هل أصبحت مصر دولة غير آمنة سياحيا؟

الثلاثاء، 23 سبتمبر 2008 07:43 م
هل أصبحت مصر دولة غير آمنة سياحيا؟
تحقيق :جهاد مرسى وهبه ياسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن حادث اختطاف السائحين من الوادى الجديد مجرد حادث عابر يمكن تفاديه أو التغاضى عن تأمل تفاصيله, فهو الأول من نوعه فى مصر، وفتح باباً واسعاً للجدل، فهل سيكون بداية لنشاط العصابات الإجراميه وقطاع الطرق؟ وهل سيلقى بظلاله على علاقات مصر بالدول التى تعرض رعاياها للاختطاف ،مثل ألمانيا وإيطاليا،وكذلك السودان التى هرب الخاطفون التشاديون برهائنهم إلى أراضيها ؟وهل كانت مصر على قدر المسئولية ،فى تعاملها مع هذا الحادث؟

تصرف معقول وتصريحات غير معقولة
السفير إبراهيم يسرى,مدير إدارة المعاهدات الدوليه بوزاره الخارجيه سابقاً , ير ى أن مصر تصرفت فى هذه الحادثة بصورة معقولة, وإن عابها بعض التصريحات التى صدرت عن بعض المسئولين ،وكانت غير مسئولة وتوحى بقدر من الاستهانة, وبخلاف هذا،فإن الأوضاع سارت بشكل طبيعى ،فواجب أى دولة متابعةأحوال رعاياها فى الخارج. وهكذا فعل ساركوزى نفسه عندما تم خطف مواطن فرنسى مؤخراً, وفى حادث مثل الاختطاف فعلي مصر أيضاً أن تدفع الفدية, لكن تبقى عليها مسئولية أدبية بحكم أن الحادث وقع على أراضيها وهذه المسئولية تلزمها بمتابعه جادة ودقيقة للموقف, ومساعدة الدول ذات الصلة فى الوصول إلى مواطنيها.
ويضيف :أن أخطر ما فى هذا الحادث هو تصنيف مصر بعده كإحدى الدول الخطرة والغير آمنةعلى ضيوفها ،وهو ما سيؤثر سلباً على السياحة وصورة مصر أمام العالم كدولة سياحية هامة وكبرى.

ذبذبات اقتصادية وشيكة !
الدكتور سمير مرقص- أستاذ الاقتصاد بالجامعة الأمريكية يرى أن الحادث سيؤثر حتماً على مجال الاستثمار الذى شهد تحسناً فى الفترة الماضية بفضل مناخ الأمن والآمان ,إلى جانب تأثيره على تدفق السياح لمصر سواء الذين يحملون جنسيات ألمانيا وإيطاليا أو الدول الأخرى ,فصناعة السياحة شديدة الحساسية تجاه الحوادث التى تمس حياة السائح وحريته.
وهناك أجهزة اخرى حساسة تتأثر بالحوادث الداخلية، مثل البورصة وأسعار العملات، مما قد يحدث ذبذبات اقتصادية تؤثر على الاقتصاد المصرى على الاقل فى الأمد القصير.
ويضيف : ان الحادث قد يقترن بالحركات الارهابية التى تحدث فى العالم ,ويعطى انطباعاً بالانفلات الأمنى ,وأن الارهاب مازال يعبث فى مصر خلافاً للحقيقة والواقع، ومن ثم عدم حسم هذا الأمر وتحجيمه فى أسرع وقت,قد يجعل هذه العصابات تعبث بالأماكن النائية غير الآهلة بالسكان ,لشعورها بعدم التواجد الأمنى فيها ،وهو ما يتطلب بذل مجهودات إضافية لعودة الأمان للسائح القادم وشعوره أن الأمر تحت السيطرة.

تراجع الدخل القومى
من ناحية أخرى أكد الدكتور حسنى عبد الفضيل- الخبير الاقتصادى أن الأزمة لن تقف عند الحد الذى وصلت إليه ،بل سيكون لها تداعيات كثيرة على مصر,أهمها ضياع دخل قومى غير بسيط قد يحدث نتيجة لانخفاض عدد السائحين الوافدين خوفاً من التعرض لمثل هذا الحادث, وهو ما سيكون له تأثير كبير على الاقتصاد المصرى الذى تشكل السياحة ضلعاً أساسياً به. بالإضافة إلى أوجه التعامل مع الأزمة التى تركت صورة سيئة عن مصر خاصةً ان كثيراً من تفاصيل الحادث مازالت مبهمة إلى الآن ,حتى الفدية المطلوبة لا نعلم من سيدفعها هل تدفعها الحكومه أم الشركة المسئولة عن الفوج السياحى وكيف ستصل إليهم؟!
وما يخفف من حجم الكارثه- فى رأيه – ان الحادث انحصر فى نوع من السياحة ذات طبيعة خاصة , وهو ليس منتشراً فى مصر بقدر سياحة الشواطئ والمناطق الأثرية. إلا أن هذا لا ينفى المسئولية الملقاة على عاتق الحكومة بأن تتدارك الموقف فى أسرع وقت وأن تدفع الفدية حتى لا تطول فترة احتجاز السائحين لأكثر من ذلك , فالأثر الاقتصادى على مصر أبعد من ال 6 مليون دولار، قيمة الفدية المطلوبة بكثير .






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة