المثنوى .. كتاب العشق والسلام

ترجمة تفسير المثنوى للعربية

الأربعاء، 24 سبتمبر 2008 12:39 ص
ترجمة تفسير المثنوى للعربية المثنوى مازال أعظم المؤلفات المكتوبة بالفارسية
كتبت دينا عبد العليم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المثنوى كتاب من أعظم كلاسيكيات الشعر الصوفى الإسلامى عامة والإيرانى على وجه الخصوص، يتكون من 26 ألف بيت شعرى فى ستة أجزاء، بنيته الأساسية تعتمد على سرد الحكايات المشتبكة مع الموروث الشعبى أو الموروث الدينى، لكن بوجهة نظر ورؤية صوفية يجعلها تميل إلى التلميح أكثر من ميلها للتصريح، وللإشارة أكثر من المباشرة، وضعه جلال الدين الرومى تلبية لمطلب تلميذه ومحبوبه حسام الدين، ومن علاقة الرومى بحسام الدين أتى اسم الكتاب "المثنوى" فى إشارة إلى فضل "التلميذ" على أستاذه، لذلك فالجهد منسوب إلى مثنى وليس لفرد.

وضع الباحث الإيرانى د.سيد جهرمان صفافى، تفسيراً للمثنوى بعنوان "المثنوى كتاب العشق والسلام" أصدر الترجمة العربية له مصطفى محمود بتقديم د.سيد حسن نصر عن دار آفاق بالقاهرة، والكتاب فى مضمونه يحمل تفسيراً جديداً للجزء الأول من "المثنوى" فيعيد تركيب معانيه وترتيب أقسامه، كاشفاً بذلك عن أن جلال الدين الرومى حين ألف كتابه الشهير الذى يسمى بـ "قرآن الفارسية"، قصد أن يظهر بصورة شبه مفككة، لا يربط بين أجزائه رابط، ومن يقرأه سريعاً سيقع فى هذا الفخ، إلا أن تلك الدراسة كشفت عن ترابط أجزاء الكتاب ووحداته من الأبيات والمقطوعات بشكل يجعل من الصعب فهمه بالصورة الكاملة دون الإلمام بهذه الدراسة، وهذا ما يثير د.سيد حسن نصر الذى يقدم بهذا الجهد العلمى المرموق، داعياً المؤلف إلى أن يطبق نفس المنهج على بقية الأجزاء، وأن يستكشف الترابط العددى بين الأجزاء الذى أشار إليه المؤلف ولم يحققه، ويشير د.سيد إلى أننا نتناول القرآن ونفهمه بنفس الآلية التى كنا نفهم المثنوى بها، على الرغم من أننا ندرك تمام الإدراك، أن القرآن الكريم لا تجب قراءته دون الإلمام ببنيته المتكاملة.

قسم الباحث كتابه إلى ثلاثة فصول، الأول: المنهج والفروض، المثنوى كما هو معروف، وفيه شرح التركيب الظاهر للمثنوى من حيث تقسيم العمل كله إلى ستة أجزاء كل جزء مقسم إلى حكايات تركيبها الأساسى يعتمد على الشعر، ثم يلتفت إلى قضية "البنية"، مشيراً إلى أن المثنوى تحفة فنية وضعها الرومى فى ستة أجزاء، كل جزء تناول موضوعاً بذاته، متماثلاً فى هذا مع الأبناء الستة فى قصة الصوفى الشهير فريد الدين العطار، فكل ابن يمثل فكرة أو كل فكرة تتجسد فى ابن "النفس أو الجسد وإبليس، والعقل أو الفكر، والعلم أو المعرفة، والفقر الروحى، والتوحيد" مشيراً إلى خطة عمله فى هذا البحث التى تعتمد على تفكيك النص ثم تركيبه لينتج فى النهاية معنى كلياً.

التركيب السردى والموضوعى للكتاب الأول من المثنوى، هو عنوان الفصل الثانى التى قسم فيه الباحث الكتاب الأول إلى اثنتى عشرة وحدة يسميها مقالاً، رابطاً بين أجزاء كل وحدة على حده وبين الوحدات جميعا، ومثال هذا ما ذكره فى شرح محور الكتاب الأول الذى اكتشفه أثناء تفسيره لنص "ماشاء الله كان" فيقول "إن هذا القسم يحتل منتصف الكتاب تماماً، ويربط بين المقال 6 والمقال 7، ويصل بين بداية الكتاب ونهايته ويعمل بمثابة البوابة المفصلية إلى النصف الثانى من الكتاب، ومن الجدير بالذكر أيضا أن المقال 6 تنتهى بأبيات من عمل الشيطان، وتبدأ المقال 7 بأبيات إلهية المضمون، ويأتى هذا هذا القسم ليصل المقال 1 بالمقال 12 كم خلال الفكرة الرئيسة أو الموضوع الرئيسى وهو المشيئة الإلهية والقتل.

بعد الفصل الثانى الذى يشغل متن الجهد البحثى يحلل صفافى فى الجزء الثالث الكتاب الأول ككل، ويعرض تركيبه البلاغى ويشرح تركيبه البنيوى التتابعى، مشيراً إلى ما يتمتع به المثنوى من صلابة فى البناء وروعة فى التنظيم، جدير بالذكر أن وزارة الثقافة متمثلة فى المشروع القومى للترجمة وقت أن كان تابعاً للمجلس الأعلى للثقافة، كانت قد ترجمت كتاب "المثنوى" بأجزائه الستة، إلا أنه منذ سنوات نفذت طبعة الكتاب، ولم تتم طباعته مرة أخرى، وسط احتياج الباحثين وتلهف القراء والمثقفين، مما يجعل من الكتاب وترجمته وتحقيقه التى قام بها العالم إبراهيم الدسوقى شتا جهداً ضائعاً، ولن ينقذه من الضياع إلى إعادة طباعته وإتاحته للدارسين والمهتمين.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة