نور الشريف يكرر أعماله الناجحة
بقلم محمد بركة
إذا كان الملك المتوج على عرش دراما رمضان للعام الماضى هو خالد الذكرى، المأسوف على وسامته وغرامياته، سليل الحسب والنسب، حمادة عزو، فإن المنافس الحقيقى الذى هدد عرش "حمادة" هو بلا شك نور الشريف الشهير بـ"سعد الدالى"، فبعيداً عن أجواء الكوميديا الهزلية التى أبدع فى تقديمها يحيى الفخرانى، نجح "الدالى" فى منح الجمهور وجبة ممتعة من التشويق والأحداث المتلاحقة ذات الصبغة السياسية والخلفية التاريخية الخاصة...
أعاد الدالى نور الشريف إلى القمة مرة أخرى، القمة التى فشل فى استعادتها عبر أعماله التى قدمها بعد عائلة الحاج متولى، واستعاد نور قدراته على تقديم الشخصية المركبة الصعبة فى أجواء التشويق والإثارة ذات النكهة البوليسية. ويمارس النجم الكبير فى المسلسل هوايته المفضلة فى تقديم عدد كبير من الوجوه الجديدة على نحو ما يفعلان سميرة أحمد ومحمد صبحى فى أعمالهما. وقاتل الله الرغبة التجارية فى استثمار كل هذا النجاح، فقد دفعت صناع المسلسل إلى التفكير فى الحل الأسهل وهو تقديم جزء ثانٍ من العمل، وكأن ثلاثين حلقة لم تكن كافية لتوصيل الرسالة وتحقيق الإشباع اللازم للمشاهد!
لقد انتهى منذ زمن بعيد عصر تقديم المسلسل فى 15 حلقة وأصبحنا نعيش عصر الثلاثين حلقة، حتى لو لم تكن الأحداث تتحمل كل هذا "المط" والإطاحة والاستطراد، فالمهم أن يتقاضى النجوم أكبر قدر من الأجور التى تحسب عادة بالحلقة! وأصبحت معظم المسلسلات ـ والحال هكذا ـ تتسم بالملل وبطء الإيقاع وعدم المضى بالأحداث إلى الأمام إلا فى أضيق الحدود. ورغم أجواء التشويق والإثارة فى الجزء الأول من "الدالى"، إلا أن العديد من الحلقات لم تخل من أعراض مرض التطويل، وكان من المتوقع أن يحمل الجزء الثانى "انقلاباً" فى الأحداث والأماكن والشخصيات، بحيث نشعر أن علاقته بالجزء الأول علاقة "المنفصل المتصل" إلا أن الحلقات الأولى جاءت لتؤكد أن الجزء الثانى جاء "نسخة كربونية" من الحلقات الأخيرة من الجزء الأول. وظهر نور الشريف بنفس اللوك والأداء العصبى الانفعالى!
وهنا يتأكد الفرق بين نور الشريف ونجم آخر هو يحيى الفخرانى، فالأخير يعتبر أن التحدى الذى يواجه كل عام ـ وقد أصبح حوت الدراما الرمضانية الأشهر ـ هو أن يبحث عن شخصية جديدة يفاجئ بها الجمهور، وكيف سيمسك بمفاتيحها ويجهز الملابس والماكياج الخاص بها، وهكذا تنقل من صعيدى "الليل وآخره" إلى استهتار وهلس حمادة عزو مروراً بتراجيديا عباس الأبيض، أما نور الشريف فيبدو أنه اكتفى بأن يسأل نفسه: ما الذى قدمته وأعجب الناس حتى أكرره مرة أخرى؟!
موضوعات متعلقة..
◄محمد بركة يكتب.. تامر وشوقية ينافسان أبو تريكة
◄الصحافة المصرية ليست فى "فى إيد أمينة"
◄أحمد رزق فى "هيمه" .. الكوميديان التائه!
◄يسرا "فى إيد أمينة" ليست شيطاناً وإنما ملاكاً
◄لعنة داليا البحيرى فى "بنت من الزمن ده"
◄محمد بركة يكتب .. أسمهان تكسب!
◄وفاء عامر .. دراما غنية من العرى إلى الإبداع
◄محمد بركة يكتب: آسف على الخوف من المغامرة
◄حكاية الفتاة التى تزوجها محمود درويش سراً!
◄محمد بركة يكتب:مثقفون للبيع وأشياء أخرى(2من 3)
◄محمد بركة يكتب عن أمراض المثقفين (1 من 3)
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا كان الملك المتوج على عرش دراما رمضان للعام الماضى هو خالد الذكرى، المأسوف على وسامته وغرامياته، سليل الحسب والنسب، حمادة عزو، فإن المنافس الحقيقى الذى هدد عرش "حمادة" هو بلا شك نور الشريف الشهير بـ"سعد الدالى"، فبعيداً عن أجواء الكوميديا الهزلية التى أبدع فى تقديمها يحيى الفخرانى، نجح "الدالى" فى منح الجمهور وجبة ممتعة من التشويق والأحداث المتلاحقة ذات الصبغة السياسية والخلفية التاريخية الخاصة...
أعاد الدالى نور الشريف إلى القمة مرة أخرى، القمة التى فشل فى استعادتها عبر أعماله التى قدمها بعد عائلة الحاج متولى، واستعاد نور قدراته على تقديم الشخصية المركبة الصعبة فى أجواء التشويق والإثارة ذات النكهة البوليسية. ويمارس النجم الكبير فى المسلسل هوايته المفضلة فى تقديم عدد كبير من الوجوه الجديدة على نحو ما يفعلان سميرة أحمد ومحمد صبحى فى أعمالهما. وقاتل الله الرغبة التجارية فى استثمار كل هذا النجاح، فقد دفعت صناع المسلسل إلى التفكير فى الحل الأسهل وهو تقديم جزء ثانٍ من العمل، وكأن ثلاثين حلقة لم تكن كافية لتوصيل الرسالة وتحقيق الإشباع اللازم للمشاهد!
لقد انتهى منذ زمن بعيد عصر تقديم المسلسل فى 15 حلقة وأصبحنا نعيش عصر الثلاثين حلقة، حتى لو لم تكن الأحداث تتحمل كل هذا "المط" والإطاحة والاستطراد، فالمهم أن يتقاضى النجوم أكبر قدر من الأجور التى تحسب عادة بالحلقة! وأصبحت معظم المسلسلات ـ والحال هكذا ـ تتسم بالملل وبطء الإيقاع وعدم المضى بالأحداث إلى الأمام إلا فى أضيق الحدود. ورغم أجواء التشويق والإثارة فى الجزء الأول من "الدالى"، إلا أن العديد من الحلقات لم تخل من أعراض مرض التطويل، وكان من المتوقع أن يحمل الجزء الثانى "انقلاباً" فى الأحداث والأماكن والشخصيات، بحيث نشعر أن علاقته بالجزء الأول علاقة "المنفصل المتصل" إلا أن الحلقات الأولى جاءت لتؤكد أن الجزء الثانى جاء "نسخة كربونية" من الحلقات الأخيرة من الجزء الأول. وظهر نور الشريف بنفس اللوك والأداء العصبى الانفعالى!
وهنا يتأكد الفرق بين نور الشريف ونجم آخر هو يحيى الفخرانى، فالأخير يعتبر أن التحدى الذى يواجه كل عام ـ وقد أصبح حوت الدراما الرمضانية الأشهر ـ هو أن يبحث عن شخصية جديدة يفاجئ بها الجمهور، وكيف سيمسك بمفاتيحها ويجهز الملابس والماكياج الخاص بها، وهكذا تنقل من صعيدى "الليل وآخره" إلى استهتار وهلس حمادة عزو مروراً بتراجيديا عباس الأبيض، أما نور الشريف فيبدو أنه اكتفى بأن يسأل نفسه: ما الذى قدمته وأعجب الناس حتى أكرره مرة أخرى؟!
موضوعات متعلقة..
◄محمد بركة يكتب.. تامر وشوقية ينافسان أبو تريكة
◄الصحافة المصرية ليست فى "فى إيد أمينة"
◄أحمد رزق فى "هيمه" .. الكوميديان التائه!
◄يسرا "فى إيد أمينة" ليست شيطاناً وإنما ملاكاً
◄لعنة داليا البحيرى فى "بنت من الزمن ده"
◄محمد بركة يكتب .. أسمهان تكسب!
◄وفاء عامر .. دراما غنية من العرى إلى الإبداع
◄محمد بركة يكتب: آسف على الخوف من المغامرة
◄حكاية الفتاة التى تزوجها محمود درويش سراً!
◄محمد بركة يكتب:مثقفون للبيع وأشياء أخرى(2من 3)
◄محمد بركة يكتب عن أمراض المثقفين (1 من 3)
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة