حول مغنى البيتلز السابق بول ماكارتنى، تل أبيب مساء أمس الخميس، إلى مكان أشبه بمسارح هوليوود، بحفلة افتتحها بالتعبير عن تمنياته لليهود بسنة سعيدة وللعرب برمضان كريم, وبعد أن وجه تحية إلى تل أبيب، قال ماكارتنى باللغتين العربية والعبرية أمام عشرات الآلاف من الحضور "شانا توفا، رمضان كريم".
وأنشد ماكارتنى "جيف بيس إيه تشانس" (أعط السلام فرصة) أغنية جون لينون الشهيرة، قبل أن يكرر مرتين دعوة إلى "صنع السلام".
وتابع حوالى خمسين ألف شخص من كل الأجيال فى حديقة هاياركون فى تل أبيب، الحفلة التى قدمها ماكارتنى (66 عاماً) فى أول زيارة له إلى إسرائيل، وهم يصفقون بحماس إن لم يكن بجنون فى بعض الأحيان، وقد شجعهم المغنى على ذلك باستخدامه كلمات عبرية.
وقال يانور ماى (38 عاماً) الذى حضر من حيفا لحضور الحفل "كبرت مع البيتلز وأشعر وكأننى أرى شخصاً من أسرتى". أما ليورا فريد (58 عاماً) فحبست دموعها بصعوبة. وقالت "إنه جميل جداً ورقيق جداً، كنت أحلم بهذه الحفلة منذ فترة طويلة، لحسن الحظ الإرهابيون لا يخيفونه"، فى إشارة إلى تهديدات تلقاها ماكارتنى.
وكانت صحيفة "صنداى إكسبرس" البريطانية نقلت عن إسلامى لبنانى متطرف يدعى عمر بكرى محمد، مطلع سبتمبر، تأكيده أن "بول ماكارتنى لن يكون بأمان إذا توجه إلى إسرائيل", مضيفاً أن "مقاتلين مستعدين للتضحية بحياتهم سينتظرونه".
كما دعت عدة منظمات مؤيدة للفلسطينيين، النجم البريطانى لمقاطعة إسرائيل بسبب قمعها للفلسطينيين.
وزار ماكارتنى الأربعاء، كنيسة المهد فى بيت لحم فى الضفة الغربية. وقال للصحفيين "جئت إلى هذا المكان لأقول إننا نحتاج إلى السلام فى المنطقة وإلى دولتين، أحمل رسالة سلام وأعتقد أن هذا ما تحتاج إليه المنطقة".
وأشادت الصحف الإسرائيلية الخميس بحفلة ماكارتنى، وعنونت "يديعوت أحرونوت" وباللغة الإنجليزية "كل ما تحتاج إليه هو الحب"، مع صورة لماكارتنى وهو يحمل جيتاره فى تجربة سبقت الحفلة.
أما سفير إسرائيل فى لندن رون بروسور، فكتب فى افتتاحية فى معاريف بعنوان "فليكن" (ليت إيت بى) أن "إصرار ماكارتنى على التوجه إلى إسرائيل على الرغم من دعوات منظمات سياسية وتهديدات ضده أطلقها عناصر إسلاميون متشددون يثير الإعجاب".
وأضاف السفير الذى توجه إلى ليفربول فى يناير لتسليم بول ماكارتنى، دعوة لحضور احتفالات الذكرى الستين لإنشاء إسرائيل، أن هذه الحفلة تشكل نجاحاً دبلوماسياً.
ودعت السلطات الإسرائيلية فى نهاية يناير رسمياً ماكارتنى ورينغو ستار إلى تقديم حفلة فى إسرائيل، واعتذرت لهما بعد أربعين عاماً من رفضها استقبال الفرقة البريطانية.
وكانت الحفلة ألغيت حينذاك بسبب نقص التمويل العام بينما عبر نواب عن تخوفهم من أن يفسد الحفل الشباب.
وبيعت خمسون ألف بطاقة بأسعار تتراوح بين مائة وألف يورو، ونفدت الأماكن الأغلى ثمناً خلال أيام إذ انتزعها وزراء ونواب ورجال أعمال.
ويشغل السير بول وفرقته التى تضم حوالى ثلاثين موسيقياً منذ الثلاثاء 21 جناحاً فى فندق على شاطئ المتوسط.
وكان بول ماكارتنى (66 عاماً) أحيا عدة حفلات من بينها "حفلة الاستقلال" فى يونيو الماضى فى أوكرانيا وأخرى فى كيبيك فى يوليو فى الذكرى المئوية الرابعة لتأسيس المدينة الكندية.
وتوفى العضوان الآخران فى الفرقة جون لينون الذى قتل فى 1980 بينما توفى جورج هاريسون بالسرطان فى 2001.