
قديماً قالوا العند يوّرث الكفر!. هذا ما خطر ببالى وأنا أطالع تصريحات النجمة القديرة يسرا، فقد وصفت الانتقادات التى وجهت إلى مسلسلها "فى إيد أمينة" بأنها "شتيمة"، وقالت إنها تعرف من يكرهها فى الأوساط الصحفية، وأن كل من لم يجد وقتاً لتقابله بحفاوة أطلق سهام الحقد المسمومة تجاهها، فهل إذا أشاد النقاد والإعلاميون بعمل لها كما حدث فى "قضية رأى عام"، يكون السبب أنها أقامت مأدبة عشاء فاخرة لهم!
غضب الجميلة المحبوبة يسرا لن يمنعنا من التذكير بمشاكل المسلسل، فقد ظهرت فى صورة ملائكية بعيدة عن الواقع، وتم نقل الواقع الصحفى بالعديد من الأخطاء المضحكة، وبدا مستفزاً أن تصفها عصابات خطف الأولاد "يسرا" بـ"العيلة"، وهى فى هذه السن!
أقول قولى هذا، وأنا لم أشرف بلقاء نجمتنا وجهاً لوجه، بل لم أهاتفها تليفونياً، وأكن لها كل الاحترام "من بعيد لبعيد"، وقديماً قيل: رحم الله رجلاً أهدى إلىّ عيوبى!
الاحتفاء الحار بـ"شرف فتح الباب" الشهير بـ"يحيى الفخرانى"، تراجع فى الحلقات العشر الأواخر، فالأحداث بطيئة جداً وأداء النجم الرائع أصابته مسحة من الكآبة، والمسلسل أصبح يدور فى حلقة مفرغة!، لكن هذا لا يمنع أن الحلقات الأولى من المسلسل جعلت المشاهدين مستمرين على مقاعدهم، وهم فى منتهى الصمت والتركيز، كأن على رءوسهم الطير، والسبب هذا الأداء الاستثنائى والكاريزما الطاغية للفخرانى، وقدرته على حفر ملامح مذهلة فى مصداقيتها للمواطنين، شرف بملابسه وزبيبة الصلاة والسبحة والقاموس الخاص المنحوت من الطبقة الكادحة.
مسلسل "بعد الفراق"، نقل وقائع العمل اليومى فى الصحف المستقلة بعمق أكثر وتفاصيل أكثر ثراءً، مقارنة بالواقع المضحك فى مسلسل "فى إيد أمينة"، لكن المشكلة تكمن فى الانطباع الأول الذى تركه خالد صالح، حين ظهر كشاب صغير السن، حديث التخرج يبحث عن فرصة وسط حيتان الصحافة، وبدا الموقف مفتقداً للمصداقية ومثيراً للسخرية، والمشكلة أن الانطباعات الأولى ـ للأسف ـ تدوم!
من النكات غير المضحكة فى هذا الموسم الدرامى أيضاً، ظهور الفنانة فيفى عبده باعتبارها البنت و"العيلة"، وليس على الأقل الست أو المعلمة. المسألة أصبحت ظاهرة، نجومنا ونجماتنا مغرمون بـ"تصغير" أنفسهم بأى شكل. فيا أيها الخجل أين حمرتك.. ويا أساتذة الطب النفسى، ادرسوا لو سمحتم الموضوع .. وقولوا لنا من فضلكم: إيه الحكاية؟