الآن يمكن للشعب المصرى أن يبدأ فى نسيان حريق الشورى، فقد انفجرت قنبلة إعلامية أقوى من قنابل هيروشيما وناجازاكى، وتحول هشام طلعت مصطفى، وهو من هو، لمحكمة الجنايات محبوسا، بعد أن وجهت له النيابة العامة تهمة التحريض على قتل المطربة اللبنانية، المقيمة بدبى، سوزان تميم.
الآن يمكن للسيدين فتحى سرور وصفوت الشريف أن يهدآ قليلاً، ويشربا قليلاً من الماء البارد، وأن يصدرا البيانات تلو البيانات حول سقف جديد مقاوم للحريق يغطى مبنى الشورى المرمم، وحول عدم دقة ما نقل من كلام العقيد على رزق رئيس جهاز الدفاع المدنى بالشورى، الذى قدم 50 مذكرة تفيد بتعطل وغياب أجهزة الإنذار وإطفاء الحريق بالبرلمان قبل احتراقه.
الصفحات الأولى فى الجرائد القومية قبل الخاصة، خرجت عن رصانتها الباردة المفتعلة، وتصدرتها، فى موضع أخبار وصور المسئولين الكبار جدا، مانشيتات النسيان لحريق الشورى بحريق طلعت مصطفى وصوره هو وسوزان تميم على طريقة "وداونى بالتى كانت هى الداء". الشعب المصرى طيب أليس كذلك؟ عاطفى مش كده؟ ينسى بسرعة، أليس هذا ما كان يقوله أعداؤنا؟ ومن باب أولى أن نساعده جميعا على نسيان ما يشعر به من يأس وإحباط، من غلاء الأسعار ومظاهرات كادر المعلمين وإصرار أهالى ضحايا العبارة على القصاص لضحاياهم، والحرائق التى أصبحت تشتعل تلقائيا فى هذا المرفق أو تلك المؤسسة حتى وصلنا لحرق البرلمان نفسه.
المؤكد أن قرار إحالة طلعت مصطفى للجنايات سيدير ماكينة الإعلام شهرا على الأقل، مانشيتات أولى وقصص وتحليلات، قد يمتد الشهر إلى 80 يوماً حتى افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة فى مبنى البرلمان بعد ترميمه بسواعد مصرية، بكسر الميم على طريقة صفوت الشريف، وبسرعة قياسية، سرعة إنشاء طريق المحور.
ماكينة الإعلام الدائرة تطحن كل ما يمر عليها، لا تدقق فى الغالب، لا وقت لديها لتتوقف وينظر أسطواتها وراء الأحداث المشتعلة كيف اشتعلت ولماذا اشتعلت وماذا عن توقيتات اشتعالها، وإلى أين تؤدى حرائقها، خاصة إذا تعلق الأمر بكيانات اقتصادية أقرب للدويلات أو الإمارات والأقطار، والحرائق بين ممثلى هذه الكيانات بها كل تعقيدات ما فى صراعات الدول من حسابات المصالح والتوازنات، حروب تشتعل بذرائع واهية، لكنها قد تمتد لتغير خرائط أو تنتهى مثلما بدأت بجلسة صلح عرفية، الحروب كلها تقوم على مثل هذه الذرائع، بدءا من حرب طروادة التى اشتعلت عندما خطف باريس أمير طروادة هيلين ملكة أسبارطة، وانتهاء بحرب طلعت مصطفى والوليد بن طلال حول الأميرة سوزان، ربما يكون هناك اختلاف بين زمن حرب طروادة وزمن حرب الوليد - مصطفى، لكن الذرائع متشابهة، والرغبات وراء الحربين واحدة، فرغبة الإسبرطيين فى اقتحام طروادة وجدت ذريعة للحرب فى خطف هيلين، ورغبة الوليد فى القضاء على مصطفى، وجدت ذريعتها فى سوزان، كما ساعد فى تضخيم الذريعة جبهات الأخير المفتوحة على "العبار" و"عز"، مما يجعل من مثل هذه الحرب حرباً ممتدة بين دويلات اقتصادية على أسواق ضخمة مفتوحة، وليست بأى حال من الأحوال حربا خاطفة تنتهى بفرار باريس بهيلين أو بإحالة طلعت مصطفى لمحكمة الجنايات محبوسا، فما يجرى الآن لا يتجاوز قمة جبل الجليد، الذى لا يغرق السفن إلا بالجزء الغير المرئى منه.
دولة، أقصد عائلة طلعت مصطفى تلملم نفسها بإجراءات سريعة فى مواجهة سفن الإسبرطيين المتقدمة، أسهم المجموعة، بدأت تعاود ارتفاعها، واستيعاب حسابات الجولة الأولى من الحرب التى يقبع على إثرها الأمير هشام فى مزرعة طرة، وفريق المحامين الدوليين يباعدون بين سطور قرار الاتهام، فى انتظار تحديد الجلسة الأولى للمحكمة، مع تجهيز البيانات الصحفية التى تلقى فى المعركة التالية، وكئوس الأنخاب التى تقرع، فى عز الفرحة بوليد البراءة.
موضوعات متعلقة:
◄الـ"دى.إن.أيه": دماء سوزان تميم على ملابس السكرى
◄سؤال كبير عن هشام طلعت مصطفى!!
◄السلطة والمال.. من يسيطر على الآخر؟!
◄سعيد شعيب يكتب: فطام هشام طلعت مصطفى
◄سوزان تميم .. من صفحات الفن إلى الحوادث
◄حتى البسطاء تأثروا بقضية طلعت مصطفى
◄مصائب طلعت .. عند بيبو مصائب
◄قانونيون: طلعت مصطفى ينتظر الإعدام أو المؤبد
◄كيف تحول ضابط أمن دولة إلى قاتل متوحش ؟
◄طلعت مصطفى..دراما الواقع أقوى من واقع الدراماذ
◄سوزان تميم من صفحات الفن إلى الحوادث
◄قصص عراقية فى حياة سوزان تميم ووفاتها
◄قرار النائب العام يتسبب فى مأزق لعمرو أديب
◄طارق يخلف هشام فى مجموعة طلعت مصطفى
◄مؤشر البورصة يهبط 2.3% عند الإغلاق
◄هشام مصطفى .. قلق فى الشورى والإخوان حذرون
◄هشام طلعت وسوزان تميم
◄النائب العام يقرر حبس هشام طلعت مصطفى
◄هشام طلعت: وضع شركتنا المالى فوق الشبهات
◄طلعت مصطفى يطالب بقانون لتجريم الشائعات
◄هشام طلعت مصطفى لم يهرب ويعود إلى مصر الأحد
◄برلمانى يطالب بتطبيق "الحرابة" على السكرى
◄5 سيناريوهات ناجحة لقتل سوزان تميم والفاعل مجهول!!
◄"السكرى" أكبر دليل على خيبة جهاز أمن الدولة
رجال "الوطنى" يهزون قلاع الشورى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة