أكد أمين أباظة وزير الزراعة المصرى، فى حوار لليوم السابع، أنه لا يتمنى خروج الوليد بن طلال من مصر، مستبعداً حدوث هذا الأمر، وذلك فى أعقاب أزمة أرض توشكى التى لم يثبت الوليد جدية فى زراعتها.
وفيما يخص إمكانية أن تؤدى المشاكل مع الوليد إلى تراجع الاستثمار العربى فى مشروع توشكى، خاصة الاستثمار السعودى، نفى أباظة ذلك، مؤكدا قيام الوزارة بتسليم 20 ألف فدان لشركة الراجحى السعودية أخيرا، وإلى نص الحوار..
لماذا هذا الحسم القاطع باتخاذ إجراء ضد الوليد بن طلال؟
الحقيقة، أننا كوزارة حاولنا أكثر من مرة فى الأشهر العشرة الأخيرة احتواء أى مشاكل نتحدث عنها حاليا كنا فى غنى عنها سابقا، لكن للأسف لم نجد استجابة أو بمعنى أصح ردود مقنعة على ما تقدمنا به من تساؤلات لشركة الأمير الوليد.
وما هى التساؤلات؟
أهمها يتعلق بعدم استصلاح الشركة للمرحلة الأولى من الـ 100 ألف فدان التى تعاقدت عليها فى عام 2000، حيث جاء التقييم النهائى للشركة فى مشروع توشكى مخالفاً تماما لما تم الاتفاق عليه، وبالتالى كان لابد من إحاطة الشركة علما بضرورة تنفيذ الاتفاق بنسبة كبيرة، وهو للأسف لم يحدث، حيث استصلحت الشركة 3 آلاف فدان فقط.
هل يعنى هذا أن العلاقة الودية بين شركة المملكة والدولة على وشك الانتهاء؟
ليس الأمر كذلك، فالمشاريع القومية الكبرى فى حاجة ماسة إلى تعظيم الاستفادة منها، وبالتالى لا يمكن للحكومة أن تشيد بإنجازات شركة ما وهى متقاعسة عن أداء دورها، والعكس صحيح، لا يمكن التقليل من شأن شركة لها مساهمات فعالة وتعمل حسب الأسلوب والنظام الذى اتفق عليه.
نقصد العلاقة مع الوليد بن طلال.. هل مازالت كما هى أم تأثرت ؟
علاقتنا مع المستثمر السعودى جيدة ونحن لم نهدد أحدا، بل طالبنا بإنجاز ما اتفق عليه، ونقدر تماما الدور الذى يلعبه المستثمر العربى عموما والوليد بن طلال خصوصا فى مصر، وليس معنى انتقادنا لأداء شركته فى توشكى أننا ننتقد استثماراته عندنا، ويمكننى القول إننا نكن له كل احترام لكن مصلحة مصر فوق أى اعتبار .
الوليد اشتكى أكثر من مرة من تخفيض الدولة لحصص المياه المخصصة لأراضيه وأيضا أن هناك بعض المعوقات يواجهها المشروع لم يتم حلها حتى الآن.. ما تعليقك ؟
معوقات المشروع تواجه الجميع، وعندما تحدث فجوة ما يتم تداركها بأسلوب الحوار بين الجهات المعنية والشركات المستثمرة فى المشروع، وإذا كانت هناك معوقات لشركة ما، فنحن نأخذ بعين الاعتبار تأثيرها على إنجاز ما اتفق عليه ونضع ذلك فى اعتبارنا .
مصادر فى شركة المملكة قالت إن العقد المبرم مع الوزارة لا يرتبط بمواعيد للتنفيذ بقدر ارتباطه باستمرار عملية التنفيذ.. هل هذا صحيح ؟
كل ما طالبنا به الأمير الوليد هو سرعة التنفيذ والقضاء على البطء الشديد جدا فى إنجاز أى مرحلة من المراحل، ونحن بالفعل بصدد اتخاذ إجراء صارم مع كل المستثمرين وفى مقدمتهم الوليد بن طلال لتحقيق تقدم فى المشروع.
ألا تعتقد أن موقفكم مع الأمير قد يؤدى إلى تراجع الاستثمارالعربى فى توشكى وخصوصا من جانب السعوديين ؟
على العكس، فنحن سنقوم فى شهر ديسمبر القادم بتسليم شركة الراجحى السعودية 20 ألف فدان من أصل 80 ألف تم تخصيصها لها فى مشروع توشكى على الفرع 2 ، كما أن هناك 6 شركات مصرية قدمت للمرة الأولى عروضا للاستثمار فى المشروع، وتم تخصيص من 4 إلى 6 آلاف فدان لكل منها لاستزراعها بمحاصيل استراتيجية مثل القمح والشعير.. نحن بالفعل لا نتمنى خروج الوليد بن طلال من مشروع توشكى واستبعد ذلك حاليا، لكن الأيام القادمة ربما تحمل متغيرات أخرى.
خرجت شائعات فى فبراير 2007 تشير إلى خروج الوليد بن طلال من مصر لكن الأمير جاء إلى القاهرة لينفى ذلك ، هل تتوقع زيارة قريبا له فى هذا الإطار؟
نحن نرحب به فى كل وقت على اعتبار أنه يستثمر فى قطاعات عدة وليس قطاعا بعينه، وفى حال زيارته سنناقش معه التفاصيل الخاصة بمشاريعه المرتبطة بنا كوزارة زراعة ، وأنا التقيت به فى 11 مارس 2007 عندما جاء للقاهرة لينفى شائعة خروجه من مصر وأكدنا سويا أن مشروع توشكى ناجح بكل المقاييس، لكن يبدو أن الظرف مختلف من عام إلى آخر، ونتمنى أن يكون التفاهم هو وسيلتنا للتغلب على أى معوقات لأى مستثمر فى مصر.
لمعلوماتك..
◄ كان الوليد بن طلال قد تعهد للحكومة المصرية باستصلاح 15 ألف فدان خلال 2008، إلا أنه لم ينفذ ذلك.
أمين أباظة: "الوليد " لم يلتزم وأمامه فرص للجدية
الأربعاء، 24 سبتمبر 2008 05:38 م