زين مدخل القدس القديمة بالأنوار وعلقت فوانيس نحاسية عند باب العامود، لكن زينة رمضان لا تكفى لإضفاء جو من الفرح على المدينة التى تسكنها آلاف العائلات الفقيرة التى تزداد مصاريفها فى هذا الشهر.
وقال مدير أوقاف القدس عزام الخطيب إن "المدينة مليئة بالفقراء وبدأنا بتوزيع الوجبات الساخنة لـ500 عائلة مقدسية يحملونها إلى بيوتهم", مضيفاً "ندعو إلى الله أن يتحمل الناس هذا الشهر الكريم والفضيل فى ظل الغلاء الفاحش، ولذا فنحن نقوم بتوزيع الوجبات فى تكية خاصكى سلطانة الأثرية".
وتابع مدير الأوقاف "سنبدأ بوجبات الإفطار الجماعى بعد آذان المغرب، ونبدأ عادة بأكثر من ألف وجبة لتصل إلى 30 ألف وجبة ليلة القدر وآخر أيام رمضان، هى من أهل الخير ومن دائرة الأوقاف الإسلامية".
وفى سوق باب خان الزيت الشارع السوق الرئيسى فى القدس القديمة قالت أم رائد (44 عاما)، أثناء شرائها فوانيس صغيرة لابنتها "أريد أن أفرح البنت وأزين لها البيت" مضيفة "الله يعيننا ويحملنا مصاريف رمضان".
وأوضحت "لقد ارتفعت أسعار الخضار والأكل وهى أصلا غالية، لكن تضاعف سعر كيلو الخيار ووصل إلى 5 شياكل (نحو دولار ونصف) ولقد اختفى لمدة يومين من الأسواق قبل الإعلان عن رؤية هلال رمضان، وسعر كليو الكوسا عشرة شياكل (ثلاثة دولارات)".
وأضافت أم رائد "رمضان كان أجمل أيام زمان، كنا نصنع الفوانيس الطبيعية من البطيخ فنحفره ونثقبه ونضع فيه شمعة وندور بها، تلك الأيام كانت أجمل وأرحم".
ووضع كامل (32 عاما) أمام متجره فوانيس صغيرة تغنى "وحوى يا وحوى" وحبال ضوئية وأشكال للهلال والنجمة بألوان مختلفة لتزيين البيوت, موضحاً "الناس تحب أن تعلق فى بيوتها هذه الفوانيس لتفرح أولادهم، لكن البيع قل هذا العام وسعر الهلال 30 شيكلا مثلا (8.5 دولار) وحبل الإضاءة بتسعين شيكلا (نحو 25 دولار)".
وقال أبو سليمان الشاويش الذى حول جزءا من محله لبيع الحمص والفلافل "البلد محاصرة انظروا إلى الحركة، البيع هنا لم يعد 10% مما كان عليه ولا يوجد نقود حتى تكفى لحاجيات الناس".
وأوضح أنه يبيع علبة الحمص الكبيرة بـ15 شيكلا (نحو 4 دولارات) والصغيرة بنصف القيمة.
وحول عدد من أصحاب الحوانيت محلاتهم إلى محل لصناعة وبيع القطايف. وكان وسيم حجازى صاحب محل فى باب العامود يجهز محله، وقال "كل رمضان نصنع القطايف ونبيعها مع التمر الهندى والخروب وعصير اللوز، هذه مستلزمات رمضان أما باقى العام فنحن نبيع المرطبات والعصائر الطبيعية".
وقد دعا مفتى القدس والأراضى الفلسطينية الشيخ محمد حسين التجار الفلسطينيين إلى "مراعاة الظروف التى يمر بها هذا الشعب الفلسطينى مراعاة لهذا الشهر الكريم بكل ما يحمل من فضائل فى لياليه وأيامه", كما شدد على ضرورة "أن تتعامل الناس بالاعتدال فى أمورها, والشعور مع الفقير والإحسان".
من جانبه أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى فى بيان أن وزير الدفاع أيهود باراك أجاز خلال شهر رمضان للرجال المتأهلين، الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و50 عاما أداء الصلاة أيام الجمعة فى المسجد الأقصى بالقدس الشرقية التى ضمتها إسرائيل.
ويطبق هذا الإجراء أيضا على فلسطينيات الضفة الغربية اللواتى تترواح أعمارهن بين 30 و45 عاما، وحصلن على إذن خاص من السلطات العسكرية.
وأضاف البيان أن الرجال الذين تزيد أعمارهم على 50 عاما، والنساء اللواتى تزيد أعمارهن على الـ45 عاما هم أحرار فى الوصول إلى المسجد.
وقررت السلطات الإسرائيلية أيضا تمديد ساعات فتح الحواجز التى يقيمها الجيش الإسرائيلى على الطرقات.
