لما كان شعار الحزب الحاكم فى مصرنا الحبيبة "بلدنا بتتقدم بينا"، كان علينا أن نسأل كيف تتقدم بهم وليه مصر واخداهم وبتتقدم بيهم وسايبانا ورا لوحدنا، هى مش مصر أمنا زى ما هى أمهم برضه ولا لأ؟!
فأخذت أسأل نفسى ليه يا مصر دايماً تنطّقى ناس على حساب ناس، ليه يا أمى يا مصر مش عادلة وفجأة ردت مصر! لا يا ابنى كلكم بغلاوة واحدة واستمرت تقول لى أصل دول إللى بيبنونى يا ابنى، قلت لها: لا يا شيخة يعنى إنتِ معترفة بإننى ابنك قالت ودمع العين يسبقها: نعم يا ولدى كلكم ولادى لكن هما بيبنونى ويعمرونى فاستفزتنى دموعها إذ شعرت أنها دموع المخدوعة وثُرت عليها واضعاً فى اعتبارى أنها أمى وعيب أعلى صوتى عليها وقلت: يا أمى بنوكى إيه وبتاع إيه بأمارة إيه بنوكى بالذِمّة؟ فردت محاولة تهدئة خاطرى، وقالت انظر لرجال الحزب الحاكم كام واحد منهم مشتغلين فى مجال البناء إللى بتاع سيراميك وإللى بتاع حديد وإللى بيأخد كل دول ويعملهم مدن.
فأجبت وقلبى يختنق حين عرفت كم تعيش أمى فى خداع، وقررت أن أكشف لها الحقيقة عارية مهما كانت قاسية فهى أمى التى ربتنى وعلمتنى، فقلت لها يا أمى إللى بنوكى بيبنوكى بحديد محتكر، والحديد بيعملوا منه السكاكين، والسكاكين بيقتلوا بها الأيام دى، وبيسيل منها الدم، والدم مش لاقى قرب تحفظه فيقطر منها قطرات تحفر فى أرض صخرية، ليستحيل الصخر لبدرة يصنعوا منها السيراميك مش البدرة إللى بيهربونها على أنها بدرة سراميك، طبعاً يا أمى العمال إللى بيبنوكِ إللى بيشيلوا على أكتافهم مواد بنائك المحتكرة هم عمال محتقرون شايلين "الأرف" على اكتافهم بجانب مواد البناء، شايلين نار الاحتكار الاقتصادى والسياسى وساكتين، لا لشىء إلا حباً فيكِ يا مصر بنحبك واللهِ لكن إللى راكبين وسايقين باين عليهم عايزينك ليهم لوحدهم، وناسيين إنك أم لكل المصريين حتى أنهم داسونا تحت أقدامهم ولم يسمعوا صراخنا أصموا آذانهم و... قطعت كلامى لأنى رأيت دمعة تنحدر من مآقيها متسللة بين رموشها، فخشيت أن تجرح خدودها فصرخت، لا لا تبكى يا أمى فنحن على استعداد أن نتحمل منهم كل مذلة فى سبيلك على شرط واحد، أن تتقدمى بينا كما تتقدمى بيهم مش تاخديهم وتسحبيهم لوحديهم وإحنا نفضل فى السبنسة ومنا إللى مسطح .. ضحكت أمى وضمتنى وقالت: قبلت لكن أرجوكم يا أولادى ألا تتركوهم كثيراً يقودوننى، فيبدو من كلامك أنهم يقودوننى نحو الهاوية فقلت بعد الشر يا مصرنا فأنتِ قد تمرضى لكن لن تموتى فنحن نفديك بحياتنا ونعدك ألا نتركهم يستمروا فى قيادتهم، إلا إذا عدلوا عن أفعالهم الصبيانية غير المسئولة.
ووجمت أمى للحظات وعاجلتنى بسؤال، كيف وصل هؤلاء لكابينة قيادتى؟! .. قلت بأموالهم، قالت ولماذا اخترتوهم؟ قلت لم نختارهم، وإنما هناك من اختاروهم ظناً منهم بأنهم سيبنوكِ، لكنهم هدمونا أثناء عملية البناء هذه، فصرنا مسلوبى الإرادة إلى أن استيقظنا على كابوس الاحتكار والقتل والـ..... ولا بلاش أصل الأخيرة ما قدروشى يثبتوها بس فيه احتمال لإثبات قضية رشوة، حينها ستتساقط الأقنعة من فوق وجوه الجميع ويجب أن يعترفوا أنهم بيتأخروا بينا!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة