ليس مهماً أن تتبع الله عز وجل فى ظل قيادة سياسية عربية ترى أن التبعية لها، أولى من التبعية للدين، والعياذ بالله.
لا يجدى رأى الشيخ يوسف القرضاوى، حين دعا إلى تشكيل مجمع إسلامى عالمى، يكون من اختصاصاته تحديد يوم العيد للمسلمين، الذين فشلوا فى توحيد رؤاهم حول العبادة، على الرغم من مرور أكثر من 1428عاماً على ميلاد دينهم.
أصبح الملك الآن لمن يملكون الجاه والسلطة والمال فى الأرض، على الرغم من علم الساسة بأن الله قادر على تقويض عروشهم فى زمن لا يحتسب، وقد رأوا ذلك لغيرهم بأم أعينهم فى حياتهم.
ودعت صديقى محمد أمس، إلى السعودية، بعد أن صام لربه 29 يوماً فى رمضان، وقبل أن يغادر مطار الملك خالد الدولى فى العاصمة السعودية، علم الرجل أن العيد الثلاثاء، ليهاتفنى بأن سفره وفر عليه الصوم يوماً آخر، حيث انطلق شهر شوال فى السعودية بأمر سياسى، فيما تصر مصر على أن العيد الأربعاء، بأمر سياسى أيضا.
كيف تتبع مصر السعودية، وهى الدولة التى يعود تاريخها لما قبل سبعة آلاف عام، وهى فترة لا تقارن بتاريخ السعودية الذى لا يزيد على مائة عام إلا قليل.
كيف تنتظر السعودية بلد الأزهر للخروج بفتوى العيد، وهى الدولة التى تحتضن الحرمين الشريفين، وهى الدولة التى هبط فيها الإسلام على رسولنا الكريم؟
شيوخ الأزهر وشيوخ السعودية، قادوا فتوى العيد إلى أرضية سياسية، هدفها المزايدة على المسلمين فى ممالأة الحكام، وليس من باب الحفاظ على أصول الدين.
فلا من صام يوم الأربعاء كان على يقين من أن صيامه شرعياً، ولا من احتفل بالعيد فى أى دولة عربية أخرى، متيقن من أن عيده دينياً.
الأمر يومئذ لله، فدولة مثل سوريا التى تنظر إلى السعودية بتعال ملحوظ، خالفتها فى العيد، ولأنها ليست متفقة سياسياً مع مصر، فربما يفاجئنا شيوخها بأن عيدهم الخميس، لتخالف مصر أيضاً.
السؤال الذى أود أن أطرحه، هل يختلف المسيحيون واليهود فى تحديد أعيادهم الدينية، أم أن الاختلاف كان من نصيب المسلمين فقط، ليظل خلافهم رحمة ـ لكن على طريقة فتح وحماس فى فلسطين؟
حسبنا طاعة أولى الأمر منا، لكن مع إيماننا الراسخ بأن ولاة الأمر يتدخلون فى الأمور الدينية من مجرات سياسية، يصبح أمرنا فوضى، ولذا نرفع أكف الدعاء إلى الله، بأن يرحمنا من حكامنا، أو يرحم حكامنا منا.
لست أدرى: لمن أنذر صوم اليوم، فالله لا يقبل المزايدة عليه، وهو غنى عن العالمين، ويحب أن تؤتى رخصه، ورخصة المسلمين اليوم فى الفتوى التى لم يعد لها أمين، فى ظل اختلاط السياسة بالدين. أو فى ظل تضخم السياسة على أيدى حكامنا الذين ادعوا الحكمة، فصاروا حكماء، ليرفعوا السياسة إلى مستوى الدين. "اللهم لا تؤاخذنا بما فعله الحكماء منا".
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة