مع استمرار مسلسل تجاوزات رجال الشرطة بحق المواطنين، قام ضابطان من قسم سيدى جابر بالإسكندرية، بسحل مواطن بالغ من العمر 62 عاماً وضربه دون سبب واضح. اليوم السابع سبق وأن نشر الواقعة، وبالوصول إلى أسرة المجنى عليه، علم اليوم السابع أن المجنى عليه واسمه خليل إبراهيم خليل، قد تعرض للحرق والضرب عارياً، وسط حالة هلع من قبل أسرته.
بداية تقول أم شعبان، "أخدوا جوزى بعد ما حرقوه.. سحبوه على الأرض من رجليه من غير ملابس داخلية.. جلده كان مشوى من النار اللى ولعوها فيه.. صرخ ومحدش قادر يعمل له حاجة.. وناس يا بنى لابسة هدوم ملكى وفى إيديهم شوم وحديد ومطاوى نازلين ضرب فيه. مش قادرة افتكر المنظر، دول لو يهود مش حيعملوا فينا كده".
وأضافت أم شعبان أن ضابطين من قسم سيدى جابر واسمهما (أ.ع) و(أ.أ.) قد سحلا زوجها أمام أهالى عزبة عبد المنعم رياض بمنطقة المطار بالإسكندرية. المجنى عليه، أو عم خليل كما يسميه سكان منطقته، يبلغ من العمر 62 عاما، ويصفه جيرانه بـ"حلال المشاكل"، لم تمنع سنوات عمره التى تجاوزت الستين أو صراخه المتواصل، ضباط قسم سيدى جابر من تعذيبه بهذه الطريقة البشعة التى تروى تفاصيلها ابنته بدارة.
قالت: "فوجئت ليلة 27 رمضان بضباط وأمناء شرطة وعدد ضخم من المخبرين - على حد وصفها - يحاصرون المنزل ويلقون بزجاجة حارقة علينا لتشتعل بوالدى الذى ظل يصرخ وقد اشتعلت ملابسه، وامتلأ مدخل المنزل بالنيران. استطاع خلع ملابسه التى التهمتها النيران قبل أن تلتهم أجزاء من جسده. انهالوا بعدها عليه بالضرب والسحل على الأرض من قدميه وهو عار، حاولت اللحاق به.. استنجدت بالضباط صارخة: عايزة أخرج من البيت.. النار حتحرقني".
الضباط رفضوا الاستجابة لاستغاثات بدارة خليل إبراهيم التى وقفت فى شباك الدور الأرضى تترجاهم، "طب خدو يوسف الصغير – 6 سنوات – ومش مهم أنا". تحرك بعدها أحد أمناء الشرطة واسمه رامى وقام بالإمساك بالطفل يوسف من ذراعه وعلقه فى الهواء ثم تركه. بدارة تقفز من الشباك لتهرب من النار، وتحاول اللحاق بوالدها لتفاجأ بأحد الأشخاص، قالت إنه ضابط، يجذبها من شعرها ويضع المطواة على صدرها.
"ماكنش حد يقدر يقرب من أبويا أو يرفع عنه الظلم.. واللى كان يتكلم كان هؤلاء يضربوه وأهالى العزبة كلها مابقوش عارفين يعملوا إيه."، قالتها سماح خليل إبراهيم – بكالوريوس تجارة – التى حاولت إنقاذ والدها بإرسال تلغرافات للمحامى والنائب العام، لكن دون جدوى.
أسباب العداء كما فسرتها ابنة المجنى عليه صابرين خليل الحاصلة على بكالوريوس تمريض: قبل الحادث بـ 3 أيام كان الضابطان (أ.ع) و(أ.أ.) فى العزبة، واستوقفا أخاها محمد. ونظرا لأن أوراقه سليمة، تدخل أخوه الأكبر شعبان لدى الضابط وطلب منه إطلاق سراح محمد، وهو ما لم يعجب الضابط، فأمر أفراد القوة باعتقال شعبان الذى فر هاربا.
"شعبان مقابل إطلاق سراح خليل إبراهيم وابنه محمد". هكذا كانت المقايضة التى أرادها ضباط قسم سيدى جابر وقاموا على إثرها بتحرير محضر حيازة سلاح أبيض ومقاومة سلطات ضد محمد الابن الأصغر، لكن وكيل نيابة سيدى جابر أسقط قضية مقاومة السلطات وأبقى على حيازة سلاح أبيض.
محمد وصف القضية بالملفقة وقال:" الضابط وضع أمامى قطعة حشيش وسلاح أبيض وبرشام، وقال لى اختر نوع القضية التى تريدها". ما دفعه إلى إرسال خطاب لوالده قال له فيه: "حد يلحقنى بأى واسطة، الضباط عايزين يعملوا لى أمر اعتقال". المفارقة أن يوم الإفراج عن محمد كان والده مقبوضا عليه بتهمة مقاومة السلطات.
اليوم السابع انتقل من عزبة عبد المنعم رياض التى لا حديث لها سوى عن عم خليل الذى أحرقه ضباط قسم سيدى جابر وكسروا شقته وشقة أبنائه، إلى مركز ضحايا لحقوق الإنسان الذى عقد مؤتمرا صحفيا لفضح تجاوزات ضباط شرطة سيدى جابر.
من جهته، وصف إبراهيم الزعفرانى رئيس مجلس إدارة المركز، ما قام به الضباط بالإجرام الذى يحتاج إلى ملاحقة قضائية وإعلامية، قائلا: "المركز يعلن تضامنه مع أسرة خليل إبراهيم خليل حتى يعود إليه الحق كاملا متبعا فى ذلك كافة الإجراءات القانونية والإعلامية".
فى الثالثة فجرا، اتصلت أسرة عم خليل باليوم السابع وكان الصوت متقطعا من كثرة البكاء: "عايزة أى حد يقولى أعمل إيه علشان أنقذ بابا". خرجت الكلمات من صابرين الابنة الكبرى (بكالوريوس تمريض) التى تمكنت من زيارة والدها فى قسم سيدى جابر لتفاجأ بتدهور حالته الصحية: "بابا كانت درجة حرارته مرتفعة، ورائحة نتنة تخرج من جلده الذى تورم وتظهر عليه آثار الحريق، على قدمه كان شىء يشبه الدعامة أو الجبيرة، أسفل منها آثار للجلد المحروق". وعدم عرض خليل على الطبيب ضاعف من آلامه وآلام أسرته التى فوجئت بما يحدث مع والدهم المسن.
فى الخامسة فجرا حصل اليوم السابع على مجموعة من الكليبات التى تظهر فيها آثار الحروق على رجلى خليل إبراهيم ويديه. وفى الثانية عشر ظهرا، أمر قاضى المعارضات بتجديد حبس خليل إبراهيم خليل 15 يوما ووضعه بمستشفى رأس التين، واستدعاء الضابطين لسماع أقوالهما يوم 8 أكتوبر.
أحد الأطباء قال لأسرة عم خليل إن "الحروق بلغت نسبتها 40%". وصابرين أضافت: "والدى لم يأخذ سوى حقنة مضاد حيوى واحدة، وكان من المفترض أن أعطيه الثانية، ولم يأخذ أى علاج ورائحة تعفن الجلد تتضاعف. وهو الآن معرض للإصابة بغرغرينا قد تؤدى لوفاته".. واتهمت صابرين الضباط بقسم سيدى جابر بمحاولة تغيير التقارير الطبية التى تثبت تدهور الحالة الصحية.
يذكر أن اليوم السابع قد سبق ونشر الأسبوع الماضى واقعة اعتداء الضابطين نفسيهما (أ.ع) و(أ.أ.) على الحاج صلاح أحمد (60عاما) بمنطقة عزبة السعد بالإسكندرية. وللمرة الثانية يهدى اليوم السابع الواقعة للسيد اللواء حبيب العادلى وزير الداخلية للنظر فيها.
أم شعبان تحمل بقايا ملابس زوجها المحترقه
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة