الأبنودى يعرى رواة "الهلالية" فى "السحيمى"

الجمعة، 26 سبتمبر 2008 04:33 م
الأبنودى يعرى رواة "الهلالية" فى "السحيمى" الأبنودى معجب بجابر أبو حسن وسيد الضوى فى غناء "الهلالية"
كتب أسامة فوزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فجر الشاعر عبد الرحمن الأبنودى مفاجأة من العيار الخفيف فى ليلته الثامنة فى بيت السحيمى، مؤكدا أن جميع الشعراء الذين تغنوا بالسيرة الهلالية ـ ما عدا جابر أبو حسين وسيد الضوى، كانوا مرتزقة. وشهد بيت السحيمى لليوم الثامن على التوالى أمس الخميس، إقبالاً جماهيريا كبيراً، وذلك للاستماع للسيرة الهلالية التى يرويها الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى بمصاحبة شاعر السيرة سيد الضوى وفرقته.

الأبنودى الذى يستقبله الجمهور كل ليلة بالتصفيق الحاد والسؤال عن حالته الصحية للاطمئنان عليه بعد عودته من رحلته العلاجية بألمانيا، أكد أنه بخير مادام يلتقى جمهوره وأن حفاوة استقبالهم له خففت من أوجاعه. وأشار الأبنودى إلى أنه يحرص على لقاء جمهوره كل عام ـ منذ 8 سنوات - ليروى لهم السيرة الهلالية، ليست لكونها وسيلة لتزجية الوقت أو لأنها مجموعة من الحواديت المسلية، وإنما لكونها سيرة أبطال عظماء صنعتهم الأمة من مخيلتها كما تتمناها على أرض الواقع، ليقيموا بينهم قيم العدل والشجاعة وكافة القيم النبيلة التى افتقدتها الأمة جيلا بعد جيل.

وأوضح الأبنودى لجمهوره معاناته فى جمع السيرة الهلالية من الأقطار العربية، وأنه اكتشف أثناء رحلة جمع السيرة الهلالية، أنها تروى بلهجات متعددة وطرق مختلفة، وأن هذا التعدد والاختلاف فى طرق حكيها ليس لاختلاف لهجات ولكنات الشعوب العربية فقط، وإنما وجد هذا الاختلاف أيضاً داخل مصر، مشيراً إلى أن أهل الصعيد يروون السيرة الهلالية بطريقة مختلفة تماما عن أهل الدلتا. وأكد الأبنودى أن جوهر الصراع بين بطل السيرة الهلالية "أبوزيد الهلالى"، يشبه إلى حد كبير جوهر الصراع فى سيرة عنترة بن شداد، فكلاهما كان يعانى من لون بشرته، وقضيتهما كانت واحدة وتتمثل فى النسب.

وحرص الأبنودى على أن يحكى بأسلوبه الشيق الجزء الذى سيرويه شاعر السيرة سيد الضوى على ربابته، وعندما جاء دور الضوى وفرقته ليرووا السيرة ظل الأبنودى يقاطعهم مداعبا "الناس مش فاهمة حاجة منكم.. استنوا نوضح لهم ما فات" ويلتقط الأبنودى الميكرفون شارحا للجمهور معنى كل مفرد جاء على لسان الضوى من السيرة. بدأ الأبنودى جمع السيرة الهلالية عام 1967، وبين أنه منذ ذلك التاريخ لم يلتق سوى شاعرين حقيقيين هما من حيث المعرفة والإدراك: الشاعر الراحل جابر أبو حسين، والشاعر سيد الضوى، مشيرا إلى الضوى الواقف بجواره على المسرح بربابته.

وقال الأبنودى إن جميع الشعراء الذين تغنوا بالسيرة الهلالية ـ غير جابر أبو حسين والضوى، كانو مجرد مغنيين شعبيين حملوا أطرافا صغيرة من هذا العمل المترامى الأطراف لزوم أكل العيش والمرور فى الحياة، "وهؤلاء لا تغفر لهم اختياراتهم الذكية ولا أصواتهم الجميلة ولا تبرر لهم التطاول على السيرة، وحسبهم منها بعض قصص الحب الجميلة كعزيزة ويونس أو الجازية والغلام".

على إيقاع الدفوف والضرب على أوتار الربابة تمايل الجمهور فيما يشبه حالة من الوجد والصوفية مطالبين الأبنودى والضوى وفرقته بالإعادة، فتارة يستجيب الأبنودى وتارة أخرى يعدهم باستكمال السيرة مساء اليوم التالى ليتحدر سلم المسرح الخشبى، معلنا انتهاء الأمسية، فيتحلق حوله الجمهور لتحيته ومصافحته بمحبة عارمة. يذكر أن آخر ليلة للأبنودى مع السيرة الهلاية فى "بيت السحيمى" ستكون ليلة السابع والعشرين من رمضان.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة