أكثر من 40 مخرجاً يتنافسون على الفوز بكعكة رمضان الدرامية، وبعد أن كانت الغلبة لفترة طويلة لمخرجى التليفزيون، وأصبحت أسماء العديد منهم لا تقل أهمية عن أسماء نجوم ونجمات أعمالهم، اتجه عدد كبير من مخرجى السينما إلى الإخراج التليفزيونى، وتحديداً فى الفترة التى أصاب الركود فيها السينما المصرية، وبدأت موجة الكوميديا الجديدة بممثليها ومؤلفيها ومخرجيها الشباب فى السيطرة على السوق، وفى الوقت الذى أثبت فيه بعض هؤلاء المخرجين أنفسهم مع دراما المسلسلات، رغم أن التعامل مع النص التليفزيونى يختلف كثيراً عن النص السينمائى، فشل آخرون منهم فشلاً ذريعاً فى إضافة أى جديد.
المخزون الاسترتيجى الإبداعى لكلا الطرفين يبدو أنه استنفد تماماً، وأصبح الجميع يعملون بمنطق "السبوبة"، وبات الهم الأكبر لهم الحصول على أكبر مقابل مادى، ولو استلزم الأمر تصوير عملين فى وقت واحد مثلما يفعل غالبية الفنانين، كما حدث هذا العام مع أحمد صقر الذى يعرض له مسلسلا "جدار القلب" لسميرة أحمد ومصطفى فهمى و" شط إسكندرية" لممدوح عبد العليم ووفاء عامر، ومحمد النقلى "مسك الليل" لعزت العلايلى وعلا غانم و"الفاضى يعمل إيه" لصلاح عبد الله وفادية عبد الغنى.
ورغم وجود عدد من كبار مخرجى التليفزيون إلا أنهم ظهروا بصورة أقل من المتوقع وجاء أداؤهم تقليدياً على غير العادة، وافتقدوا التوهج الذى طالما تميزوا به طوال مشوارهم مع الدراما التليفزيونية، ويأتى على رأس هؤلاء إسماعيل عبد الحافظ الذى يتولى إخراج مسلسل "عدى النهار" لصلاح السعدنى ونيكول سابا ورزان مغربى وتأليف محمد صفاء عامر، حيث جاء أداؤه أقل كثيراً من سابق أعماله، ومنها "المصراوية" و"عفاريت السيالة" و"الأصدقاء" و"ليالى الحلمية" و"العائلة" و" جمهورية زفتى" و"الشهد والدموع "وغيرها، وهو ما ينطبق على إنعام محمد على التى تتولى إخراج مسلسل "قصة الأمس" لإلهام شاهين ومصطفى فهمى وميرنا وليد وتأليف محمد جلال عبد القوى، ورغم الرومانسية التى تتميز بها قصة العمل وأحداثه، إلا أنها لا تقارن بنص قريب الشبه فى رومانسيته أخرجته إنعام قبل أكثر من عشرين عاما،ً وحمل عنوان "الحب وأشياء أخرى" لممدوح عبد العليم وآثار الحكيم عن نص لأسامة أنور عكاشة.
محمد فاضل هو الآخر يبدو أنه وصل إلى حالة يحتاج معها إلى من يعيد إليه ذاكرة أعماله القوية، ومنها "عصفور النار" و"رحلة أبو العلا البشرى" و"الراية البيضا" و"النوة" و" للعدالة وجوه كثيرة" و"سكة الهلالى" وغيرها، حيث إنه فى مسلسله الجديد "ليل التعالب" لفاروق الفيشاوى وفردوس عبد الحميد لم يترك أى بصمة تذكر، وهو نفس ما فعله قبل عامين فى مسلسل "المطعم".
مجدى أبو عميرة بذل مجهوداً فى مسلسل "قلب ميت" لشريف منير وغادة عادل حتى يخرج على مستوى اسمه كمخرج كبير، إلا أنه جاء أقل من أعماله السابقة، ومنها "يتربى فى عزو" و"محمود المصرى" و"أين قلبى" و"الضوء الشارد" و"جحا المصرى" و" المال والبنون" وغيرها.
وهو ما تكرر مع المخرج جمال عبد الحميد فى مسلسل "هيمة" لأحمد رزق وعبلة كامل وحسن حسنى، وإن كان الأداء أقل كثيراً لمن يعرفون قدرات جمال من سابق أعماله ومنها "بنت من شبرا" و"جسر الخطر" و"أرابيسك" و"حلم الجنوبى".
وفى مقابل هؤلاء يحاول نادر جلال أن يؤكد أنه أضاف إلى الدراما التليفزيونية جديداً حين انتقل إليها وقدم "أماكن فى القلب" و"عباس الأبيض فى اليوم الأسود" و"درب الطيب" من خلال مسلسله الجديد "ظل المحارب" لهشام سليم وعلا غانم وباسم ياخور، ويحسب له خروج الكاميرا إلى أماكن تصوير خارجية تراها عين المشاهد المصرى لأول مرة، ويعد نادر الحسنة الوحيدة بين مخرجى السينما الذين يتولون إخراج عدد من المسلسلات.
ويأتى بعده بمراحل الدكتور سمير سيف الذى يتولى إخراج مسلسل "نسيم الروح" لمصطفى شعبان وأيمن زيدان ونيللى كريم، رغم تميز سيف من قبل فى أعمال " أوان الورد" و"الدم والنار". ولم يترك المخرج محمد أبو سيف أية بصمة تذكر فى مسلسل "الهاربة" لتيسير فهمى، وهو ما تكرر فى أعماله السابقة.
لمعلوماتك..
كان لعدد من المخرجين الراحلين باع كبير فى الدراما التليفزيونية، ومنهم نور الدمرداش "هارب من الأيام" و"لا تطفئ الشمس" و"الرحيل" و"الضحية" وغيرها، ويحيى العلمى "دموع فى عيون وقحة" و"رأفت الهجان" و" نصف ربيع الآخر" و"الحاوى" و"بنات أفكارى" و"الزينى بركات" وغيرها.
الجميع يعملون بمنطق "السبوبة"
تعادل سلبى بين مخرجى التليفزيون والسينما فى رمضان
الأربعاء، 24 سبتمبر 2008 09:55 م
مخرجو التليفزيون فى تقدم مستمر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة