إسلام بحيرى يكتب: الأحلام فتوى شرعية

الأحد، 07 سبتمبر 2008 10:32 م
إسلام بحيرى يكتب: الأحلام فتوى شرعية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رأيت أحد العارفين بالله من جيوب البيزنس، أقصد من شيوخ البيزنس، يقول ماتعاً إن تفسير الأحلام فتوى شرعية من الكتاب والسنة, وبمناسبة حلول الشهر الكريم, وهبوط الرؤى والأحلام على كثير ممن يعتقدون، للأسف، أن الحياة ما زالت تسير على هذا النمط, سنجد المئات يتسابقون للفوز بالفتوى الشرعية للرؤيا الخرافية من الشيخ الشهير, وقد كنت أتمنى أنا أيضاً أن أتوجه له بسؤال يضيق به صدرى، فقد رأيته فى إحدى الجلسات الشرعية وقد هبط عليه الوحى ونزلت عليه الملائكة، حين سألته إحدى المشاهدات المغلوبات على أمرها عن تفسير وتأويل رؤيتها لنفسها أنها سافرت إلى الأردن والسعودية وتركيا, فقال مفسراً بفتوى شرعية من الكتاب والسنة ـ كما يزعم ـ إن وجودها فى الأردن يعنى العزة والإباء, أما وجودها فى السعودية فيعنى الخير والمال الوفير, وانتهاءها بتركيا فهو يعنى الحزم والشدة, والسؤال الذى تجيش به نفسى وأريد من الشيخ أن يتفضل بالإجابة عليه من الكتاب والسنة, ماذا يعنى فى الرؤيا لو رأى أحدهم نفسه فى البرازيل, فهل يعنى أنه سيصبح لاعب كرة قدم فى المستقبل؟ وماذا لو رأى نفسه فى الإكوادور أو كولومبيا, فهل يعنى ذلك أنه سيصبح تاجر مخدرات عما قريب؟ ولو رأى نفسه فى فرنسا فهل سيكون مستقبله مشرقاً فى مجال تصميم الأزياء؟ أقول ذلك لأن أحد الذين أعرفهم قد رأى نفسه فى اليابان, ومن ساعتها وهو مقتنع حسب الفتوى الشرعية من الكتاب والسنة، أنه سيتحول إلى خبير فى الحاسب الآلى, وقد حاولت مراراً أن أثنيه عن هذا، ولكنه مقتنع بذلك حسب جدول تقسيم الدول لـ"عم الشيخ", والسؤال الجدى والحقيقى والموجع: كيف يجرؤ هذا الشخص أن يدعى أن هذا الهراء والخرافة والجهل والتخلف الذى يبثه فى برنامجه هو فتوى شرعية من الكتاب والسنة, فأين وجد عز الأردن ومال السعودية وحزم تركيا فى الكتاب والسنة؟ وكيف يصدق العقل المسلم السليم، هذه الجهالات والسفاهات؟ ومن عجب أن الرجل يدعى أن تفسير الرؤى موجود فى كل زمان ومكان, بل ويستشهد مجترئاً بتفسير نبى الله يوسف فى القرآن لرؤى زميليه فى السجن على أن التفسير علم شرعى, مع أن أى طفل صغير يعلم أن هذا التأويل والتفسير، إنما كان معجزة نبى لا تتأتى لأحد من بعده. ولأن الموضوع أكبر من هذه المناقشة الصغيرة، فإنى أتوجه خالصاً لكل العقلاء من المسلمين أن يمتنعوا عن هذا الهراء وأن يعملوا عقولهم ويحكموا فطرتهم ويتركوا من مثله يهذى منبوذاً فى العراء.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

بدون

هذا الموضوع مختلف عليه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة