الجلابية البلدى أنقذت نشوى مصطفى!

الأربعاء، 24 سبتمبر 2008 10:51 ص
الجلابية البلدى أنقذت نشوى مصطفى! تصلح الدراما التلفزيونية ما أفسدته السينما!
بقلم محمد بركة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء



مرة أخرى تصلح الدراما التلفزيونية ما أفسدته السينما! حدث هذا من قبل مع غادة عادل التى كان ولا يزال ـ صناع الفن السابع يصرون على حبسها فى علبة من القطيفة الحمراء، باعتبارها قطعة رقيقة من البسكويت، وانتظرت غادة طويلاً وهى تنتقل من فيلم إلى آخر بنفس المواصفات السطحية والأداء الفاتر حتى جاءتها فرصة "قلب ميت" فكشفت عن موهبة حارة، وأثبتت امتلاكها لأدوات فن التشخيص وبدت مقنعة للغاية وهى فى دور بنت الحارة الشعبية.

وفى نفس السباق الدرامى، تجلت الفنانة نشوى مصطفى فى واحد من أجمل أدوارها، دور الأم الفقيرة البسيطة التى فقدت ابنها وتبحث عنه فى الشوارع والحارات وتطلب مساعدة الصحافة بعد أن يتبين أنه وقع فى أيدى عصابات خطف وبيع الأطفال.

و"نشوى" فنانة خاصة جداً، تملك ملامح مصرية خالصة، وبساطة متناهية على المستوى الشخصى، وأداء صادق، تلقائى على المستوى الفنى، أضف إلى ذلك خفة ظل غير عادية فى الحالتين! إنها فنانة تدخل قلبك مباشرة، لا تحتاج إلى وقت كبير كى "تستوعبها"، مشكلتها الوحيدة أنها رضيت بالمتاح وقنعت بالمكرر على مائدة ما يسمى بـ"الأفلام الشبابية"، وأصبحت جميع أدوارها السينمائية تدور فى فلك "سنيدة" البطلة وكاتمة أسرارها على نحو ما رأيناها فى "رحلة حب" مع مى عز الدين ومحمد فؤاد، أو "العانس" بنت الجيران التى تطارد البطل بحثاً عن فرصة للزواج، كما رأيناها فى "حرامية فى كى جى 2"، وفى مسلسل "فى أيد أمينة" فاجأت "نشوى" الجمهور والنقاد بوجه يخلو تماماً من المساحيق.
تماماً كما فعلت غادة ـ وعيون منذورة للحزن والدموع، وكلمات حائرة، مرتبكة، وأنامل ترتعش وقلب تتعالى دقاته كلما اقتربت من طيف "الفنى" المفقود!.
لا ترتدى طوال الحلقات سوى جلباب بلدى أسود، وطرحة سوداء تغطى بها شعرها. وأبداً لم يكن الأمر سهلاً، فالدور فى حاجة إلى جهاز عصبى على شفا الاحتراق، وقلب فطرته الأحزان، وكثيراً ما كانت الكاميرا "كلوز" على وجهها، والانفعالات التى تتوالى على وجهها ما بين ظلمة اليأس وإشراقه نور الأمل فى أن تجد ولدها هى الوسيلة التعبيرية الأساسية لنشوى طوال 30 حلقة!.

براعة الأداء التمثيلى تجلت على نحو خاص وهى فى الحلقات الأولى تظهر لنا كشخصية بلا تاريخ، مجرد أم هائمة على وجهها فى الأزمة بلا تاريخ، مجرد أم هائمة على وجهها فى الأزمة والطرقات تسأل الباعة الجائلين عن ابنها، فيرد الباعة بكل برود واقتضاب رغم الطيبة التى تكسو وجوههم السمراء الشائخة! أغرقت نشوى غير تلك المشاهد المتفرجين فى طوفان من الأسى وكسبت منذ اللقطة الأولى تعاطفهم، وبذلك تكون قد خاضت التحدى وكسبته، فهنا فقط تعاطفك وحده "كفاية"!.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة