يوميات شاب سعودى يعيش فى الولايات المتحدة

الأحد، 28 سبتمبر 2008 01:06 ص
يوميات شاب سعودى يعيش فى الولايات المتحدة
بقلم عبد العزيز الكلثم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
يعتبر رمضان هذا السنة هو التجربة الثانية لى فى الولايات المتحدة الأمريكية ...لا أخفيكم أن معنى رمضان فى الدول الإسلامية يختلف تماما عن ما هو عليه فى أمريكا. وأقصد بذلك أن الجو الروحانى الرمضانى الكامل فى نهار رمضان لا يوجد منه أى حس هنا ..
فتذهب لكل مكان تجد العالم تأكل وتشرب، حتى أنك أحياناً قد تنسى نفسك أنك فى رمضان، أو فى أحيان أخرى قد تعتب على الآخرين أنهم لم يصوموا .. وكل هذا هو شعور داخلى فقط فتتذكر أنهم غير مسلمين !!
لكن رغم سلبيات الصيام فى دول غير إسلامية إلا أننى اكتشفت أنه فى أمريكا له الكثير من الإيجابيات ...
على سبيل المثال الاجتماع فى المسجد والإفطار الجماعى لا يوجد لدينا فى السعودية إلا لمن هم فى الغالب غير سعوديين أو عزاب .. بينما هنا تجتمع العوائل نساء وأطفالاً ورجالاً للإفطار فى المسجد على الأقل يومياً، ويتكفل على الأقل كل شخص بجلب طبق من المأكولات ...
عندما يجتمعون بالمسجد تجدهم أمة واحدة وهذا ما أفتقده على الأقل فى المملكة!!
تجد علاقتهم طيبة رغم أن بعضهم قد لا يعرف الآخر وربما بعضهم يقابل شخصاً أول مرة، لكن تجده يبتسم ويتحدث معه وكأنه صديق حميم. اختفى مفهوم السهر إلا مبرراً على المسلسلات واللعب ... فهنا لا مجال للسهر، فالدوام وقته ثابت ولا يتغير مثل ما يحدث فى المملكة .. ولا ينقص ...

المسجد هنا غالبا ًهو مكان اجتماع المسلمين وهو فعلاً فى أمريكا على الأقل ما رأيته من مساجد، أنهم أعطوا المسجد قيمته الحقيقة وهو أنه مكان لتجمع المسلمين للصلاة وأيضا التعارف والألفة والمحبة...

هنا المسجد ليس فقط للخطب والدروس والمواعظ بل هو أعم وأشمل، هو مجتمع شامل لكل أمور الحياة الدينية والدنيوية. لا أخفيكم أننى افتقدت الإفطار مع أمى وإخوتى .. ولكن يبقى الإفطار هنا له طعم لذيذ كما هو هناك ينقصه بعض الأفراد. ولا أخفيكم أن الصيام هنا أطول من الصيام هناك وأحياناً نضطر للإفطار فى الجامعة أو ننتظر انتهاء المحاضرة التى غالباً تنتهى بعد الأذان بربع ساعة ...

رغم كل هذه المتاعب ورغم أن الجو الروحانى لرمضان مفقود هنا، إلا أنه فى عينى فيه جزء أفضلية عن الصيام فى المملكة ... فالمسلمون هنا على الأقل على قلب رجل واحد فى الغالب ولا يفرقهم لا لون أو عرق ... يجمعهم إفطار واحد ومسجد واحد وصلاة واحدة ... فهل نأخذ الجانب الإيجابى من رمضان أمريكا ونصبغه على رمضان المملكة...؟






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة