هل سيقتصر دور الأحزاب فى اجتماعاتها على مواجهة الحكومة؟ سؤال طرح نفسه عقب الاجتماع الأخير الذى ضم رؤساء الأحزاب الأربعة (التجمع، الناصرى، الوفد، والجبهة)، حيث أكد البعض أن الاجتماع مجرد دعاية إعلامية عن توحد الأحزاب فى مصر، لكن واقع ذلك أليم، خاصة بعد تقلص دورها وابتعادها عن الشارع، وهو ما يقره عدد من السياسيين فى التقرير التالى:
رحب د. عبد المنعم سعيد – مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية - بالاجتماع الأخير من حيث المبدأ، "فالإصلاح السياسى فى مصر لن يتم إلا بوجود قوة ثالثة على الساحة بعد اقتصارها على قوتين فقط، هما: الحزب الوطنى، وجماعة "الإخوان المسلمون"، مشيراً إلى أن وجود الأحزاب المدنية أصبح ضرورة ملحة حتى يحدث توازن على الساحة السياسية. وبالنسبة للاجتماعات، وتحديداً السابق منها، يقول د. عبد المنعم سعيد، إنها لا تدعو للتفاؤل، "فجميعها يفصح عن نوايا طيبة لكن لا توجد خطة حقيقية كى تصبح هذه الاجتماعات مفيدة لكل الأطراف".
وأضاف سعيد أن هناك نوعين من العلاقات يربطان الأحزاب، أولهما، يتمثل فى علاقة فكرية تتفق من خلالها هذه الأحزاب على برنامج للإصلاح العام، والنوع الثانى يفيدها فى خلق نوع من التصديق بينها، حيث تظل هذه الأحزاب فى حاجة إلى هذا التصديق، فى ظل ضعفها فيما يتعلق بالانتخابات أو قضايا الشأن العام. أضاف إذا كان البعض يردد أن معظم اجتماعات الأحزاب لا تسفر إلا عن مهاجمة الحكومة، فهذا أمر طبيعى لأنها أحزاب معارضة، لكن يمكن التغاضى عن ذلك إذا توجهت للمجتمع برسالة قوية، وأثبتت أنها قادرة على وضع برنامج إصلاحى جيد.
ائتلاف ديمقراطى
عبد الغفار شكر ـ المتحدث الرسمى باسم التحالف الاشتراكى وعضو المكتب السياسى بحزب التجمع ـ علق على الاجتماع الأخير قائلاً: إن هذه الأحزاب اتفقت فيما بينها على تنسيق أنشطتها، وتم ذلك من خلال (وثيقة الائتلاف الديمقراطى)، مفيدا أنها دعت الأحزاب الأخرى لتنسيق أنشطتها وحل مشاكلها، وهذا لا علاقة له بالحكومة كما أنها لا تستطيع منع الأحزاب من ذلك، لكنها قادرة على منعها من ممارسة نشاطها فى الشارع، وذلك بحشد قوات الأمن وإحباط كافة المسيرات السلمية والمظاهرات الاحتجاجية. ووجه عبد الغفار شكر سؤالا مفاده: هل الأحزاب مستعدة لدفع الثمن وتعبئة قوى واسعة لمواجهة قوات الأمن؟
سألنا شكر هل الاجتماع الأخير دعاية إعلامية أم أنه انطلاقة لعمل حزب موحد؟ أجاب بأن ما حدث بين الأحزاب الأربعة يعد تنسيقا للنشاط السياسى، وليس توحيدا، فمن المعروف أن لكل حزب من هذه الأحزاب توجها معينا، "فحزب الوفد مثلا ليبرالى التوجه، فيما تغلب القومية على الحزب الناصرى، أما حزب التجمع فهو اشتراكى، وبالتالى فمثل هذا الاجتماع أمر طبيعى وموجود فى معظم دول العالم بين الأحزاب، بهدف بحث سبل توحيد أنشطتها وتحالفاتها.
