هل تؤثر الكوارث على موقف فاروق حسنى من الترشيح لليونسكو؟!!
بقلم علا الشافعى
ألسنة من اللهب تتصاعد ورائحة الدخان تزكم أنفك كلما اقتربت من ميدان العتبة، حيث يقع المسرح القومى، الذى يعد واحداً من أقدم المسارح فى مصر .. عربات الإطفاء تملأ المكان وكردونات الأمن تتكدس، وتمنع الصحفيين من الدخول إلى موقع الحادث .. مشادات كلامية وتبادل لكمات بين الإعلاميين ورجال الأمن.
رجال بالمكانس اليدوية يزيحون المياه التى ملأت مدخل المسرح، استعداداً لخروج فاروق حسنى وزير الثقافة، خوفا على ملابسه من البلل، والوفد المرافق له اللواء إسماعيل الشاعر مدير أمن العاصمة وعبدالعظيم وزير محافظ القاهرة وشريف عبداللطيف مدير المسرح القومى ود.أشرف زكى رئيس البيت الفنى للمسرح، وبعض من الفنانين وقيادات وزارة الثقافة.
وإذا كان رجال الأطفاء والدفاع المدنى نجحوا فى إزاحة المياه من طريق الوزير خوفاً من أن تلمس قدمه، إلا أن توتره وارتباكه جعل الماء يصل إلى رأسه عرقاً، وقد يكون فى تلك اللحظات يسأل نفسه عن أى ذنب ارتكب، خصوصاً وأنه أصبح موعوداً بالكوارث، وتحديداً فى شهر سبتمبر عندما وقع حادث بنى سويف عام 2005، والذى راح ضحيته مجموعة من أهم نقاد وفنانى ومثقفى مصر، وخرجت وقتها الأصوات تنادى بإقالة وزير الثقافة ووزير الصحة ومحافظ بنى سويف وكل المسئولين عن الكارثة، وها هو المشهد يتكرر من جديد مع اختلاف التفاصيل، شخوصه واحدة والمكان يختلف، وإذا كانت الخسارة فى حريق بنى سويف تتعلق بالأرواح فهنا تتعلق بواحد من أعرق مسارح مصر.
ويبدو أننا اعتدنا أخبار الحرائق وعلينا ألا نندهش بعد الآن إذا سمعنا عن خبر حريق جديد يلتهم مسرح السلام أو الطليعة والبالون أو غيرها من المسارح مع قصور الثقافة التى لم يقم مسئولوها بتطبيق خطة الوزير المزعومة، والتى أعلن عنها بعد حريق بنى سويف.
ورغم التفاصيل المؤلمة لهذا المشهد والموجعة والتى أبكت بعض الفنانين ومنهم عزت العلايلى، إلا أننى سألت نفسى سؤالاً واحداً، ماذا كان رد فعل وزير الثقافة عندما خرج من قاعة عبدالرحيم الزرقانى، أحد أهم رواد الحركة المسرحية والسينمائية فى مصر، حيث كان يتفقد آثار الحريق، فهل جرؤ على أن ينظر إلى أعين جورج أبيض وزكى رستم ومحمود المليجى ومحمود ياسين وسميحة أيوب وعبدالله غيث وتوفيق الدقن ودولت أبيض وملك الجمل، والتى تملأ صورهم جدران المسرح.
وهل استطاع فاروق حسنى تحمل عتابهم، هل يملك من الكلمات ما يعبر به عن أسفه مما حدث، وهل يملك أن يواجهم بإهماله الجسيم فى حق حماية تراثهم الفنى، وتأسيسهم للنهضة المسرحية المصرية والعربية أم لا يعنيه الأمر فى شىء، خصوصاً فى ظل انشغاله بحملته الدعائية لترشحه لمنصب أمين عام منظمة اليونسكو العالمية، أم يبلغ به الأمر إلى شعوره بأن تساؤلات وعتاب هؤلاء الرواد أفسدوا عليه فرحته، تحديداً بعد انسحاب المرشحة المغربية عزيزة بنانى من أمامه، وبات الطريق إلى منصب اليونسكو مفروشاً بحرائق المؤسسات الثقافية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ألسنة من اللهب تتصاعد ورائحة الدخان تزكم أنفك كلما اقتربت من ميدان العتبة، حيث يقع المسرح القومى، الذى يعد واحداً من أقدم المسارح فى مصر .. عربات الإطفاء تملأ المكان وكردونات الأمن تتكدس، وتمنع الصحفيين من الدخول إلى موقع الحادث .. مشادات كلامية وتبادل لكمات بين الإعلاميين ورجال الأمن.
رجال بالمكانس اليدوية يزيحون المياه التى ملأت مدخل المسرح، استعداداً لخروج فاروق حسنى وزير الثقافة، خوفا على ملابسه من البلل، والوفد المرافق له اللواء إسماعيل الشاعر مدير أمن العاصمة وعبدالعظيم وزير محافظ القاهرة وشريف عبداللطيف مدير المسرح القومى ود.أشرف زكى رئيس البيت الفنى للمسرح، وبعض من الفنانين وقيادات وزارة الثقافة.
وإذا كان رجال الأطفاء والدفاع المدنى نجحوا فى إزاحة المياه من طريق الوزير خوفاً من أن تلمس قدمه، إلا أن توتره وارتباكه جعل الماء يصل إلى رأسه عرقاً، وقد يكون فى تلك اللحظات يسأل نفسه عن أى ذنب ارتكب، خصوصاً وأنه أصبح موعوداً بالكوارث، وتحديداً فى شهر سبتمبر عندما وقع حادث بنى سويف عام 2005، والذى راح ضحيته مجموعة من أهم نقاد وفنانى ومثقفى مصر، وخرجت وقتها الأصوات تنادى بإقالة وزير الثقافة ووزير الصحة ومحافظ بنى سويف وكل المسئولين عن الكارثة، وها هو المشهد يتكرر من جديد مع اختلاف التفاصيل، شخوصه واحدة والمكان يختلف، وإذا كانت الخسارة فى حريق بنى سويف تتعلق بالأرواح فهنا تتعلق بواحد من أعرق مسارح مصر.
ويبدو أننا اعتدنا أخبار الحرائق وعلينا ألا نندهش بعد الآن إذا سمعنا عن خبر حريق جديد يلتهم مسرح السلام أو الطليعة والبالون أو غيرها من المسارح مع قصور الثقافة التى لم يقم مسئولوها بتطبيق خطة الوزير المزعومة، والتى أعلن عنها بعد حريق بنى سويف.
ورغم التفاصيل المؤلمة لهذا المشهد والموجعة والتى أبكت بعض الفنانين ومنهم عزت العلايلى، إلا أننى سألت نفسى سؤالاً واحداً، ماذا كان رد فعل وزير الثقافة عندما خرج من قاعة عبدالرحيم الزرقانى، أحد أهم رواد الحركة المسرحية والسينمائية فى مصر، حيث كان يتفقد آثار الحريق، فهل جرؤ على أن ينظر إلى أعين جورج أبيض وزكى رستم ومحمود المليجى ومحمود ياسين وسميحة أيوب وعبدالله غيث وتوفيق الدقن ودولت أبيض وملك الجمل، والتى تملأ صورهم جدران المسرح.
وهل استطاع فاروق حسنى تحمل عتابهم، هل يملك من الكلمات ما يعبر به عن أسفه مما حدث، وهل يملك أن يواجهم بإهماله الجسيم فى حق حماية تراثهم الفنى، وتأسيسهم للنهضة المسرحية المصرية والعربية أم لا يعنيه الأمر فى شىء، خصوصاً فى ظل انشغاله بحملته الدعائية لترشحه لمنصب أمين عام منظمة اليونسكو العالمية، أم يبلغ به الأمر إلى شعوره بأن تساؤلات وعتاب هؤلاء الرواد أفسدوا عليه فرحته، تحديداً بعد انسحاب المرشحة المغربية عزيزة بنانى من أمامه، وبات الطريق إلى منصب اليونسكو مفروشاً بحرائق المؤسسات الثقافية.
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة