ما إن أعلنت الشاعرة اللبنانية جمانة حداد، عبر المواقع الأدبية والمجلات الثقافية فى العالم العربى، عن تأسيس مجلة "جسد" المجلة العربية الأولى التى تهتم بآداب الجسد وفنونه، حتى أثارت المجلة مجموعة من ردود الفعل الواسعة سواء بالإيجاب أو السلب.
هاجم البعض المجلة واصفاً إياها بأنها مجلة جنسية، كما هاجموا جمانة حداد رئيسة تحرير المجلة، والتى ردت على هذه الآراء السلبية فى مقال نشر على الموقع الخاص بالمجلة بأن سبب الهجوم هو كون المجلة تعنى بآداب الجسد وفنونه وكونها مجلة تصدر باللغة العربية، وهى، فوق هذا كّله، مجلة ترأس تحريرها امرأة، أى أنها "كوكتيلمولوتوف برسم الانفجار"، وعبرت عن أن هذا الهجوم كان متوقعاً.
كما أنها تعجبت من الذين يهاجمون المجلة قبل صدورها، فهم يهاجِمون منتَجًا ثقافيًا قبل تحققه الملموس، وتحاسبه بناء على تصوّره المجرّد فحسب، أى على فكرته، مثلما تكاد تفعل باستمرار بلادُنا وثقافتنا، على حد قولها. ووصفت الذين يهاجمون معالجة فكرة جسد مستهزئة بأنهم "قديسون وأنبياء وكائنات هيولية تولد وتكبر بلا أجساد، بلا أعضاء جنسية، ولا حاجات، ولا غرائز، ولا رذائل، ولا خطايا، ولا عادات سرية أو علنية".
وأوضحت حداد أن مجلة "جسد" ليست مجلة بورنوغرافية وهى لا تتنصّل من تلك الصفة، بسبب الطهرية والتزمت، من وصمة البورنوغرافيا، فعلى حد قولها "نحن نعيش فى لبنان ما يكفى من البورنوغرافيا السياسية والاجتماعية والإعلامية والفنية والثقافية والعقلية والفكرية والأخلاقية، كى لا نخشى الأقل ضرراً بين أنواع من البورنوغرافيا: أى النوع الحرفى والمباشر".
وأكدت الشاعرة جمانة حداد على أن مجلة "جسد" مشروع ثقافى وفكرى وأدبى وفنى جدّى، تطّلب الكثير من التفكير والتمحيص قبل أن يتبلور ويتكوّن، وهو مشروع ينتمى إلى الجسد، جسد الحياة، جسد العقل وجسد القلب وجسد اللغة، بل ينتمى إلى جسد الجسد، وهذا المشروع ليس له من هدف سوى ذاته.
وفى إجابتها عن سؤال: لماذا لم تجعلى "جسد" مجلة إلكترونية، لتجنب أى رقابة محتملة؟
أجابت جومانة "لأن الورق من أرقى الأجساد التى يؤتى لنا أن نلامسها، ومن أشهاها. ولأن الدخول من الباب الضيّق، مثلما قال أحد العظماء منذ نحو ألفى عام، أجمل من رحابة طريق الإنترنت".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة