أصدر مركز المحروسة للنشر كتاب (الأوردي- مذكرات سجين) للمفكر سعد زهران، أحد أعلام اليسار المصرى فى القرن العشرين، الذى يرصد عبر صفحاته تجربته الذاتية وتجربة الحركة الشيوعية فى السجون المصرية، خلال الستينيات، فى ليمان أبو زعبل، عاكسا معه حقبة سياسية مهمة وحيوية عايشتها مصر بملامحها المختلفة.
وتعود أهمية الكتاب كذلك إلى أنه يعد نوعا من البوح والاعتراف وربما أيضا التأمل، أو هو بمثابة حالة فكرية ووجدانية عايشها الكاتب، فيتجاوز فكرة التعذيب والمعاناة الرهيبة التى لاقاها فى الأوردى (ليمان أبو زعبل) محللا ومفندا الأخطاء والتجاوزات التى وقعت فيها الحقبة الناصرية والتى أفرزت معها هذه المعتقلات.
والقضية الأخرى التى يناقشها الكاتب هى فكرة أدب السجون، التى انتشرت فى الآونة الأخيرة، بعدما صار متاحا نشر هذا اللون من الكتابات ، حيث تصبح الجمل والعبارات أقرب إلى المنشورات السياسية العجفاء من ناحية، فضلا عن أن الكاتب يحاول تصوير نفسه فى صورة البطل المعصوم من الضعف والخطأ.
ويعرض الكاتب كذلك لقضية تأثير التعذيب على الموقف الفكرى لمن عانوا التعذيب، فالبعض يكفر بقضيته، والبعض يتحول إلى خادم للسلطة التى عذبته، والبعض الآخر يصاب بتشوه وجدانى خطير، وهو أخطر تشويه يمكن أن ينال من الإنسان.
وقد سبق لعدد من الكتاب اليساريين أن أصدروا أعمالا عن تجربة السجن خلال الستينيات، من بينهم الدكتور فتحى عبد الفتاح وفخرى لبيب والدكتور شريف حتاتة وإلهام سيف النصر وصنع الله إبراهيم.
