها لمنافسة المنتج المصرى بقوة.

2-لأسباب عديدة أصبح المنتج الدرامى المصرى فى مستوى أدنى، وبالتالى تسعى قدرته على السيطرة على السوق الخليجى، الذى يعد المستورد الأكبر للمنتج الدرامى التلفزيونى فى العالم العربى.

3-منذ سنوات طويلة وهناك صناعة تلفزيونية خليجية على مستوى الدراما، تسعى للتعبير عن نفسها من خلال سوقها الخاص، وقد أفرزت نجوماً خليجية لهم شعبيتهم فى بلادهم.

4-هناك ثقافة خليجية ناشئة تسعى للاستقلال بعيداً الثقافة المصرية، تدعمها رؤوس أموال طائلة، ولهذا تلقفت الدراما السورية بلهفة عندما بدأت فى النمو، ولفظت الدراما المصرية التى توقفت عن التطور رافعة شعار الريادة وفقط.

5-علينا الاعتراف أن ثمة تعالياً تعامل به صناع الدراما المصرية طوال الوقت مع أقرانهم العرب، وهو ما لم يعد مقبولاً اليوم، وكذلك كان هو نفسه السبب فى ردود الأفعال العنيفة على قرارات أشرف زكى، بمنع تعاون الممثلين العرب فى أكثر من عمل مصرى واحد كل عام، وهى القرارات التى حملت تعالياً واضحاً على الفنانين العرب، واتهمتهم بمحاولة سرقة النجومية من المصريين.

6-تزايد عدد الفضائيات العربية مما يعنى شراسة أكبر فى المنافسة فيما بينها، وهذا ما يدفعها للبحث عن سبل لجذب المشاهد العربى، وأحد هذه السبل هو شراء حق البث الحصرى للمسلسلات، خصوصاً وأن هذه الفضائيات منها ما هو مخصص فقط لعرض المسلسلات.

7-رغبة المنتجين المصريين فى الربح، تدفعهم للسعى لبيع العمل الواحد لأكثر من قناة، وهو ما لم يعد متاحاً اليوم مع زيادة المنافسة بين القنوات المختلفة.

لكل ذلك علينا إعادة التفكير فى منطق تعاملنا مع السوق الخارجى لمنتجنا الدرامى، والتوقف عن تمجيد الماضى الريادى للمسلسلات المصرية، واحترام خصوصية الهويات لكل الشعوب العربية، والتى من الطبيعى جداً، والمنطقى أيضاً أن تسعى للتعبير عن نفسها من خلال أعمال خاصة بها والمنافسة بشرف ونزاهة فى هذا السوق الضخم، بعيداً عن التفكير المؤامراتى الملتف والذى يجعلنا نقف محلك سر، رافضين التطور.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة