هيما أيام النكد والدموع

الإثنين، 29 سبتمبر 2008 08:53 م
هيما أيام النكد والدموع أيام الضحك والدموع مقلب اسمه أيام النكد والجوع
ريمون فرنسيس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مع بداية الإعلان عن بدء تصوير مسلسل "هيما .. أيام الضحك والدموع"، أكدت أسرة المسلسل أن العمل سيحمل وجبة كوميدية دسمة تعيد للمشاهد البسمة فى رمضان بين المسلسلات المليئة بالشجن، ولكن حلقات المسلسل التى عرضت حتى الآن لم تحمل للمشاهد سوى صدمة كبيرة بعد أن اكتشف أنها ليست سوى وصلات من النكد والحزن والمآسى المفتعلة بالعزف على وتر البطالة وظلم الأغنياء الرأسماليين للفقراء، وما إلى ذلك من أفكار يسارية ليس من شأنها سوى استفزاز وإثارة المشاهد وفتح جروحه، دون تقديم العلاج الذى يعالج تلك الجروح، كما تفعل الصحف الصفراء فى القارئ الساذج.

سيمفونية النكد تبدأ من السيناريست بلال فضل الذى اختار بعناية كل العبارات المليئة بالمرارة والحقد على المجتمع المفتقد للعدالة، ورسم شخصية "هيما" ذلك الشاب الذى يعانى البطالة وتتركه خطيبته، أما والده فهو مهدد بالفصل بعد خصخصة الشركة التى يعمل فيها، ناهيك عن تابوهات شخصيات الدراما الكلاسيكية التى لم يتخلَ عنها المؤلف مثل شخصية محمد متولى "عم حسن" الشبيهة بحكيم الزمان الذى تجتمع فيه كل المثل والأخلاق والكفاح "ناقصة جناحين و يطير"، وهى شخصية تقليدية جدا، طالما تواجدت بكثرة فى مسلسلات أسامة أنور عكاشة.

شخصية أسامة عباس "سعيد بيه" رجل الأعمال الظالم وعضو مجلس الشعب "المفترى"، وريهام عبد الغفور "ريم" الفتاة المدللة التى تبحث عن حق الفقراء، وشخصية عبلة كامل "أم هيما" وهى استنساخ لشخصية خالتى فرنسا من فيلم اللمبى مع بعض التعديلات الطفيفة، فضلاً عن أن عبلة كامل فى أدوارها الأخيرة أصلاً كان أداؤها ثابتاً لم يتغير.

طبيعة الشخصيات التقليدية التى قام عليها العمل فرضت أداء جافاً للممثلين وثابتاً فى معظم الوقت مهما تغيرت الأحداث، كما أن بلال لم يتخلَ عن الشكل النمطى للدراما المتمثل فى المشاهد المسرحية الطويلة التى يقل فيها تقطيع اللقطات، والحوار المسرحى المعتمد على العبارات الخطابية الطويلة والرنانة، إلا أننا لا يمكننا أن ننكر بعض المحاولات البائسة لإيجاد الضحك التى قام بها كل من أحمد رزق وحسن حسنى وعبلة كامل بشكل فردى، ولكن بسبب فقر النص الدرامى وعجزه عن التمهيد الجيد للمواقف الكوميدية، إضافة إلى تواضع خبرة المخرج فى الأعمال الكوميدية لذلك ظهرت تلك المحاولات وكأنها محاولة للاستظراف ببعض الإفيهات السمجة.

زاد المسلسل مللاً ذلك الأسلوب، الإخراج المستهلك للمخرج جمال عبد الحميد، الذى لم يتخلَ حتى الآن عن أدواته الإخراجية التى ورثها من دراما الثمانينيات.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة