"نجيب ساويرس يحاور"...هذا هو عنوان برنامج رجل الأعمال نجيب ساويرس، الذى أذيعت أولى حلقاته مساء الجمعة على قناته الخاصة O.TV، فى تجربة جديدة على رجل الأعمال الذى ارتدى ثوب المذيع"المحاور"لأول مرة.
استضاف رجل الأعمال نجيب ساويرس الإعلامى محمود سعد باعتباره أكثر الإعلاميين إثارة للجدل، وحاور العديد من الوجوة الاجتماعية والسياسية والفنية أيضاً... وعلى مدار ساعة ونصف تقريباً تحدث الطرفان فى العديد من القضايا السياسية والاجتماعية والإنسانية فى حياة محمود سعد. لم يجلس ساويرس على كرسيه باعتباره مذيعا فحسب، وإنما حدثت حالة من النقاش بينه وبين محمود سعد، تبادلا فيها العديد من وجهات النظر الحياتية ورصدا فيها ملخص ما يعانيه الشعب المصرى، مقارنة بشعوب الدول العربية والأجنبية، لافتقاره لغة العدل.
فى بداية الحوار أعلن محمود سعد استياءه بصراحة من العديد من السلبيات التى يراها واضحة على الحياة الاجتماعية والسياسية والإعلامية أيضاً، بداية من تدهور حال الفضائيات المصرية بسبب الصراعات الجانبية..فى حين أن المصريين هم الذين يساهمون فى إنجاح الفضائيات العربية، بداية من العاملين خلف الكاميرا من مصورين ومخرجين ومعدين، إلى من يجلس أمام الكاميرا سواء مذيع أو مذيعة..واستند نجيب ساويرس فى اتفاقه مع رأى محمود سعد على مقولة سعد الشهيرة "إن الريموت كنترول أداة للديمقراطية"...وهى التى تفتقر فضائيتنا لها.
هذا بخلاف أن الإعلام أصبح لا يركز إلا على السلبيات فقط..فى حين أن هناك العديد من القنوات المنسية التى تكلف المال العام الملايين الطائلة لإنتاج برامج تتحدث عن إنجازات البلد ولا يبال أحد بمتابعتها.. بالضبط كما هو الحال مع الكم الهائل من الجرائد والمطبوعات التى لا يبال الناس بقراءة إلا القليل منها...وهنا أكد ساويرس لمحمود سعد أن هناك أكثر من 45 رئيس تحرير يخضعون بسياسة مطبوعاتهم للدولة ولا يقرأ منهم إلا القليل.
وفى نفس الإطار الإعلامى تطرق ساويرس بسؤاله لسعد عن فكرة المحايدة فى الحوار أو مناقشة قضية..وأراد ساويرس أن يعرف إذا كان محمود سعد محايداً أم لا..فأكد له محمود سعد أن الإعلامى لا يجب أن يكون محايداً..بالعكس، يشترط أن يتناول كل جوانب المشكلة وحيثيات القضية ولا يقف فى صف أى من الأطراف المعنية بالنزاع.
وعن أسئلة محمود سعد المحرجة لأى من جلسوا أمامه فى الحوارات التليفزيونية..طلب ساويرس من محمود سعد أن يخبره والجمهور عن شخصية تضايقت منه، فأكد سعد بدوره..ربما يخرج المصدر "مخضوض"مندهشاً من طبيعة الأسئلة.. ولكن عندما انتقد أو آخذ موقفاً فيكون من تصرف نتج عن شخص ولا أخذ الموقف من الشخص نفسه لأنه لربما إذا أخطأ مرة..فمن المؤكد أنه صنع أشياء أخرى جيدة.
ولم ينس ساويرس التطرق إلى الجوانب الدينية فى حياة سعد عندما سأله ساويرس"أنت متدين ولا متوسط التدين؟"، فقال له محمود سعد..أنا والحمد لله معتدل التدين..أحاول الاجتهاد فى أن أصبح متديناً جداً..ولكن يكفينى أننى أعمل الخير..لأن التدين الحقيقى بجانب أداء الفروض الأساسية هو المعاملة الجيدة ومحاولة تحقيق العدالة النفسية بينك وبين نفسك..وليس شرطاً أن أقدم خيراً وأجلس أتحدث عنه مراراً وتكراراً..ووصف ذلك بأنه شئ"مقزز".
أما عن الذى لا يحبه سعد فى مصر..فأكد لنجيب ساويرس أنه يكره افتقار بلدنا للعدل، وأعلن استياءه من العناصر الأساسية التى تقود البلد للفساد..وأكثر ما يضايقه أنه لا وجود لأية دلائل تبشر أننا على أعتاب أى من أبواب الديمقراطية والعدل التى نقرأها على صفحات الجرائد...ووصف ما ينشر يومياً بأنه مجرد"كلام جرايد". ثم تطرق الحوار بين رجل الأعمال نجيب ساويرس والإعلامى محمود سعد إلى جوانب إنسانية فى حياة محمود سعد الإنسان وليس الإعلامى..فسأله ساويرس عن ما يجذبه للمرأة..فضحك سعد قائلاً:الشكل أولاً طبعاً..وهناك امرأة تجذبك من طريقة كلامها..وهناك أخرى تجعلك تنفر من بداية حديثها..فقاطعه ساويرس ليسأله وماذا إذا كانت "مش جميلة"ولكن ذكية؟ضحك سعد قائلاً:"متلزمنيش".
وباعتباره إعلاميا معروفا وعلى دراية بكل مجريات الأحداث اليومية، إلا أن نجيب ساويرس اكتشف من حواره مع محمود سعد أنه لا يشاهد التليفزيون نهائياًً..فاندهش ساويرس من ذلك وبرر له سعد ذلك قائلاً:صدقنى أنا لا أرى التليفزيون، ولست متابعا لأى من القنوات الفضائية..فقاطعه ساويرس ولا حتى O.TV..فأكد له سعد أنه يتعرف على ما تناوله زملاؤه الإعلاميون فى برامجهم يوميا من أصدقائه..ولكنه يجلس لمشاهدة بعض المسلسلات التاريخية على قنوات بعينها..ويتابع الأخبار إما على العربية أو الجزيرة..وقد أثنى ساويرس على قناة الجزيرة ووصفها بأنها صنعت لنفسها قالباً ولم تخرج عنه حتى الآن..وأسند سعد ذلك لكونها تتمتع بإطار من الحرية أكبر من الذى تحظى به أى قنوات إخبارية منافسة.
أراد ساويرس ايضاً أن يتعرف على أصدقاء سعد من الفنانين الذين رحلوا عن عالمنا وجمعته بهم صداقات حميمية..فأكد له سعد أنه كان صديقاً شخصياً للراحل فريد شوقى،وأنه لا يسمع إلا أغانى أم كلثوم، وأكد أنه إذا أراد أن ينفصل عن العالم، يجلس فى غرفته ليستمع إلى الإذاعة الشهيرة التى تذيع حفلاتها فى العاشر مساء،ويقاطعه ساويرس ويصرح لأول مرة أنه يبكى عندما يستمع لأغنية"أهواك"لعبد الحليم حافظ. ورغم أن محمود سعد يعتبر من أهم الإعلاميين الذين حاوروا أهم نجوم مصر والعالم العربى، إلا أنه أكد لساويرس اثناء الحوار أنه لا يزال يحلم بمحاورة سيدة الشاشة العربية "فاتن حمامة".
وعن الحوار الذى استمتع به سعد بعد إجرائه، أكد أنه كان فى شدة السعادة عندما حاور"نور إبراهيم"،هذا الرجل الذى أخذ قراراً بالتوقف عن العمل واختار نوعا آخر منه وهو العمل الخيرى، وأنشأ مؤسسة اجتماعية بعد أن قام بتصفية كل أعماله..ولم يندهش أكثر سوى من أن"نور إبراهيم"لا يفكر فقط فى تحقيق عدالة اجتماعية..وإنما عدالة قارة عندما قرر تخصيص 5 ملايين دولار قيمة لجائزة يحصل عليها أى رئيس أفريقى لا يسرق!
وأعلن سعد فى حواره مع ساويرس "لو لم أكن إعلامياً لتمنيت ان أكون مدرس تاريخ"..لأن التاريخ هو المستقبل الحقيقى لشبابنا، فإذا أردت أن تصنع جيلاً يقود الأمة..فيجب أن يتعرف على تاريخ بلده..وأكد أن البلد هى المسئولة عن توفير كل الإمكانيات لأبنائنا فى المدارس للتعرف على تاريخهم بشكل لا يبعث فيهم الملل.
وبين الفقرات الإعلانية الكثيرة التى قاطعت الحوار الدسم بين رجل الأعمال نجيب ساويرس والإعلامى محمود سعد..انتهت الجلسة بينهما بضرورة السعى وراء تحقيق نقلة فكرية تساهم فى تطور حال البلد وشبابها. يذكر أنها ليست السابقة الأولى لمالك قناة فضائية أن يقوم بتقديم برنامج على قناته التى يمتلكها..فقد سبق للشيخ صالح كامل صاحب شبكة"راديو وتليفزيون العرب"art"أن قدم برنامجا على قناته الفضائية اقرأ بعنوان"السوق".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة