دراما أونطة هاتوا فلوسنا (2)

الإثنين، 29 سبتمبر 2008 01:32 م
دراما أونطة هاتوا فلوسنا (2)
بقلم محمد بركة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هكذا قال "السلف" من الجمهور المخدوع، وبعد انقشاع غبار معركة الموسم الدرامى الرمضانى، يمكننا نحن "الخلف" أن نقول بكل قوة:
دراما أونطة هاتوا فلوسنا ووقتنا الضائع وأعصابنا المحترقة على هذا الكم من الاستفزاز!
الشئ الوحيد الصادق والمتسق مع نفسه فى مسلسل "قمر" هو المطرب خالد الذكر، بديع الزمان عبد الباسط حمودة، وهو يتحفنا بآخر ما جادت به حنجرته الذهبية عبر تترات المقدمة والنهاية!، إن صوت "حمودة" القادم من عمق عشوائيات إسطبل عنتر وأحراش عزبة الزبالين، المتوحد مع صهد أغسطس وزحام رمسيس بدا أفضل "حالة طربية" تناسب فكرة المسلسل وأداء أبطاله وأسلوب الإخراج والمونتاج، والديكور والإضاءة أيضاً.

هذا لا يمنع حقيقة أخرى، مفادها أن فيفى عبده هى أفضل من ترتدى "الملايا اللف"، وتقف فى الأسواق لتجسد شخصية "المعلمة" مرهوبة الجانب، لكن مهما كانت فيفى "قمر" الحارة الشعبية، فإن التمثيل يظل عملاً جماعياً، ما حدث أن فيفى كانت البطلة والمخرجة والمؤلفة والجمهور كمان!

الطريف أن الأستاذ تيسير عبود الذى تقدمه تترات المسلسل باعتباره "مخرج"، العمل أثبت عشقه وإخلاصه لسينما الأكشن الهندية، فظهرت صورته بجوار اسمه على طريقة تيسير باتشان، وكان ذلك أفضل ما أنجزه طوال ثلاثين حلقة.

الاحتفاء الشديد بمسلسل أسمهان، ارتكز على فكرة تقديم حياتها بحلوها ومرها، وكيف أنها لم تظهر قديسة، وكأن المفترض أن نرى جميع الشخصيات ملائكة يسبحون فى بحار المثالية، وهكذا نصبح مثل نفر من المصريين صوتوا فى آخر انتخابات برلمانية لصالح جماعة الإخوان نكاية فى الحكومة وكرهاً فى الحزب الوطنى! وليسمح لى الأساتذة والزملاء من النقاد، بأن أذكرهم بأن تقييم هذا العمل يجب أن ينطلق من كيفية تعامل المؤلفين مع المصادر التاريخية وأداء الممثلين وعناصر المونتاج والديكور والأزياء، وكذلك الإضاءة التى بدت معتمة فى أكثر من حلقة، فضلاً عن تكنيك السينما الذى استخدمه التونسى شوقى الماجرى فى الإخراج، أما أن نختزل فصائل المسلسل فى تقديم أسمهان، على أنها إنسانة لها أخطاؤها، فإننا بذلك نظلم صناع هذا العمل الجميل!

وبمناسبة "أسمهان" يجب أن أعترف أننى تعرضت لخدعة كبرى، حيث صدقت ما قاله الأستاذ فراست إبراهيم، الذى شارك فى إنتاج المسلسل، كما قام بدور فؤاد الأطرش شقيق أسمهان، فقد أكد الرجل فى أحاديث صحفية قبل عرض العمل أنه لم يتدخل إطلاقاً فى مساحة الدور أو عمل المخرج، حتى أن العاملين المصريين كانوا يندهشون حيث يرونه جالساً "ملطوعاً" فى "اللوكيشن"، ينتظر أن ينادى عليه أحدهم لتصوير مشهد ما ويفاجئون بأنه المنتج!، وحين انتهى المسلسل عرفت أبعاد الخدعة!، فالأستاذ لم يكن فى حاجة للتدخل لأن كل شىء أعد سلفاً. فمساحة الدور الذى حظى بها وكمية الصفعات التى تلقتها أسمهان من يديه أثبتت أن شعار "البعض يمثلون بفلوسهم" انتقلت عدواه من مصر إلى الأشقاء العرب.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة