ماذا لو حكم الإخوان مصر؟ كتاب جديد للدكتورة فاطمة سيد أحمد، يجيب عن عدة أسئلة تلح على أذهان المواطنين.. ويهتم بها المتخصصون فى الشأن السياسى الداخلى، ويلتصق بهذا السؤال أسئلة أخرى: هل يجهز الإخوان أنفسهم لذلك بالفعل؟ هل يسعون لذلك بخطى مدروسة أم بتهور أهوج؟ هل يؤهلهم برنامجهم السياسى لتولى مقاليد الحكم؟ ما شكل الدولة التى يفكرون فيها ولها؟
يأتى الكتاب فى ثمانية فصول تستعرض الكاتبة خلالها تاريخ جماعة الإخوان المسلمين ومرشديها السبعة، من المؤسس حسن البنا إلى المرشد الحالى مهدى عاكف، لتستعرض خطايا المرشدين وتصرفاتهم الخاطئة، كما تستعرض فكر الجماعة الحالى وتحليل هذا الفكر من قبل مؤيديه ومعارضيه وحتى المحايدين له.
د."فاطمة" أكدت فى مقدمة الكتاب أنه منذ أن كشفت الصحافة مخطط الإخوان لإقامة دولة دينية عام 2005 بعد حصولهم على 88 مقعدا فى البرلمان، وهم يحاولون إقناع الرأى العام بغير ذلك عبر إطالة الحديث عن الدولة المدنية وقيم المواطنة والتعددية، لكن برنامجهم السياسى ومشروع إنشائهم لحزب الإخوان المسلمين كشف تناقضهم وأظهر حرصهم على ارتداء عباءة الدين وإهمالهم لحقوق الأقباط والمرأة، وهذا بالطبع يتناقض مع زعمهم بإعلاء قيم المواطنة.
الكتاب يرسم ملامح الدولة التى يخطط لها الإخوان، متخذا من دولة إسرائيل القائمة على الدين والعنصرية كنموذج مثالى لهم، ذلك لأنهم اكتشفوا أن نماذج الدول الإسلامية الأقرب كـ "إيران" التى تتبع مبدأ ولاية الفقيه العظمى، تختلف فى تكوينها الأساسى ومذاهبها عن مبادئهم.
دولة الإخوان ستقوم على أهمية تواجد الفقيه "المرشد العام"، ولكن باسم وحيثيات مختلفة عن إيران، فالمرشد سيحدد للشعب كيف يأكل ويشرب ويلبس ويتكلم مستندا فى هذا على مبدأ التحليل والتحريم، وبذلك يقضى على ما نادى به رسول الله فى الحديث الشريف القائل "أنتم أعلم بشئون دنياكم".
وفى تخيلها للواقع الاقتصادى حال حكم الإخوان، تقول د. فاطمة "المنطلق الإقتصادى لهذه الدولة سيكون: كيف نوزع الفقر على الجميع؟ لأن برنامج الجماعة السياسى خلا من وضع سياسة اقتصادية إنمائية واضحة، كما خلا من وضع سياسة لعلاقات مصر الخارجية، ولذلك سيكون مصير دولة الإخوان المنتظر هو العزلة الدولية مثل إيران وحماس وحزب الله، الذين لا يمتلكون رؤية استراتيجية لعلاقاتهم مع المجتمع الدولى.
التناقض الصارخ بين ما ينادى به الإخوان وما يفعلونه هو ما تركز عليه الكاتبة، فتقول "فى الوقت الذى ينادون فيه بحرمانية زرع الأعضاء يذهب أولاد محمد حبيب لزرع قرنيات العين فى الخارج، وفى الوقت الذى ينادى فيه الإخوان بمبدأ تداول السلطة لا يطبقون داخل الجماعة هذا المبدأ حتى الآن، فلا يأتى مرشد جديد إلا بموت المرشد الحالى، وفى الوقت الذى ينادون فيه بمراعاة التعددية الحزبية ومبدأ المواطنة يقصون الأقباط والمرأة من الحياة السياسية.
الكتاب انتهى بملحق "قراءة فى برنامج الإخوان السياسى"، جمعت فيه د."فاطمة" أهم بنود البرنامج السياسى للإخوان تحت اسم "إرهاصات إخوانية من أجل إنشاء حزب غير واضح المعالم"، موضحة أن مصر ستغرق فى المشكلات الداخلية كما أنها ستحاصر من قبل المجتمع الدولى إذا حكم الإخوان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة