أزمة جديدة تعيشها السفارة الإسرائيلية فى مصر، تتجلى فى عجز تل أبيب عن اختيار سفير لها فى القاهرة، خاصة بعد انتهاء ولاية سفيرها الحالى شالوم كوهين، الذى تقرر تمديد ولايته لمدة ثلاثة أشهر إضافية، حسبما ذكرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية.
وجاء فى الصحيفة أنه بعد 30 عاماً من توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، أبدى القليلون من الدبلوماسيين الإسرائيليين اهتماما بتمثيل بلادهم كسفراء فى القاهرة، ما يخلق أزمة حقيقية لعدم وجود دبلوماسى بارز أو شخصية عامة مؤهلة لديها الرغبة فى تولى هذا المنصب.
د. عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية المصرى الأسبق، لم يستغرب هذه الأزمة، حيث أكد أن الدبلوماسيين الإسرائيليين معهم الحق فى رفضهم العمل فى القاهرة، لأنهم على علم تام بأن الشعب المصرى يرفض تواجدهم بسبب عدم التزام دولتهم بوعودها فيما يتعلق باتفاقيات السلام المتعددة التى أبرمت مع أطراف عربية، أهمها فلسطين.
وأضاف الأشعل أن القوى الوطنية فى مصر عازمة خلال الفترة الراهنة، على إعادة النظر فى علاقتها مع إسرائيل، فى ظل دراستها للتجربة الحالية مع إسرائيل. وأشار الأشعل أيضاً إلى أن أى دبلوماسى إسرائيلى لديه شعور تام بالعداء الذى سيجده بمجرد وصوله إلى مصر، حيث يعلم جيداً أن هناك مقاطعة للزيارات المتبادلة بينه وبين رؤساء البعثات الدبلوماسية العربية، والقوى السياسية المصرية، ومن هنا يأتى تبرمه من إسناد هذا المنصب إليه.
ويقترح الأشعل نشر إعلان فى الصحف المصرية لتجنيد مصريين من هواة التطبيع للعمل فى السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، (ذكر أسماءهم وطلب عدم نشرهم)، خاصة بعد وصول حجم التجارة البينية بين البلدين إلى 500 مليون دولار.
دجل سياسى:
أما السفير السابق إبراهيم يسرى، فقال إنه لا يصدق ما تزعمه إسرائيل بشأن عدم قبول دبلوماسييها العمل فى القاهرة، موضحاً أن مسئولية تعيين السفراء تقع على عاتق رئيس الدولة ووزارة الخارجية، "وبالتالى فإن إسرائيل قادرة على تعيين سفير دون أن يكون الرجل المختار لديه القدرة على الاعتراض من عدمه".
وأضاف يسرى أن ما تروجه بعض المصادر بشأن القضية، ما هو إلا دجل سياسى، "ومن الطبيعى أن نجد بعض الدبلوماسيين الإسرائيليين لا يفضلون العمل فى مصر، نظراً لعدم وجود روابط مشجعة بين البلدين".
ويرى السفير إبراهيم يسرى، أن السفارة الإسرائيلية فى مصر هى بحكم الواقع معزولة عن المجتمع المصرى، "حيث لا يرغب الكثيرون فى حضور احتفالاتها، على الرغم من أن العلاقات الرسمية بين البلدين متبادلة". ونوه السفير إبراهيم يسرى إلى أن العلاقات بين البلدين لم ترق إلى المستوى المطلوب نتيجة السياسة الإسرائيلية غير المتوازنة فى المنطقة.
إعلان دبلوماسى: مطلوب سفير لإسرائيل فى القاهرة
الأربعاء، 24 سبتمبر 2008 10:44 م